ما تنشره قناة الجزيرة الفضائية من وثائق حصلت عليها تكشف حجم الانحطاط الذي وصل إليه المفاوض الفلسطيني غير المفوض من أحد والأجهزة اللاأمنية التي صنعها الاحتلال وفقاً لمصالحة المباشرة, حيث علمنا مسبقاً بل شاهدنا بأم أعيننا هذا الانحدار من سلطة فتح الذي لا يمكن أن نطلق عليه تنسيقاً أمنياً بل عمالة صريحة من خلال "الفلسطينيين الجدد" الذين تحدث عنهم الجنرال الأمريكي دايتون.
فلا أكاد أجد تفسيراً واحداً لما يجري في الضفة الغربية المحتلة من تجاوزات خطيرة بحق المواطنين وصلت إلى النساء وأئمة المساجد بالاعتقال والتعذيب، وإغلاق المؤسسات الخيرية ومصادرة أملاكها، وحرمان آلاف الأيتام والفقراء من المساعدات، والتجرؤ على المقاومين بالاعتقال والملاحقة وجمع الأسلحة التي تقاوم المحتل، عدا عن سياسة قطع الرواتب والفصل من العمل التي طالت المئات من أبناء الضفة الصابرة, وفي المقابل دعم المنفلتين اللامقاومين، الذين سلموا سلاح المقاومة وحملوا سلاح الانفلات وإثارة الفوضى وترويع الآمنين، والأدهى من ذلك التواطؤ الواضح من قبل الأجهزة اللاأمنية في الضفة التي تسهل على الاحتلال القيام بالاجتياح والتوغل اليومي في جميع المدن والقرى الفلسطينية لتغتال المجاهدين وتهدم البيوت عليهم، وتعتقل من تشاء من النواب وزوجاتهم وأنجالهم، ورؤساء البلديات وأعضائها، والمحاضرين والمدرسين والشرفاء، وتغلق المؤسسات وتقتحم المجمعات التجارية والمراكز لتعيث فساداً ودماراً وخراباً، على مرأى ومسمع أجهزة التواطؤ مع المحتل، التي أصبح دورها واضحاً لكل متابع ومراقب، فهي أداة من أدوات المحتل التي يكوي بها شعبنا، باستثناء بعض عناصر هذه الأجهزة التي لم ترض لنفسها الذل والعار فخرجت وتحدثت لتكشف مدى التآمر بين هذه الأجهزة وأجهزة الاحتلال على شعبنا ومقاوميه، الذي بدأ بالتدريب والتزود بالأجهزة والمعدات والسيارات والأسلحة، وصولاً إلى نقل المعلومات عن كل فلسطيني في الضفة، عدا عن غرف العمليات المشتركة لإدارة الحرب ضد المقاومين من أبناء الفصائل الشرفاء بالتناوب.
وهنا يحق لنا السؤال: ما ثمن هذه الخدمة الذليلة التي يحصل عليها هؤلاء من المحتل مقابل ما يمارسونه من أفعال تسجل في صحائف المهانة والعار، أعتقد أن الجواب حفنه من مال تتمثل بالرواتب والحوافز التي سرعان ما انكشف زيفها حيث كشف فياض حجم العجز في الميزانية الذي يزيد على المليار دولار حتى الآن، عدا عن ديونه السابقة من البنوك المحلية لدفع الرواتب، إذاً المال لم ولن يأخذوا منه ما يكفيهم ليمنعهم من السؤال.
وفي الختام الدعوة لازالت مفتوحة لكل صاحب ضمير حي من أصحاب المقاطعة وعناصر تلك الأجهزة ليعود إلى شعبه ويتمسك بثوابته من جديد ليفتح الشعب معه صفحة جديدة.