كانت (هبة) – اسم مستعار- تتنقل بين ضيوفها ترحب بهم بمناسبة تأسيسها محلا تجاريا خاصا بها، وطيلة الوقت كان تصلها إشعارات عبر الواتساب لكنها لم تكترث كونها مشغولة باحتفالها.
بعد ساعات من الافتتاح والعودة إلى بيتها وأخذ قسط من الراحة، كانت الصدمة حين فتحت هاتفها المحمول لتنقلب فرحتها إلى خوف وهلع حين شاهدت صورا وفيديوهات خاصة لها في جماعات نسائية تصل من رقم مجهول، يهدد ويتوعد حال بقيت تتجاهل الرد عليه.
ردت (هبة) على المتصل بعد تردد لدقائق: "مين معي"، ليتجاهلها أكثر من ساعة ليلعب بأعصابها، فبقيت طيلة الليل تنتظر رده حتى أجابها "بتحولي ألفين دولار ولا أنشر صورك وأبعتهم لجوزك".
حالة من القلق والخوف أصابتها فطلبت منه حذف الصور مقابل ألف دولار، لكنه رفض وهددها بأنه في حال تأخرت سيضاعف المبلغ ويفضحها، ومع الهلع الذي أصابها استجابت له.
بعد يومين من إرسال الحوالة المالية، عاد لابتزازها بالمزيد من المال، مدعياً أن الحوالة لم تصله بسبب خطأ حصل، وعليها إرسال المال وأنهى مكالمته بقوله: "ورثتي ورثة محرزة".
شكّت السيدة بكيفية معرفته بأسرارها، وظنت أنه أحد معارفها، لكنها نسيت أنها ذكرت كثيرا عبر قصة في الانستغرام بحصولها على المال وهي تخبر متابعيها وتحثهم على الاقتراح ماذا تفعل به للاستثمار.
ولأن حسابها الانستغرام كان يحتوي على الكثير من تفاصيل حياتها اليومية بين عائلتها وصديقاتها، كان سهلا عليه أن يعرف خصوصياتها.
طلبت من الهاكر الرحمة ويمهلها فترة لتحول له المبلغ الذي حدده بعد تأخرها وكان 4 آلاف دينار أردني وألفي دولار، فهو يريد أن يسافر كما أخبرها وبحاجة لتأمين نفسه.
وصل له المبلغ بعد أسبوعين، لتتفاجأ بتدشين حساب عبر التيكتوك وعليه بعض من صورها وباسمها، وبدأ يهددها بتدمير حياتها الزوجية إن لم تحول له ما يطلب، وهنا وبعد محاولات من الابتزاز ودفع المال قررت إخبار زوجها.
ظنت أن زوجها سيطلقها، لكنه كان أكثر اتزانا منها كما تقول في تحقيقات الشرطة، وقرر التبليغ ضده حتى نصب له كمينا، فأُلقي القبض عليه ليتم استرجاع المبالغ كاملة وحذف جميع صورها.
وأقرت "هبة" بخطئها ومشاركتها تفاصيل حياتها اليومية مع المتابعين، فقررت حذف كل شيء والاكتفاء بنشر بضاعتها للترويج لها.
يعلق العميد أيمن البطنيجي المتحدث باسم الشرطة بغزة، على الواقعة السابقة بالقول: "كثير من الفتيات تستعرض حياتها الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتجعل من نفسها صيدا ثمينا لكثير من المحتالين الإلكترونيين".
ويوضح (للرسالة نت) أن كثيرا من المعلومات يحصل عليها الهاكرز لابتزاز الفتيات عبر ما يعرضنه من تفاصيل يومية عبر الصور والمنشورات والردود على الأسئلة، مما يسهل على المحتال الحصول على الكثير من المعلومات التي تحاصر الفتيات عند ابتزازهن وينسين أنها ليست سرية ومنشورة عبر حساباتهن الخاصة.
ويذكر البطنيجي أيضا، أن كثيرا من الشباب بات يجد في النصب الإلكتروني وسيلة للحصول على المال بدلا من البحث والسعي للعمل، يتعلمون أساليب تكنولوجية لابتزاز الفتيات لكن في النهاية النتيجة تكون السجن واسترداد ما تم سرقته عبر النصب.
وينصح الفتيات بالحفاظ على خصوصيتهن والامتناع عن استعراضها عبر مواقع التواصل الاجتماعي كي لا يكن عرضة لمحاولات التشهير والنصب وتكون النتيجة لا تحمد عقباها.