قائمة الموقع

مقال: مواصلة الاشتباك والتصعيد في كل الساحات

2023-02-24T22:43:00+02:00
د. خالد النجار
بقلم/ د. خالد النجار

مع ارتفاع تصاعد العمل المقاوم في الضفة بالتزامن مع اجراءات وقرارات الحكومة الصهيونية اليمينية المتطرفة، وما تشهده الضفة من اشتباك ومشاغلة مع الاحتلال في إطار مرحلة الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، مازال هناك العديد من التحديات أمام تعزيز الحالة الثورية وتفعيل كافة أدوات المقاومة الشعبية في الضفة، وبالتالي لا بد من الخلاص من كل تلك التحديات والتي تتمثل في الآتي:

أولاً: التفاف السلطة على خيار الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، وتمسكها بخيار التفاوض والتنسيق من تحت الطاولة، بعد أن ادعت أنها أوقفت أو جمدت التعاون مع العدو الصهيوني بالتزامن مع الاعتداءات الصهيونية المتواصلة في كافة مدن ومحافظات الضفة، وهذا الأمر يؤكد أن خيارات وتوجهات السلطة لا تزال تنحصر بين إمكانية وأدها للهبة الجماهيرية، وبين بحثها عن امكانية التفرد بالقرار الفلسطيني الذي يمنحها المزيد من الوقت في تسويف الفصائل التي تنادي بضرورة تفعيل الاشتباك الدائم مع الاحتلال عبر كل المستويات وفي كل الساحات.

ثانيًا: غياب التوجيه المباشر في الضفة للجماهير الفلسطينية لتنظيم أدوات الضغط على الاحتلال، والاكتفاء بتشكيل الحالات العسكرية التي تطاردها السلطة ويلاحقها الاحتلال، في حين أن هندسة تلك الخلايا يمر بمرحلة خطيرة جدًا في خضم التشكل وتعزيز القوة، والانتشار في محافظات الضفة كافة، وبالتالي يمكن الاستفادة من التشكيلات العسكرية على المستوى البعيد في حال استخدام الاستراتيجيات التي تستخدمها المقاومة في غزة.

ثالثًا: المحاولات الدبلوماسية الأمريكية التي تأتي في سياق امتصاص ردود فعل الفلسطينيين، وهو بالتأكيد يعبر عن رؤية أمريكية يقودها وزير الخارجية "بلينكن" لتخفيض مستوى التصعيد والوصول إلى حالة من تقليص الصراع، وهو ما يمكن أن ينعكس على الروح الثورية أو تقويض العمل المقاوم إلى الحد الأدنى من خلال تعاون الإدارة الأمريكية مع الاحتلال والسلطة. 

في حين أن فرص مواصلة المقاومة وتعزيزها وانتشارها في محافظات الضفة، لا تزال قائمة في ظل المتغيرات الآتية:

أولاً: ستعكس اجراءات الاحتلال والتغول الصهيوني على حقوق الأسرى والقدس وأراضي الضفة حالة من الاحتقان الذي يقود إلى الانفجار الحتمي في الضفة خلال هذا العام.

ثانيًا: مواصلة دعم الفلسطينيين للحالات العسكرية كعرين الأسود وكتيبة جنين وعقبة جبر وغيرها من الخلايا التي لا تزال قيد التشكُّل، والالتفاف الشعبي حول خياراتها، حيث أصبحت تلك الخلايا تمثل مؤسسة فلسطينية مقاومة نالت شرعيتها الوطنية، ودعم من كافة القوى الفلسطينية، وباتت تشكل تحديًا استراتيجيًا للاحتلال، وخطرًا حقيقيًا يداهم منظومة الأمن الصهيونية.

ثالثًا: فشل الاحتلال في الوصول إلى العمق الفلسطيني الذي يقود الحالة الثورية في الضفة، باعتبار أن من يشعل النار هم مقاومون تربطهم ثقافة الانتماء للهوية والقضية الفلسطينية دون أن يكون لهم أي ارتباط لأي فصيل آخر، وهي ثقافة باتت متجذرة بين سكان الضفة، حيث أن كل فلسطيني ثائر بات لديه هدف في مقاومة الاحتلال، وبات يمثل جزءًا أصيلاً من مشروع المقاومة.

تقدير الموقف
في حال واصلت الحكومة الصهيونية اعتداءاتها الشرسة على الأسرى والقدس وتوسيع مشاريعها الاستيطانية، سيكون الانفجار حاضر في كل الساحات، لأن حكومة الاحتلال لا تمتلك أي خيارات لتغليب الدبلوماسية التفاوضية على حساب خططها التي وقع عليها الكابينت، وبالتالي نحن أمام مرحلة جديدة من اتساع رقعة الاشتباك الذي سيقود إلى تصعيد في المنطقة.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00