كشف تحقيق استقصائي أجراه مجموعة من الصحفيين من 30 مؤسسة إعلامية بما في ذلك هآرتس (الإسرائيلية) ولوموند الفرنسية ودير شبيغل الألمانية، عن وجود عميل سابق للقوات الخاصة (الإسرائيلية) على رأس فريق يستخدم القرصنة والحسابات المزيفة للتلاعب بالانتخابات.
وأطلق المحققون الصحفيون الذين يعملون في مشروع (فوربيدن ستوريز(، تسمية (فريق خورخي) على الشركة المشرفة على هذا العمل السري نسبة للاسم المستعار للمسؤول الأول عن الفريق واسمه تل حنان.
وأوضح التحقيق أن تل حنان قاد فريقًا من الخبراء العاملين في التكنولوجيا الرقمية والأعضاء السابقين في أجهزة الاستخبارات (الإسرائيلية) الذين سعوا للتدخل في نتائج الانتخابات باستخدام المعلومات المضللة والقرصنة والتخريب.
وحصل 3 من الصحفيين الاستقصائيين، من إذاعة فرنسا الدولية وصحيفتي (هآرتس) و(ذا ماركر) (الإسرائيليتين)، على لقطات ووثائق مسربة بعد أن تظاهروا على مدى أشهر عدة بأنهم مستشارون يعملون لدولة أفريقية أرادت تأجيل الانتخابات.
ووفقًا لنتائج التحقيق، فإن هذا الفريق تمكن من التلاعب بنحو 30 عملية انتخابية في العالم أغلبها في القارة الأفريقية.
وكشف التحقيق أن إحدى الطرائق التي استخدمها فريق خورخي، كانت ملفات شخصية مزيفة على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى استخدام برنامج رقمي متقدم (AIMS) للتحكم في أكثر من 30000 حساب مزيف، والتي من شأنها أن تستمر في نشر المعلومات المضللة عبر الإنترنت.
ونقلت صحيفة الغارديان أن وحدة تل حنان، التي يوجد مقرها في مستوطنة (موديعين) بالضفة الغربية المحتلة، تقدم خدماتها للعملاء السياسيين والأفراد، فضلًا عن وكالات الاستخبارات، موضحة أنه تم استخدام برامج الشركة في أفريقيا وأمريكا الجنوبية والوسطى والولايات المتحدة وأوروبا.
قرصنة وتخريب
وكان فريق خورخي متورطًا في فضيحة شركة (كامبريدج أناليتيكا) في 2018، وهي شركة متهمة بتحليل كميات كبيرة جدًا من البيانات لبيع أدوات تأثير استخدمتها حملة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب.
وحسب إذاعة فرنسا، فإن تل حنان قال لزبائنه المزيّفين، إنه "تدخّل في 33 حملة انتخابية على المستوى الرئاسي".
كما لفت مسؤول آخر في الشركة إلى أن "ثلثَي الحملات كانت في دول أفريقية ناطقة بالإنجليزية والفرنسية، وأن 27 عملية كللت بالنجاح".
وبحسب موقع إذاعة فرنسا، فإن الشركة (الإسرائيلية) تدخّلت في الاستفتاء الذي نظّمه الانفصاليون الكتالونيون في العام 2014 الذي لم تعترف به الحكومة الإسبانية.
وفي أفريقيا أكّد موقع مشروع (فوربيدن ستوريز) أنه “خلال صيف 2022، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الكينية، أصبح فريق خورخي مهتمًا بالحسابات التابعة للرئيس المستقبلي وليام روتو، وللعضوَين في فريق حملته دينيس إيتومبي وديفيس تشيرشير”.
وقال فريق خورخي إنه زرع مواد في منافذ إخبارية حقيقية أيضًا، والتي تم تضخيمها بعد ذلك من خلال المدونات والحسابات المزيفة.
وذكر التحقيق أن الشركة مدرجة على موقع إلكتروني تديره وزارة الدفاع (الإسرائيلية) كشركة استخبارات استراتيجية رسمية.
وكانت (إسرائيل) قد واجهت انتقادات متكررة وضغوطًا دبلوماسية، بسبب برامج التجسس والأسلحة الإلكترونية التي يتم تطويرها في البلاد مما يقوض الديمقراطية وحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.
كما واجه (بيغاسوس)، وهو برنامج تجسس عسكري من إنتاج مجموعة (إن سي أو) ومقرها (إسرائيل)، إجراءات قانونية بعد مزاعم بإساءة استخدام أدواتها من قبل الحكومات والوكالات الأخرى لاختراق الهواتف المحمولة للنشطاء وكبار السياسيين في العديد من البلدان.
المصدر : الجزيرة مباشر + الغارديان البريطانية + الفرنسية + ميدل إيست آي