يصادف يوم الثامن من شهر مارس في كل عام ذكرى الإعلان عن تأسيس أول مكتب إعلامي فلسطيني مقاوم، حيث أطلق في مثل هذا اليوم من عام 2004 مسمى المكتب الإعلامي على وحدة الإعلام التابعة لكتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة "حماس".
وفي هذه الذكرى ومن خلال هذا التقرير نستعرض نشأة المكتب الإعلامي - دائرة الإعلام العسكري- وأبرز إنجازاته.
النواة الأولى
كانت البداية عام 2001م حيث انطلقت النواة الأولى لعمل المكتب الإعلامي للقسام، حيث وجد المجلس العسكري الأعلى للكتائب بقيادة القائد القسامي؛ الشيخ المجاهد صلاح شحادة مع تصاعد وتيرة العمل العسكري المقاوم في انتفاضة الأقصى، ضرورة تشكيل مجموعة تقوم بتنفيذ المهام الإعلامية وذلك إيماناً منهم بضرورة تنظيم عمل الإعلام العسكري.
وبتاريخ 8-3-2004م تم إطلاق مسمى المكتب الإعلامي للكتائب وذلك ضمن الجهد المبذول لتطوير عمل وأداء الإعلام العسكري لكتائب القسام، والمساهمة في مقاومة الاحتلال الصهيوني بكافة الطرق المشروعة.
الأهداف والمهام
عمل المكتب منذ تأسيسه على بث الصورة الحقيقية للمقاومة الفلسطينية وتصديها لجرائم الاحتلال عبر جهاز إعلامي متكامل، وإبراز الوجه الحقيقي للمقاومة ودورها في حسم الصراع مع الاحتلال، وكان من أبرز مهامه إصدار البيانات والبلاغات العسكرية وعقد المؤتمرات الصحفية.
ومن مهامه أيضا، متابعة ورصد أخبار كتائب القسام ونقلها إلى العالم، التواصل بين الجهاز العسكري والصحافة ووسائل الإعلام بشكل عام، وتصوير المهمات والعمليات الجهادية الخاصة بالجهاز العسكري، وتصوير وصايا الشهداء وإرسالها إلى وسائل الإعلام، ومتابعة الموقع الإلكتروني الخاص بجهاز العسكري وتغذيته بالتقارير الإخبارية والبيانات، وإنتاج الأفلام الوثائقية والأناشيد الجهادية المرئية والتي توثق إنجازات ومراحل العمل الجهادي.
موقع القسام على الانترنت
وبالحديث عن الموقع الالكتروني فقد تأسس موقع القسام على الشبكة العنكبوتية في منتصف عام 2001 بعد اشهر من انطلاق انتفاضة الأقصى المباركة، وكان من المؤسسين الشهيد المهندس رامي سعد حيث قام بعرض الفكرة على القائد العام صلاح شحادة رحمه الله.
تمت الموافقة على العمل بالموقع وقد حمل اسم قساميون (www.qassamioon.com) وقد احتوى بين جوانبه على مجموعة من صور الشهداء وبعض العمليات المصورة كما احتوى على أول مقابلة صحفية مع القائد العام صلاح شحادة -رحمه الله- بالإضافة إلى المقالات والكتابات المقاومة والتي تبث روح المقاومة بين أبناء الشعب.
وقد شهد الموقع انتشاراً واسعاً بين طبقات المجتمع من طلبة جامعيين ومثقفين وأدباء ليستمر العمل والعطاء وبإرادة يحيطها العزم والإصرار على بث الحقيقة وأن يكون هذا الموقع ناطق باسم كتائب القسام، وليكون هذا الموقع هو أول موقع إلكتروني مقاوم على مستوى فلسطين.
وبعد فترة وجيزة تم إغلاق الموقع بضغط من الصهاينة على الشركة المستضيفة للموقع، لكن لم تلن هذه الخطوة من عزيمة وإرادة الأخوة القائمين على الموقع بل زادتهم إصرار وعزيمة ليعود وينطلق من جديد بعد شهرين من إيقافه، وقد تكررت هذه الحملات المسعورة، وتوقف الموقع عدة مرات، وكان الأخوة في هندسة الموقع في كل مرة يضعون الحلول المناسبة لضمان استمرارية الموقع.
تطوّر في الموقع
شهدت الفترات السابقة تطويرات مستمرة في الموقع وطرق التحكم به وشكلت مجموعة من الشباب تشرف على هذا الموقع بإشراف من دائرة الإعلام العسكري لكتائب القسام.
وقد تعرض موقع القسام إلى الكثير من محاولات التشويش والاختراق والضغط على الشركات المستضيفة من قبل عصابات الهجانا الصهيونية وأعونهم حتى يومينا هذا.
وتطور العمل في الموقع وفي أقسامه ليشمل بين جوانبه العديد من الأقسام منها التعريف بكتائب القسام وأهدافها بالإضافة إلى البيانات والبلاغات العسكرية والمؤتمرات الصحفية إلى جانب قسم الشهداء لنشر صور وسير شهداء القسام الذين قدموا ارواحهم رخيصة في سبيل الله.
وتم تطوير العمل في أقسام عدة داخل الموقع في الحلة الجديدة شملت زاوية الفيديو والشهداء والتقارير وألبوم الصور.
أصبح الموقع اليوم يتابع مجريات الأحداث اليومية على أرض الرباط ليشمل آخر الأخبار المهمة والتقارير الإخبارية المميزة والراصدة لأعمال المقاومة الفلسطينية التي يستقيها من مراسليه العسكريين المنتشرين في ربوع الوطن.
لم يكتف المكتب الإعلامي بهذا القدر بل قام في نهاية عام 2004م بإطلاق موقع للكتائب باللغة الانجليزية وذلك لنقل الحقيقة كما هي وبصورة مباشرة من الكتائب إلى القارئ الغربي، كما قام بإنشاء الملتقى القسامي باللغتين العربية والانجليزية ليكون ساحة حوار ونقاش حرة وداعمة للمقاومة وقد أصبح ولله الحمد يرتاده الكثير من الزوار من مختلف أنحاء العالم.
أدخلت كتائب القسام مواقع التواصل الاجتماعي إلى ميدان المواجهة خلال معاركها مع العدو، فقد نشبت حرباً الكترونية بينها وبين العدو، على موقعي "تويتر وفيسبوك" خلال معارك حجارة السجيل والعصف المأكول وسيف القدس.
وبموازاة الإعداد والتطوير العسكري، يستمر التطور والعمل الإعلامي، لإيصال رسالة المقاومة للعالم الخارجي، ففي كل مهمة جهادية يقوم بها القسام، تنشر مشاركات عبر الفيس بوك وتليجرام وتغريدات أو مقاطع فيديو، تعلن عن انجازات المقاومة في الميدان.
شبكات التواصل الاجتماعي
كما أثبتت دائرة الإعلام العسكري تواجدها على شبكات التواصل الاجتماعي، فتمكن موقع القسام باللغة العربية من تدشين عدد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك رغم المحاولات المتكررة في حذف صفحاتها.
كما دشن عدد من الصفحات على شبكة تويتر باللغة العربية والانجليزية والعبرية الذي ينشر تنشر من خلاله كل يخص كتائب القسام، إضافة إلى القناة الرسمية عبر تطبيق "تلغرام".
حقق إعلام القسام إنجازاً واسعاً من خلال تميزه الإعلامي في تغطية معركة سيف القدس، فالمتابع لموقع القسام أكد النجاح الباهر والعمل الدؤوب في تغطية عمليات القسام، منذ لحظة اندلاع المعركة وحتى نهايتها مروراً بالرشقات الصاروخية الكبيرة وصولاً إلى خطاب الناطق العسكري الأخير في المعركة ولحظات النصر والفرح بعد انتصار المقاومة.
سجل الأوائل
وسجلت دائرة الإعلام العسكري انجازات عديدة ضمن سجل السبق والطليعة الذي سجلته خلال 12 عاماً، والإنجازات الأولى نوضحها فيما يلي:
• أول من أطلق اسم المكتب الإعلامي.
• أول من صور مهمة جهادية للمقاومة بالفيديو.
• أول موقع إلكتروني مقاوم على شبكة الإنترنت باللغة العربية والإنجليزية والتركية والعبرية.
• اول من أنشأ ملتقى مقاوم على الإنترنت.
• أول ناطق إعلامي عسكري باللغة العربية.
• أول ناطق إعلامي عسكري باللغة الإنجليزية.
• أول مؤتمر صحفي للمقاومة العسكرية.
• أول من وجه رسالة مرئية إلى الصهاينة من فصائل المقاومة.
• أول شعار لجناح عسكري يظهر عبر وسائل الإعلام العالمية.
• أول من قدم خدمة الأخبار العاجلة عبر رسائل الجوال SMS.
• أول مكتب إعلامي مقاوم يحصل على جائزة دولية.