تتطلع حكومة اليمين المتطرف في دولة الاحتلال، لتقليص اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى خلال شهر رمضان، خشية من تدهور الأوضاع.
ورغم الرفض الكبير من المتطرفين، إلا أن حكومة الاحتلال قررت تقليص اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى في العشر الأواخر من شهر رمضان.
ووفق مختصين في الشأن (الإسرائيلي)، فإن نتنياهو متخوف من تدهور الوضع الأمني خلال شهر رمضان بما ينذر بتصعيد على عدة جبهات.
تشعّب الأزمات
بدوره، أكد المختص في الشأن (الإسرائيلي) رجائي الكركي، أن هناك أزمة داخلية حقيقية في دولة الاحتلال بسبب الإصلاحات القضائية، "وهو تحدٍ كبير أمام حكومة نتنياهو".
وقال الكركي في حديث لـ (الرسالة نت): "توجد حالة من التخوف في الأوساط (الإسرائيلية) بسبب اقتراب شهر رمضان المبارك وما يمكن أن يحدث في المسجد الأقصى".
وأشار إلى أن توعدات وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بدخول المسجد الأقصى خلال شهر رمضان واستفزاز مشاعر المسلمين، ستؤدي إلى مزيد من إشعال الأوضاع في القدس.
وأضاف: "نتنياهو يدرك جيدا أن بن غفير يجره لمربع توتر أكبر، الأمر الذي يريد الأول تجنبه عبر إجراءات لتدارك ذلك".
ولفت الكركي إلى أن "فتح قنوات تفاوضية مع المعارضة يثير شكوك بن غفير وسموتريتش من أي خيانة لتفكيك الحكومة، وخصوصا أن نتنياهو فعلها سابقا، وهو ما قد يدفع المتطرفين لزيادة اقتحامات الأقصى".
ورغم ذلك، لا يستبعد الكركي أن يلجأ نتنياهو لاستخدام المستوطنين لخلق أزمة وحالة من التوتر مع الفلسطينيين للهروب من أزماته الداخلية.
وأوضحت قناة (كان) العبرية، أن قرار تقليص اقتحامات المستوطنين للأقصى في رمضان، صدر بناء على توصية المنظومة الأمنية، في ظل تدهور الأوضاع وتدحرجها لتصعيد.
وأشارت القناة إلى أن المستوطن إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي، والمستوطن بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية، عارضا هذه التوصية، لكن في النهاية أقرتها الحكومة.
وجاء القرار بعد وصول الإدارة الأمريكية لتفاهمات لمنع اندلاع تصعيد في شهر رمضان.
في حين يرى المختص في الشأن (الإسرائيلي)، مؤمن مقداد، أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو لديه مشاكل داخلية كبيرة ويتعرض لضغط خارجي من الولايات المتحدة وأوروبا، "وبالتالي هو لا يريد فتح جبهة مع الفلسطينيين في الوقت الحالي".
وقال مقداد في حديث لـ (الرسالة نت): "نتنياهو يتطلع لتمرير قانون التعديلات القضائية، ويعمل على إنجازه في أسرع وقت ممكن قبل فتح جبهات قد توتر الأوضاع أو تؤدي إلى انهيار الحكومة".
ولفت إلى أن ما يعمل عليه نتنياهو حاليا هو إيجاد مخرج له من قضايا الفساد التي يعاني منها.
وأضاف: "لا شك أن هناك معضلة أمام نتنياهو في ضبط تصرفات بن غفير"، متوقعا أن يلجأ رئيس الحكومة لعملية مقايضة لاستكمال ما اتفق عليه الطرفان وقت تشكيل الائتلاف، مقابل تهدئة الأوضاع في القدس والضفة خلال الفترة المقبلة وخصوصا في شهر رمضان.
ويذكر أن منظمة (جبل الهيكل في أيدينا) المتطرفة، ذكرت أن عدد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد الأقصى قد زاد بنسبة 16%.
وقالت المنظمة المتطرفة، إن أكثر من 20 ألف مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى منذ بداية السنة العبرية بتاريخ 26 سبتمبر الماضي، في حين أن عدد المستوطنين المقتحمين في ذات الفترة قبل عام بلغ أكثر من 17 ألفا.