أوصى سياسيون وممثلون عن فصائل فلسطينية، بضرورة تعزيز المقاومة في الضفة الغربية المحتلة، وبناء قيادة موحدة لها، وتشكيل حاضنة لدعم كل مقاوم وإسناده، واستغلال حالة الفوضى الداخلية للكيان لتعزيز هذا الدعم.
جاء ذلك خلال ندوة سياسية عقدها مركز المبادرة الاستراتيجية فلسطين ماليزيا، اليوم الأحد، في مدينة غزة، بعنوان "مستقبل المقاومة في الضفة الغربية"، بحضور لفيف من السياسيين والمفكرين والكتاب ومسؤولي حقوق الإنسان، وتطرقت الندوة السياسية لوضع المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، في ظل حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة وجرائمها المتزايدة بحق الشعب الفلسطيني وتحديدا في الضفة.
وقال الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، طارق عز الدين: "طالما بقي الاحتلال بقيت المقاومة، ولا خيار سوى الصمود في وجه الاحتلال الساعي لتهويد فلسطين"، وأكّد أن أهمية الضفة تكمن في قدرتها على التأثير المباشر على الكيان (الإسرائيلي) وتشابكها مع مستوطناته وحدود تواجده، مضيفا أن ازدياد المقاومة سبّب الحراك الدولي والإقليمي الحالي المتمثل في لقاء العقبة وشرم الشيخ.
وشدّد المختص في الشأن (الإسرائيلي)، سعيد بشارات، على ضرورة قراءة الوضع الداخلي المتضعضع للكيان إثر الخلافات على تغيير صلاحيات القضاء، والاستفادة منها لتعميق قوة المقاومة، وقال إن "مشكلة صلاحيات المحكمة العليا وحدودها حالة قديمة وليست مستحدثة، إذ شهد الكيان مسيرات كبيرة سابقة للمتدينين ضد قوانين التجنيد والميزانيات"، مؤكدا على أنه كيان هش داخليا.
وذكر المحاضر بكليات الإعلام في الجامعات الفلسطينية، أحمد الشقاقي، أن معظم الشعب الفلسطيني يقف في الجهة المناقضة للسلطة الوطنية الفلسطينية التي مازالت مستمرة في التنسيق الأمني مع الاحتلال، حيث أظهر استطلاع للرأي أن 63% الفلسطينيين يؤيدون ضرورة وقف التنسيق الأمني، وأن 77% منهم غير راضين عن سياسة رئيس السلطة محمود عباس والسلطة الفلسطينية.
وقال القيادي في حركة حماس، ياسين ربيع، إن الشعب الفلسطيني الآن يجب أن يسمى دولة المليون أسير، إذ تجاوز عدد الأسرى منذ عام 1967 حتى هذه اللحظة أكثر من مليون فلسطيني في سجون الاحتلال، فقوات الاحتلال تشن حملات اعتقال يومية بمتوسط 20-30 فلسطينيا يوميا، بهدف إضعاف المقاومة الفلسطينية.
مضيفاً أن معركة سيف القدس كانت محورا حقيقيا لاستنهاض الهمم بالشباب الفلسطيني، وكل ما يحدث بالضفة هو ثمرة جهد المقاومة من غزة ليعبر عن سيناريو قصير لكيفية تحرير فلسطين.
وأثنى الحضور في نهاية الندوة على التوصيات المنبثقة عنها، مؤكدين على ضرورة تعزيز المقاومة في الضفة الغربية، ودعم صمود الأسرى في سجون الاحتلال.