الدوحة – الرسالة
جينات العناد الياباني أكملت قصتها في الدوحة ، وضرب محاربو الساموراي ضربتهم الأخيرة ، وانتزعوا اللقب الرابع في تاريخهم ، ليسجلوا رقما قياسيا في عدد مرات التتويج ، ويسجلون أنفسهم كأفضل منتخب في تاريخ هذه البطولة .. وكما نجح اليابانيون في ترويض منافسيهم وتوجيه الضربة الأخيرة في معظم مبارياتهم في المونديال الآسيوي رقم 15 بالدوحة ، كرروا سيناريو القتال حتي اللحظات الأخيرة أمام مقاتلي الكانجارو في المباراة النهائية التي لم يكونوا الأفضل فيها ، ولكنهم تماسكوا وبقوا في المباراة امام الاستراليين الأخطر ، حني وجهوا ضربة قاضية لمنافسيهم بهدف قاتل في الدقيقة 109 ، بواسطة الدولي الصاعد تاداناري لي، بتسديدة –علي الطاير – من تمريرة عرضية وضعت حداَ لخطورة وتهديدات الاستراليين المستمرة طوال المباراة وكانت كافية لحسم اللقب الذي توج اليابانيين علي عرش اللعبة في أكبر قارات العالم .
مساء يوم – 29 يناير 2011- شهدت الدوحة عاصمة الكرة الآسيوية طوال شهر يناير ، النهائي وختام البطولة، في مباراة شهد الجميع بقوتها وإثارتها إلى أبعد حدود.
ولم يكن الايطالي زاكروني المدير الفني لمنتخب محاربي الساموراي الياباني صادقا ، عندما قال قبل البطولة الآسيوية ، أنه لم يأت الدوحة للمنافسة ، بل لتدريب وتجريب فريقه المجدد الذي يعده للمستقبل ، فقد جاء ومعه المحاربين من أجل الفوز واللقب ولا شيء غيره ، وقد حقق ما نوي عليه ، وانتزع اللقب بجدارة ، وكان محظوظا بلاعبين مقاتلين يعرفون ما عليهم ، ويبذلون قصارى جهدهم دونما حاجة إلي شحن وإعداد نفسي، ويتحلون بإرادة رائعة لتجاوز أي مصاعب ومعاناة من أجل تحقيق الفوز ولا شيء غيره.
و بعد نهائي حافل ومثير وغني بالمهارات والتكتيك ومختلف فنون الكرة الحديثة ، واستحق أن يكون خير واجهة للدعاية للكرة الآسيوية وتحسين سمعتها خاصة من ناحية جمال الأداء وبراعة المهارات وكفاءة التكتيك ، استطاع اليابانيون أن يضعوا بصمتهم الأخيرة ، وقد جاءهم الفوز بعد صبر طويل وتحفظ وعدم المغامرة بفتح اللعب طوال الوقت والأداء بوتيرة سريعة قد تصبهم بالإنهاك في مواجهة فريق يتمتع بقوة الأجسام والتميز والاندفاع البدني وخاصة في الكرات العالية والإلتحامات .
انتهت البطولة وعلم الجميع وعلى رأسهم المنتخبات العربية بأن قيمة الكرة الآسيوية وصعوبة منافساتها التي لم تكن بالسهولة التي كانوا يؤملونها ، ولذلك أصبحوا ينظرون لمنافسيهم في آسيا باحترام لم يكن معهودا من قبل ، وربما تكون نظرتهم الجديدة وخبراتهم التي اكتسبوها في الدوحة بداية الطريق لفوزهم باللقب علي أرضهم بعد أربع سنوات من الآن.