لم يتبق سوى ساعات قليلة على انطلاق أكبر إضراب مفتوح عن الطعام يخوضه الأسرى داخل سجون الاحتلال؛ احتجاجا على إجراءات الاحتلال القمعية بحقهم وفي ظل استمرار سياسات المتطرف "بن غفير" والإجراءات القمعية بحقهم.
ومع بداية شهر رمضان المبارك سيشكل الدخول في (إضراب الحرية أو الشهادة) نقطة فارقة في تاريخ الحركة الأسيرة، من حيث الزخم والعدد المشارك فيه والذي سيصل لكل السجون ويشمل ما يزيد عن 4 آلاف أسير، مما ينذر باشتعال السجون والدخول في معركة غير مسبوقة.
وسيأتي الإضراب بعد 37 يومًا على خطوات الأسرى الاحتجاجية ضمن البرنامج النضالي المتصاعد الذي سيصل إلى المعركة الكبرى بخوض الإضراب المفتوح عن الطعام في كافة السجون.
ويواجه الأسرى في عصيانهم وخطواتهم الاحتجاجية قرارات الوزير المتطرف بحكومة الاحتلال إيتمار بن غفير، المنتقصة من أبسط حقوقهم وإنجازاتهم داخل المعتقلات، وتتمثل خطوات الاحتجاج في ارتداء ملابس السجن "الشاباص"، ومواصلة حالة التعبئة العامة في السجون.
ويؤكد المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه، أن ما يجري استمرار لهجمة شرسة ضد الأسرى ومكونات الحركة الأسيرة، بعد الاستهداف المباشرة لحياة الأسرى والأمور المعيشية والفورة والتفتيشات والتنقلات والعزل والإهمال الطبي والعلاج وغيرها من التدابير للتضييق عليهم
ويوضح عبد ربه في حديثه لـ"الرسالة"، أن إجراءات الاحتلال استهدفت أيضا الجسم القيادي للأسرى بالسجون وقيادات وكوادر الحركة الأسيرة، إلى جانب الاستهداف السياسي والقانوني لقضية الأسرى عبر التشريعات العنصرية وقضية قانون الإعدام وسحب الإقامة والهوية لأسرى القدس والداخل المحتل ومصادرة مقتنيات لهم.
ويضيف أن الاحتلال يسعى إلى تسويق أن "الأسرى مجرد إرهابيين لا تنطبق عليهم أي معايير دولية أو حقوق إنسان أو معايير جنيف أو غيرها، وهي سياسة صهيونية حاقدة".
ويشير إلى أن المطلوب تماسك وحدة الموقف للحركة الأسيرة ولجنة الطوارئ العليا التابعة لها، إلى جانب مواصلة الجهود الميدانية خارج السجون والقيام بفعاليات وأنشطة وبرامج متفق عليها في كل المناطق، وإطلاق العنان للمبادرات الإعلامية ولخدمة قضية الأسرى.
ويرى مدير مركز فلسطين لدراسات الأسرى رياض الأشقر، أن الأوضاع ذاهبة لتصعيد كبير، وجميع الأسرى أنجزوا الاستعدادات النهائية وكثّفوا حالة التعبئة العامة في السجون عبر خطب الجمعة بأهمية الإضراب وأهدافه وكيفية سيره؛ لتهيئة الأوضاع داخل السجون لبدء الإضراب والذي قد يطول في حالة تجاهل الاحتلال لمطالب الأسرى.
ويوضح الأشقر في حديثه لـ "الرسالة"، أن الأوضاع متوترة بشكل كبير جدا كلما اقتربنا من رمضان، وكافة السيناريوهات متوقعة، وإدارة السجون ضاعفت عناصر الأمن في السجون وخاصة في سجن النقب على اعتبار أنه أكبر سجن سيضم مضربين عن الطعام.
ويبين أن الأسرى لن يتراجعوا عن الإضراب إلا بالاستجابة لمطالبهم، ولجنة الطوارئ العليا للحركة الأسيرة قسّمت أسماء الأسرى والسجون التي ستدخل في الإضراب مع بداية رمضان، فيما ستدخل دفعات جديدة من الأسرى وصولا لدخول 4 آلاف أسير الإضراب في كافة السجون.
وأشار إلى أنه سيكون هناك خطوات احتجاجيه للأسرى خلال الإضراب، وقد تلجأ إدارة السجون لقمعهم لإنهاء الاحتجاجات في السجون كوسيلة للضغط عليهم كما جرى في المرات الماضية، وتكثيف عقوباتها لإجبارهم على وقف العصيان.
ويلفت إلى أن الأسرى يمرون في مرحلة خطيرة مع إصرار وزيرة الأمن الداخلي لدى الاحتلال على استمرار العقوبات بحقهم وسحب منجزاتهم، مما يعني أن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة "كسر عظم".