توافق اليوم الذكرى السنوية العشرين لعملية الاستشهادي القسامي محمود عمران القواسمي من خليل الرحمن، الذي فجّر نفسه في حافلة للاحتلال بمدينة حيفا المحتلة في 05 آذار/ مارس 2003، ما أسفر عن مقتل 17 صهيونياً وإصابة أكثر من أربعين بجروح.
ولد الشهيد محمود بتاريخ 22/1/1983 في حارة الشيخ وهي إحدى التلال المرتفعة التي تطل على البلدة القديمة في الخليل، وتشكل مع جبل جوهر وحارة ابو اسنينة وتل الرميدة سورا جبليا يحيط بالبلدة القديمة، وتنسم شهيدنا عبق التاريخ والبطولة، وكان له اثنان من الإخوة واثنتان من الأخوات.
التحق محمود بجامعة بوليتكنك فلسطين بعد أن أكمل دراسته الثانوية تخصص برمجة كمبيوتر، وقد نشأ على حب الدين والعقيدة، وكان يتميز بهدوئه وأخلاقه الدمثة، كما وصفه أحبابه.
رواد المساجد
كان محمود من رواد المساجد ومن المعلقة قلوبهم ببيوت الله وكتاب الله، وكان شغوفاً بسماع النشيد الإسلامي، وخاصة ما يلهب المشاعر ويشحذ الهمم.
وبعد توقف تكتيكي للعمليات الاستشهادية استمرت لمدة شهر ونصف، جاءت عملية حيفا البطولية انتقاماً لدماء الشهداء الذين ارتقوا في مخيم جباليا قبل 48 ساعة من توقيت العملية، وكان الرد المزلزل بعد وقوع العملية رغم تحذيرات الاحتلال الأمنية الحثيثة.
الشهيد المقدام
انطلق المجاهد القسامي محمود القواسمي نحو مدينة حيفا، وصعد إلى حافلة صهيونية وجلس بين الصهاينة، وما هي إلا لحظات حتى اشتعلت الحافلة وقُتل نحو 17 صهيونياً وأصيب أكثر من أربعين بجرح.
وسطّر شهيدنا القسامي بعمليته الاستشهادية صفحات ناصعة في تاريخ النضال الفلسطيني، وعثرت سلطات الاحتلال بعد تفجير الحافلة على بطاقة شخصية للشهيد محمود مع ورقة كتبت بخط يده يعلن فيها أن كتائب القسام التي ينتمي إليها هي المسؤولة عن الهجوم.
وأصبح القواسمي الاستشهادي رقم عشرين من طلبة جامعة بوليتكنك فلسطين، فقد سبقه طارق دوفش والمعتقل شادي دويك وهما من كتائب القسام والشهيد محمد يغمور، بالإضافة إلى شهيدي سرايا القدس الذين نفذوا عملية عنتائيل البطولية وآخرين.