على عجل، كانت عناصر أجهزة أمن السلطة تُهرول في شوارع نابلس، حاملة نعش السلطة الميِّتة، يطلقون النار وقنابل الصوت والغاز صوب مشيعي جنازة شهيد تزامن مرورها أثناء عربدتهم واستعجالهم لدفن سلطتهم قبل أن تفوح رائحة جيفتها.
هذا هو الوصف الحقيقي لما جرى في نابلس، حيث اعتداء تلك الأجهزة على مسيرة تشييع الشهيد عبد الفتاح خروشة منفذ العملية البطولية في حوارة.
سقط نعش السلطة أرضًا، ولم يسقط نعش الشهيد أبدا، بل كانت روحه تحلق في عنان السماء، تُشيعها ثلة من أبناء المدينة الذين تعاهدوا على حفظ أمانة الشهداء وعدم التفريط بها.
تعالت هتافات المشاركين تنديدا بسلوك أجهزة السلطة وعدوانها عليهم تزامنا مع جرائم الاحتلال، التي لم تترك مساحة في جسد الضفة المنهك إلا وأصابته بجرح غائر.
لم يحتمل الشرفاء في حركة فتح تلك الجريمة، فهرعوا يحملون النعش، ويصرخ أحدهم: نحن أبناء فتح نهتف للمقاومة ومحمد الضيف، لكنه اعتقل لاحقا بوحشية على يد أجهزة السلطة التي لم يعجبها قوله.
تركت أجهزة السلطة جسدها ملقى قرب حاوية قمامة، وأطلقت مزيدا من قنابل الغاز تجاه مسيرة بمخيم الدهيشة في بيت لحم خرجت دعمًا لمخيم جنين ورفضًا لاعتداء على جنازة الشهيد خروشة.
لكن الشبان الثائر استمروا في مسيرهم وصولا إلى مقر الأمن الوطني في بيت لحم، يهتفون للمطارد المعتقل مصعب اشتية، ويلعنون سجانيه.
توالت ردود الفعل الغاضبة على جريمة السلطة، والكل اعتبر هذا الاعتداء يتناقض مع قيم وأعراف شعبنا ووحدته، ويمس بقدسية شهداء شعبنا الأكرم منا جميعاً خاصةً في ظل الهجمة الفاشية (الإسرائيلية) على شعبنا في كل مكان.
لكن هل يضير العاهرة وصفها بعديمة الشرف؟، في حين تمارس السلطة محاربتها للمقاومة وقمعها لمحبيها، وحتى استهدافها لجثامين الشهداء مثلما فعلت قوات العدو الصهيوني بنعش الشهيدة شيرين أبو عاقلة، تمارس كل ذلك عن اقتناع واستمتاع، لأنها تعتبر نفسها خادمة للعدو وتُطبق مخرجات مؤتمر العقبة الأمني بحذافيرها، على أمل أن تحظى ببعض المال والامتيازات الموعودة.