قائمة الموقع

مقال: ثلاث سيناريوهات للتصعيد في غزة

2023-03-09T13:27:00+02:00
أ. فادي رمضان

شهر رمضان المبارك هو شهر الجهاد، ففيه تحققت انتصارات عظيمة ابتداءً من بدر حين كان المسلمون قلة، ومرورا بفتح مكة وحطين وعمورية وعين جالوت وغيرها من المعارك الكبيرة وصولا لمعركة سيف القدس في رمضان 2021م استجابة لصرخات اهل القدس والشيخ جراح، والتي حققت من خلالها كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية معادلة وحدة الساحات.

ويدرك قادة الاحتلال جيدا خصوصية هذا الشهر العظيم بالنسبة للمسلمين عامة والفلسطينيين خاصة، حيث أنها تزداد وتيرة العمليات الجهادية ضد دولة الاحتلال، وعادة ما تستعد الأجهزة الأمنية للاحتلال لهذا الشهر بترتيبات معينة في مدينة القدس وأماكن الاحتكاك مع المواطنين الفلسطينيين كل عام.

ولكن ما استوقفني هنا أن هذا العام ازدادت وتيرة ونغمة التحذير من احتمالية حدوث تصعيد مع غزة في شهر رمضان، رغم أن احتمالية التصعيد كانت واردة في الأسابيع السابقة الا أن تركيز وزراء واعلام دولة الاحتلال متجهة الى شهر رمضان بشكل ملفت للانتباه، وتحرك الوسطاء لمنع حدوث تصعيد من غزة في شهر رمضان كل هذا يوحي بأن هناك أمر خطير تدبر له دولة الاحتلال، ويجعلنا نقف قليلا عند هذه التصريحات المتلاحقة، وما الذي يخطط له قادة الاحتلال.

وهذا الأمر الخطير يحتمل احدى السيناريوهات الثلاث التالية:
أولا: يستعد الاحتلال للقيام بعمل او اجراء حدث معين في مدينة القدس أو ضد المقدسات الإسلامية في المدينة، على غرار ما حدث في الشيخ جراح واندلاع معركة سيف القدس في مايو عام 2021م كما ذكرنا سابقا، حيث ان مدينة القدس هي قبلة الصراع الاولى.
ثانيا: احتمالية القيام بعملية عسكرية في الضفة الغربية للقضاء على عناصر المقاومة كما حدث في عملية الاجتياح للضفة الغربية والتي أطلقت عليها دولة الاحتلال السور الواقي في مارس عام 2002م، حيث ان عمليات المقاومة ضد دولة الاحتلال تؤلمهم بشكل كبير ويتخوف قادة الاحتلال من تزايدها بشكل كبير في شهر رمضان المبارك، والملفت للانتباه ان هذه العمليات اخذت أشكالا أكثر تنظيما وتخطيطا منذ بداية هذا العام وهي تنفذ بشكل دقيق كعمليات علقم وقراقع وخروشه.
ثالثا: القيام بضربة عسكرية لحزب الله او للمشروع النووي الايراني، حيث ان تقارير الخبراء توضح ان إيران لم يتبقى لها سوى 6% لامتلاك القنبلة النووية، وعلى ما يبدو ان دولة الاحتلال حصلت على الموافقة الامريكية لضرب إيران، تزامنا مع زيارة غير معلنة لرئيس هيئة الاركان الأمريكية المشتركة “مارك ميلي” للقاء رئيس اركان دولة الاحتلال، مع حركة دبلوماسية نشطة للدول المحيطة بالجمهورية الاسلامية الايرانية.

وعلى ما يبدوا من الحراك الموجود من الوسطاء لقطاع غزة، فإن سيناريو ضربة عسكرية لإيران هي الأقرب في شهر رمضان المبارك، سواء كانت ضربة أمريكية او صهيونية مدعومة من أمريكا، وبذلك فإن احتمالية التصعيد مع غزة يأتي من تخوف المنظومة الأمنية لدولة الاحتلال من رد المقاومة الفلسطينية من غزة عند القيام بأحد السيناريوهات الثلاثة السابقة الذكر، مما سيربك حسابات دولة الاحتلال، ولذلك فهي تحاول ان توصل رسائل من خلال التصريحات المتلاحقة للوسطاء بضرورة التدخل لتحييد غزة.

ولذلك فإن المقاومة بغزة وعلى راسها كتائب القسام تدرك جيدا أهداف قادة الاحتلال من الاستفراد بجبهة على حساب اخرى، ولهذا فيجب ارسال الرسائل المباشرة لقادة الاحتلال ان ما حققته المقاومة من وحدة الساحات لا يمكن باي شكل من الاشكال التراجع عنه، وقريبا سيتم تثبيت معادلات اخرى، فغزة ستكون سيف مغروس في خصر هذا الكيان، وهذا ما تحقق فعلا بعد استشهاد 6 مقاومين في جنين وأرسلت حركة حماس رسالة للوسطاء بان صبر المقاومة نفذ وهي مستعدة لمواجهة عسكرية حتى في شهر رمضان، ويبقى السؤال الأهم هل تصمد المواجهة المرتقبة لشهر رمضان حسب السيناريوهات السابقة؟ أم سيطرأ ما هو خارج الحسبان؟

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00