مجددا، أكدت المقاومة في قطاع غزة على وحدة الساحات وعملت على ترسيخها، عبر الرد على اعتداءات شرطة الاحتلال على المعتكفين في المسجد الأقصى بقصف مستوطنات الغلاف.
ويأتي قصف مستوطنات الغلاف لليوم الثاني على التوالي، ردا على الاعتداء على المعتكفين واقتحامات الأقصى، بما يؤكد مخرجات معركة سيف القدس ووحدة الساحات.
ولاقى الرد الباهت من جيش الاحتلال على قطاع غزة بعد قصف مستوطنات الغلاف، ردود فعل غاضبة بين المستوطنين والاعلام العبري الذين أكدوا على تآكل الردع في وقت تفرض المقاومة في غزة كلمتها.
ترسيخ وحدة الساحات
بدوره، أكد المختص في الشأن (الإسرائيلي)، سعيد بشارات، أن المقاومة في قطاع غزة تدرك أن ما يحدث في الأقصى هو تحوّل جذري غير مسبوق تعمل حكومة اليمين المتطرف على فرضه.
وقال بشارات في حديث لـ "الرسالة نت": "وبالتالي ومع الأحداث ، لابد لوحدة الساحات أن تكون حاضرة وذلك وفقا لما جاءت به معركة سيف القدس في مايو 2021".
وأشار إلى أن إطلاق الصواريخ من غزة نحو مستوطنات الغلاف، تأكيد بأن أي تغيير للوضع القائم في المسجد الأقصى يعني اشتعال جميع الجبهات ضد الاحتلال.
وتطرق بشارات للحديث عن ردود الفعل الغاضبة التي تملأ الإعلام العبري بسبب دخول المقاومة في غزة على ما يحدث في المسجد الأقصى.
ولفت إلى أن هناك تخوفات من رد ضد فعل من جيش الاحتلال تجاه قطاع غزة، "وخصوصا في ظل حالة الغضب الكبيرة في الاعلام العبري ضد سياسة الحكومة المتطرفة في التعامل مع غزة".
واستدرك المختص في الشأن (الإسرائيلي): "لكن المقاومة تدرك ذلك جيدا وتعمل وفق استراتيجية معينة ضد دولة الاحتلال بما يضمن استمرار وحدة الساحات".
في حين، حذرت وسائل إعلام عبرية من أن الأوضاع الآن كما كانت عليه قبل معركة سيف القدس، مضيفة أن "حادثة في الأقصى يمكن أن تجر هذه المرة أيضا إلى مواجهة واسعة".
وأوضحت أن التاريخ قد لا يكرر نفسه بدقة، لكن أحياناً، يكرر نفسه. أحداث ليلة أول أمس، داخل المسجد الأقصى وفّرت نسخة شبه مطابقة للأحداث في الحرم القدسي في شهر رمضان قبل عامين، قبيل اندلاع معركة سيف القدس".
وأشارت وسائل الإعلام العبرية، إلى أن "الصور القاسية عن اقتحام الشرطة داخل المسجد يمكن أن تأتي بنتيجة مشابهة".
في حين، قال مراسل القناة 12 العبرية، أوهاد حمو: "حماس أثبتت مرة أخرى أنها حامية حمى الأقصى كما فعلت خلال عملية (حارس الأسوار)".
وقال مراسل قناة كان العبرية، إيتاي بلومنتال: "يجب قول الحقيقة.. لقد تآكل الردع ضد غزة الذي تم بناؤه في العامين الماضيين بشكل تدريجي، حيث منذ بدء أحداث الأقصى تم إطلاق 25 صاروخا من غزة، وحتى الأمس أطلقت صواريخ لكن لا يوجد رد حتى الآن، هذه عودة إلى روتين التنقيط"
وقال المختص في الشأن السياسي عبد الله العقاد إن المقاومة الفلسطينية في غزة ترسخ مجددا وحدة الساحات وتؤكد عليها في الكثير من المناسبات.
وأضاف العقاد في حديث لـ "الرسالة نت": "الربط بين الساحات بات واضحا للجميع بعد معركة "سيف القدس" في 2021، وبالتالي من الطبيعي أن نجد أن الاعتداء على المعتكفين في المسجد الأقصى، لا يمكن أن يمر مرور الكرام بالنسبة للمقاومة في غزة التي تعمل وفق استراتيجية خاصة بها مع الاحتلال".
وأشار إلى أن الاحتلال يعمل دائما على إبقاء غزة خارج اللعبة في انتهاكاته في القدس والضفة، ولكن المقاومة يقظة لمثل هذه المحاولات.
ولفت إلى أن سلوك الحكومة الصهيونية المتطرفة لا يؤمن مكره، "ولكن الاحتلال لا يريد الدخول بالمواجهة مع غزة وتكون نهايتها خاسرة ونتيجتها تفكيك الائتلاف الحكومي الضعيف وخصوصا أن أمامه استحقاقات لها علاقة بالإصلاحات القضائية".
وختم العقاد حديثه: "كما أن قدرة المقاومة على شل الحياة بدولة الكيان تؤكد أن أي معركة مع قطاع غزة ستكون ذات تكاليف باهظة جدا على (الإسرائيليين)".