شكّلت رسائل كتائب القسام مفاجأة للأوساط (الإسرائيلية) التي تناولت التصريحات بشكل مكثف عبر وسائلها وتحليلات مضمونها.
ولعلّ إرسال كتائب القسام برسائل تحدٍّ للاحتلال، عبر الرجل الثاني فيها، القائد مروان عيسى، يؤكد على أهمية هذه التصريحات والجدية الكبيرة في تطبيقها.
وتأتي تصريحات القائد عيسى، في وقت تعيش فيه الأوضاع الميدانية سخونة بسبب ممارسات الاحتلال في الضفة الغربية وفي القدس وبحق المسجد الأقصى.
رسائل تحدٍّ
بدوره، أكد المختص في الشأن العسكري، إسلام شهوان، أن حديث القيادي في كتائب القسام فاجأ قيادة الاحتلال العسكرية والسياسية، ولاقى اهتماما كبيرا في نقل الرسائل وتحليل مضمونها.
وقال شهوان في حديث لـ "الرسالة نت": "تأتي التصريحات في وقت نعيش فيه نفس أجواء ما قبل معركة "سيف القدس" قبل عامين، وهو ما يدلل على أن الوقت آخذ بالنفاد في ظل استمرار انتهاكات الاحتلال".
وأشار إلى أن قيادة القسام توصل رسائل للاحتلال في الوقت الذي تراقب سلوكه، "وهو ما يدلل على قوة ردع المقاومة".
ولفت شهوان إلى أن كتائب القسام تعمل عبر هذه التصريحات على تقويم سلوك الاحتلال ومتابعته، "وأن غزة ليست بمنأى عما يحدث في الضفة والقدس، وهو ما يرسّخ وحدة الساحات التي فرضتها المقاومة في غزة خلال معركة سيف القدس".
في حين، أكد المختص في الشأن الفلسطيني إبراهيم المدهون، أن تصريحات القائد في كتائب القسام مروان عيسى توصل عدة رسائل، أهمها تفعيل وحدة ساحات العمل بشكل تكاملي، الضفة وغزة والقدس والخارج وخصوصا دول الطوق.
وقال في حديث لـ "الرسالة نت": "إن القسام أوصل رسالة مفادها أن مراكمة القوة مستمرة وتتطور بسرعة، مشيراً إلى أن حالة إسناد الضفة لإبقاء شعلة العمل المقاوم متواصلة".
ووفق المدهون، فإن القسام أكدت مجددا على ما هو مؤكد سابقا، بأن أي مساس بالمسجد الأقصى سيشعل حربا مفتوحة.
وقال عيسى: "إن أي تغيير في الوضع القائم في المسجد الأقصى سيحول المنطقة إلى زلزال".
وأضاف عيسى نائب قائد كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس: "نتيح المجال ونعطي الفرص للمقاومة في الضفة الغربية والقدس؛ لأنها ساحات الفعل والتأثير الاستراتيجي في المرحلة الحالية".
وأكد أن "إتاحة الفرص للمقاومة في الضفة لا يعني تركها، ولا يعني بقاء غزة صامتة، وسندافع عن شعبنا بكل قوة عندما يستوجب التدخل المباشر".
وشدّد على "ضرورة إشعال العمل المقاوم في جميع ساحات فلسطين، ودعمها مادياً ومعنوياً وإعلامياً، وهذا لا يعني تركها وحدها".
وأشار إلى أن "المشروع السياسي في الضفة الغربية انتهى، والعدو أنهى أوسلو، والأيام القادمة ستكون حبلى بالأحداث، منوهاً إلى أن الروح الاستشهادية لأهلنا في الضفة غير مسبوقة".
وفي تصريحات صحفية، أكد المختص في الشأن السياسي عبد الله العقاد، أن تصريحات القائد عيسى هي من نار ولهيب، "وأزالت حالة الضبابية عن الكثير من الأمور، في وقت تعيش فيه القضية الفلسطينية بمرحلة تحرر ثوري حقيقي".
وقال العقاد: "إن أهم وأبرز عنوان تمت قراءته من تصريحات نائب قائد أركان المقاومة بأن المساس بالمسجد الأقصى المبارك هو خط أحمر، وأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال السماح بالمساس بالأقصى".
وأشار إلى أن هذه التصريحات تثبت للشعب الفلسطيني وللعالم الإسلامي بسالة المقاومة ووعيها التام وقدرتها على المواصلة من أجل الدفاع عن المقدسات.
وأكّد العقاد على أن المطلوب حاليا أن تكون كل الجبهات جاهزة ومتأهبة ومستعدة، وألا تكون جبهة غزة بديلاً عن جبهات أخرى، "وبالتالي يجب توحيد كل الجبهات في وجه الاحتلال، ويجب التأكيد على جبهة الضفة والقدس والداخل المحتل".