ليست المرة الأولى التي يخرج فيها محافظ نابلس، إبراهيم رمضان، عن النص والقيم الوطنية وثوابت الشعب الفلسطيني، من خلال تصريحاته "المُستفزة" التي يهاجم فيها أمهات الشهداء تارة ومجموعات المقاومة تارة أخرى.
وكان محافظ نابلس قال في تصريحٍ لصحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية، إنه آن الأوان للتوجه بالقول لمجموعة (عرين الأسود)، التي تشتبك مع قوات الاحتلال (الإسرائيلي) في الضفة الغربية بشكلٍ دوري منذ أشهر: "إن هذا يكفي".
ومن الجدير بالذكر أن تصريحات المحافظ رمضان باتت تثير حالة من الاستياء والغضب داخل الشارع الفلسطيني، لا سيما أنه أساء في أكتوبر من العام الماضي لأمهات الشهداء، وقلّل من قيمة المقاومين وجدوى المقاومة المسلحة.
وفي ديسمبر 2021، تفاخر رمضان بالاعتداء على المشيعين بجنازة الشهيد جميل الكيال وإطلاق قنابل الغاز عليهم، واصفًا ظهور مقاومين مسلحين في الجنازة بأنه "قمة الوقاحة"، وأنهم يهربون عند اقتحام قوات الاحتلال للمدينة.
وتفضح تلك التصريحات الوجه الحقيقي لقيادة السلطة وحالة الانحدار الوطني والبعد عن خيار الشارع الفلسطيني المتمسك بالمقاومة المسلحة، والتي بات يعتبرها المسار الوحيد القادر على إيلام الاحتلال والتصدي لعنجهيته بحق شعبنا.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي عبد الله العقاد، أن منصب المحافظ يمثل رئيس السلطة، وما تصريحات رمضان سوى تعبير حقيقي عن موقف وتوجه السلطة المعادي لكل خيار ثوري.
ويضيف العقاد في حديثه لـ (الرسالة)، أن هذه التصريحات وما سبقها من وصف أمهات الشهداء بالشواذ، تكشف جوهر موقف السلطة ورموزها، وتعكس ما جرى في قمة العقبة خاصة أن المعركة اليوم مشتركة ضد مقاومة نابلس جنين.
ويبين أن هناك إجراءات لإنهاء ظاهرة عرين الأسود ضمن الخطة الأمنية التي جرى الاتفاق عليها بين الاحتلال والسلطة، ويبدو أن ذلك سيكون بالوسائل الخشنة بعد أن فشلت كل محاولات السلطة في احتواء هذه المجموعات.
ويشير إلى أن السلطة لم تعد مترددة في إنهاء الحالة المقاومة بالضفة، وأنها تتعاون مع الاحتلال وتتجهز بكل الأدوات لقطع الطريق على هذا المسار؛ على اعتبار أن بقاءه يهدد وجودها.
ويلفت إلى أن عمل السلطة أصبح دون سقف سياسي وأنه يقتصر على الدور الأمني والوظيفي فقط، وتصريحات محافظها خير دليل.
ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي محمد شاهين أن هذه التصريحات تأتي في السياق الطبيعي لسياسة السلطة المتعاونة مع الاحتلال في ملاحقة وإنهاء عرين الأسود، بداية باعتقال القيادي في العرين مصعب اشتية وليس نهاية بلقاء العقبة الأمني.
ويوضح شاهين في حديثه لـ (الرسالة)، أن "المستهجن هو حالة الصمت من القوى الوطنية وقيادة السلطة على التصريحات الوقحة والصريحة والتبجح بها، والتي تنافي أخلاق ومقاومة شعبنا وحالة الإجماع الوطني".
ويشدد على ضرورة تعرية شخصية محافظ نابلس أمام الكل الوطني واعتبارها غير مرغوب بها وطنيا، على اعتبار أنها شاذة عن خيار الشعب الفلسطيني الذي يؤمن بالمقاومة ويعتبرها المسار الوحيد لإنهاء الاحتلال.
ويلفت إلى أهمية محاربة التوجه الذي وصلت إليه السلطة بعد أن أصبحت وجها آخر للاحتلال تحارب حقوق شعبنا وأدواته التي يستخدمها للدفاع عن نفسه أمام جرائم الاحتلال.