عصيان شعفاط.. هل يشعل الداخل الفلسطيني المحتل؟

الرسالة نت- رشا فرحات

تشهد مدينة القدس تأججا لم يهدأ منذ معركة سيف القدس التي خلفت وحدة في الساحة الفلسطينية، وجعلت الاحتلال يكثف الانتقام الجماعي للأهالي، ويزيد من حصار المدينة وحواجزها.

ويستهدف الاحتلال شباب القدس وفتياتها على الحواجز، ويكثف عمليات الهدم في جبل المكبر وسلوان، بالإضافة إلى ملاحقة الأسرى المقدسيين واقتحام بيوتهم وسحب الهوية المقدسية منهم. كل هذا يزداد، والقدس وحدها تدفع ضريبته.

ثم مع ازدياد العمليات التي خرج منفذوها من شعفاط، زاد الحصار على المخيم وحده، ما جعله يبدأ عصيانا مدنيا هو الثاني من نوعه.

وفي أكتوبر الماضي، أعلن مخيم شعفاط عصيانا مدنيا؛ رفضا للحصار الذي فرض على السكان بعد العمليات التي قام بها المقدسي عدي التميمي، وقد رُفع الحصار خوفا من تفاقم الأمور وانتقال العصيان المدني إلى مناطق أخرى.

وبعدها بساعات، أعلن كل من جبل المكبر وبلدة الرام عن انضمامهما للعصيان المدني مساندة للمخيم.

ويأتي العصيان المدني كرد من المواطنين في القدس المحتلة على جرائم حكومة الاحتلال اليومية ضدهم، وتزايد حملات الاعتقالات والقوانين المجحفة بحق المقدسي، والتي تشمل: الاعتقال، والإبعاد، وسحب الهوية المقدسية، ومحاصرة المخيم، والقمع اليومي على حاجز شعفاط العسكري.

"القصة هي حرب بقاء"، هكذا قال المحلل السياسي زياد الحموري في مقابلة مع (الرسالة)، لافتا إلى أن المقدسيين يحاربون محاولات الاحتلال تصفيتهم من الوجود في المدينة، وهم لديهم القدرة على الإمساك بزمام الأمور وإشعال المنطقة، ونقل هذا العصيان إلى مدن كثيرة في الداخل المحتل.

ويسترجع الحموري معركة سيف القدس في 2021، وكيف شكل تصدي المقدسيين وأهالي حي الشيخ جراح لسياسة الاحتلال وتهجيرهم من بيوتهم رافعة لانطلاق هبة مقدسية فلسطينية، استطاعت أن تفرض نفسها على أجندة الجميع وتعيد قضية القدس إلى الواجهة.

أما منصور سلامة المحلل السياسي المختص بالشؤون المقدسية، يرى أن الوحدة الوطنية حققتها القدس كما لم تتحقق من قبل، وهي قادرة على قيادة الأوضاع وتأجيجها وجمع الشعب الفلسطيني حولها بشكل سريع، لذلك فإن الاحتلال معني بالسيطرة السريعة على الأوضاع في شعفاط.

ويرى منصور أن انتقال الشعلة إلى الداخل المحتل أمر في غاية السهولة، خاصة مع انتشار شبكات التواصل الاجتماعي، بل هي عنصر أساسي لانتشار الفكرة وانتقالها للدرجة التي جعلت بعض أعضاء الكنيست يعتقد أننا على مشارف انتفاضة فلسطينية.

ويقول: "الفلسطينيون يعيشون حياة عنصرية حقيقية في الداخل، بالإضافة إلى تفرقة واضحة في التعليم والصحة والخدمات، وهذا الواقع يدعم فكرة مشاركتهم في العصيان، لذلك فإن الاحتلال معني بإنهاء العصيان واحتوائه لأنه أمر مخيف فعليا لدولة الاحتلال".

ويؤكد منصور أن العصيان سابقة لم يقدم عليها المقدسيون من قبل، ومن شأنها أن تقلب الموازين لو تصاعدت وتيرتها وانتقلت إلى الداخل.

البث المباشر