يعيش كيان الاحتلال هذه الأيام مرحلة من أصعب المراحل التي مرت عليه منذ النشأة، حيث تتمثل هذه الصعوبات على شكل مجموعة من المهدات التي تعصف بوحدته الداخلية وأمنه واستقراره في ظل تنامي المخاطر في الداخل والخارج.
خاصة في ظل فشله في القضاء على تصاعد الحالة الثورية في مدن الداخل والقدس والضفة التي لم تهدأ منذ معركة سيف القدس، وتنامي الشعور الوطني لدى شعبنا الفلسطيني الذي اتحد لمواجهة عدوان الاحتلال المتمثل بحربه الدينية التي تستهدف المسجد الأقصى.
لذلك الاحتلال يعاني من استنزاف كبير لقواته التي تفشل في وقف العمليات البطولية والجريئة، كما أن هذه القوات مضطرة للتعامل مع مظاهر العصيان والغضب الداخلي في دولة الاحتلال احتجاجا على قانون الإصلاحات القضائية الذي يرفضه التيار العلماني في دولة الاحتلال
في هذا الإطار تأتي حاجة دولة الاحتلال الملحة لإخماد حالة الثورة في المدن الفلسطينية، لتتفرغ للإشكالات الداخلية والمهددات الخارجية المتمثلة بإيران ومحاولات إعاقة مسار حصولها على السلاح النووي
لهذا لجأت دولة الاحتلال وراعيتها الولايات المتحدة للسلطة الفلسطينية لتقوم هي بهذا الدور خدمة للاحتلال، خاصة وأن مظاهر الاستياء الشعبي والفصائلي من سلوك السلطة آخذة بالتصاعد وقد بدأت تشمل أصوات فتحاوية مؤثرة ترى في سلوك السلطة تجاوز لكل أدبيات شعبنا الوطنية، لذلك تعمل الولايات المتحدة وعدد من دول المنطقة على إعادة تقوية السلطة لدفعها للمواجهة مع حالات المقاومة نيابة عن الاحتلال، وهذا ما بات يعرف بخطة الجنرال "فينزل" الرامية لإنشاء قوات فلسطينية لتحارب المقاومة في الضفة عموما ومدن شمال الضفة خصوصا.
يدرك شعبنا وقواه الوطنية الحية خطورة الدور الذي تقدم عليه السلطة الفلسطينية، وقد حذروا السلطة من الذهاب في هذا المسار المضر بقصيتنا الوطنية، خاصة وأن الاحتلال يزيد من عدوانه ولا يعترف أصلا بوجود أي كيان فلسطيني قابل للحياة فالاحتلال مستمر باجتياح المدن وقتل الشباب الفلسطيني ويعتدي على المسجد الأقصى وزاد من عمليات هدم البيوت ومصادرة الأراضي؛ لذلك الطبيعي أن يدفع إجرام الاحتلال السلطة للاحتجاج والغضب على أقل تقدير، لا أن تساهم في حمايته.
تثبت هذه اللقاءات المتكررة والقمم الأمنية بأن السلطة الفلسطينية أصبحت أداة وظيفية مع الأسف تنفذ الاستحقاقات الأمنية لدولة الاحتلال وتتلقى امتيازات اقتصادية تلقاء ذلك، وأن كل مساعيها السياسية ذهبت أدراج الرياح، وأن العالم لا يعير الإنتباه لكل نداءات رئيس السلطة "احشرونا، جربوبنا، وزيطة وزمبليطة" فالعالم ينحاز لدولة الاحتلال ولحكومتها الفاشية، وإن أظهر تصريحات خلاف ذلك، ويتجاهل الحق الفلسطيني في مقاومة الاحتلال.
ختاما شعبنا الفلسطيني الثائر قادر على إفشال كل مساعي إنهاء قضيته الوطنية، وسيحاسب كل من ذهب ليتنازل عن حقوقه على الموائد المستديرة، وهو صاحب الحق والفعل والقول في أرضه وسيرد على الاحتلال ورعاته بطريقته الخاصة المتمثلة بتصعيد المقاومة لحماية مقدساته وأرضه ولن تجني السلطة من هذه اللقاءات إلا صفر كبير كما جنته في اللقاءات السابقة.