دخل إمام المسجد الكبير (العمري) في اللد الشيخ يوسف الباز (65 عامًا)، اليوم الاثنين، إلى سجن بئر السبع لقضاء حكمًا بالسجن لمدة 16 شهرًا على خلفية إدانته بالاعتداء على يهودي خلال عام 2018، حيث حكمت المحكمة (الإسرائيلية) عليه بالسجن لمدة 16 شهرًا قضى منها شهرين بالسجن الفعلي.
وقال الشيخ يوسف الباز للجرمق قبيل دخوله السجن: "لا تهمنا السجون طالما أنها في سبيل المسجد الأقصى والقدس، وفي سبيل ثوابتنا العربية والإسلامية والفلسطينية، سواء كان ذلك داخل السجن أو خارجه، لن يرهبنا شيء".
وتابع: "هدفنا في الحياة أن نؤدي رسالتنا، وكل ما نراه من مظاهر العربدة والظلم غبار في نظرنا لا أكثر".
وأوضح أن ما يتعرض له هو ملاحقة سياسية، مشيرًا إلى أن الملاحقات السياسية بحق فلسطينيي الداخل المحتل ولمن يحمل الهم الفلسطيني باتت أمرا واضحا للعيان، وليست جديدة؛ وإنما قائمة منذ سنوات.
وقال: "المؤسسة (الإسرائيلية) حاولت منذ سنوات بشتى الطرق والوسائل الترغيبية والترهيبية دحرنا عن قضيتنا، ولما لم تنجح، لجأت إلى إرهابنا بالسجون".
وأردف: "رسالتي للداخل الفلسطيني أن على كل شخص أن يعلم بأن (إسرائيل) لا تملك ذرة عدالة، أقولها بلسان صريح من مدخل السجن، إن (إسرائيل) العدو الحقيقي للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية وللأقصى، وينبغي التعامل معها فقط من هذا المنطلق".
ومن جانبه، قال المحامي خالد زبارقة: "هذا السجن يأتي في سياق الملاحقة السياسية التي يتعرض لها الشيخ يوسف الباز على مدار السنوات الأخيرة، حيث يتعرض الشيخ للملاحقة بسبب خطاب الثوابت الذي يناصر الهوية والثوابت والقدس والأقصى وكل القضايا الصارخة في البلاد".
ويتابع: "نحن نعتقد أن الدولة استعملت كل أذرعها المسؤولة عن إنفاذ القانون لتقييد حرية وخطاب الشيخ يوسف الباز، اليوم الشيخ الباز يدفع ثمنا غاليا وهو حريته وصحته؛ حيث يبلغ من العمر 65 عامًا، وذلك من أجل قضايانا الصارخة، وخاصة قضية القدس والأقصى".
وبدوره، قال المحامي زاهي نجيدات، عضو حزب الوفاء والإصلاح: "جئنا لنودع الشيخ يوسف الباز، هذه القامة التي يعرفها كل شخص في الداخل الفلسطيني، قامة مرابطة بالمدن التاريخية لا سيما مدينة اللد إحدى المدن الساحلية".
وتابع: "هذه يوميات شعبنا الفلسطيني، نودع أسيرا ونستقبل أسيرا، ونواسي صاحب بيت مهدوم، هذه يومياتنا مع الجنوح نحو الفاشية على الصعيد الرسمي والشعبي (الإسرائيلي)، ونحن لا نملك خيارا سوى الصمود".
وفي السياق، قال الشيخ أسامة العقبي، عضو لجنة التوجيه العليا لعرب النقب: "نقول -نحن أهل النقب الصامد- إننا نقف مع الشيخ الباز، هذه القامة التي تراوح على أحد ثغور الداخل الفلسطيني بمدينة اللد، والتي كان لها العنوان الأكبر في هبة الكرامة".
وتابع: "نقول له إن أهل النقب وكل من يقف على أرض النقب معك ونقف خلفك قلبًا وقالبًا، ونوجه رسالة للمؤسسة (الإسرائيلية) أننا اليوم نودع الشيخ الفاضل إمام المسجد الكبير في اللد الشيخ الباز لكي يدخل السجن الظالم، وما هي إلا أشهر معدودة سيخرج رافع الرأس؛ لأنه لن يلين ولن يستكين بقول كلمة الحق، إن الأقصى المبارك سيبقى وسيزول الاحتلال".
وأضاف، "رغم التضييق والخنق والتهديد والوعيد، علينا كشعب فلسطيني وقيادات فلسطينية الصمود، فلن نرفع راية الاستسلام، سواء في الجليل أو النقب أو المثلث أو المدن الساحلية؛ بل سندافع عن حقوقنا".
ويُشار إلى أن المحكمة (الإسرائيلية) أدانت الشيخ يوسف الباز بـ "الاعتداء على يهودي عام 2018"، وفرضت عليه حكمًا بالسجن لمدة 20 شهرًا، ثم خفّضت الحكم بعد الاستئناف عليه لـ 16 شهرًا قضى منها الشيخ شهرين بالسجن الفعلي.
وقال المحامي خالد زبارقة، في حديث سابق، إن الشيخ يوسف الباز يُحاكم في 3 ملفات قضائية وهي: ملف "الاعتداء على يهودي عام 2018"، وملف "تحريض عام 2021"، وملف "تحريض عام 2022".
وقال زبارقة: "تدور أحداث الملف الأول حول تهم نسبت للشيخ يوسف الباز بالاعتداء على يهودي متطرف والتسبب له بجروح، حيث استمرت إدارة الملف حتى هذه الأيام".
وأضاف: "هناك ملف آخر يتعلق بمنشورات نشرها الشيخ يوسف الباز خلال أحداث هبة الكرامة في أيار 2021، وملف آخر بمنشورات نشرها الشيخ تتعلق بأحداث المسجد الأقصى هذا العام".
ويُشار إلى أن سلطات الاحتلال (الإسرائيلية) أطلقت سراح الشيخ يوسف الباز في 29 أيلول/ سبتمبر 2022، من سجن (رامون) الصحراوي بعد اعتقاله منذ يوم 30 نيسان/ أبريل 2022، الذي رافقه إضراب عن الطعام لأيام عدة، وعاد إلى منزله بعد أشهر من الحبس.
وكانت المحكمة المركزية (الإسرائيلية) في اللد قد قررت إطلاق سراح الباز بشروط مقيدة، تشمل: الحبس المنزلي مع قيد إلكتروني، وكفالة طرف ثالث، ومنع السفر، وإيداع مبلغ قدره 20 ألف شيكل لصندوق المحكمة.
وقبلت المحكمة العليا (الإسرائيلية) يوم 22 أيلول/ سبتمبر 2022، استئناف هيئة الدفاع عن الباز، وتسريحه بشروط مقيدة، وأعادت العليا الملف إلى المحكمة المركزية لتحديد شروط الإفراج عنه بالقيد الإلكتروني.
واعتقلت شرطة الاحتلال (الإسرائيلية) يوم 30 نيسان/ أبريل 2022، الباز من بيته في اللد، بادعاء "التحريض على قوات الأمن"، وجاء ذلك بسبب خطاب كان قد ألقاه في أعقاب اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك في القدس.
المصدر: الجرمق