قائد الطوفان قائد الطوفان

الأسير نجم.. فرحة الحرية يكسرها حكم الاعتقال الإداري

الأسير جهاد جلال علي نجم
الأسير جهاد جلال علي نجم

الرسالة نت- رشا فرحات

تنتهج سلطات الاحتلال سياسة تجديد الاعتقال الإداري بعد انتهاء الحكم، خوفا من خروج شباب الضفة الغربية من المعتقل، فيقوم الاحتلال بكسر فرحتهم بالحرية بحكم إداري مفتوح إلى ما لا نهاية.

وأكّدت مؤســـسـة مهجة الـقـدس للـشـهـداء والأسـرى والجرحى، أن ســلـطـات الاحتلال (الإسرائيلي) حوّلت الأسير جهاد جلال علي نجم (24 عامًا) من مخيم جنين شمال الضفة المحتلة، للاعتقال الإداري التعسفي بالرغم من انتهاء مدة محكوميته البالغة 4 سنوات.

وأوضحت أن الأسير جهاد نجم كان مقررًا الإفراج عنه يوم الأحد الماضي، إلا أنه قبل الإفراج عنه تم إنزاله لمقابلة ما يسمى جهاز مخابرات الاحتلال (الشاباك)، وبعد ذلك تم تحويله للتحقيق في معتقل الجلمة، وأصدرت ما تسمى محكمة سالم قرارًا، أمس، بتمديد اعتقاله لمدة 72 ساعة وتحويله للاعتقال الإداري بناءً على طلب نيابة الاحتلال العسكرية بدون أن يوجه له أي اتهام.

تقول والدته: "كسرت فرحتي، كنت قد حضرت كل شيء، خفت على ابني، وابني لا يريد أن يخرج إلا ليعود إلى مخيم جنين، كان فرحان جدا بموعد الإفراج عنه، حينما ذهبت لاستقباله وأخبروني أنه لن يخرج انهرت تماما، الجيران يأتون لزيارتنا ونحن ممددون على الفراش مرضا من الحزن".

تتابع الأم: "حينما ذهبت لزيارته في الأسبوع التالي لم أستطع النظر إلى عينيه، كان يريد أن يقضي معنا رمضان والعيد، ذهب الشباب لاستقباله من سجن النقب، كان يريد أن يحضر فرح أخيه في حزيران".

في هذه اللحظات، ونظرا لتصاعد الأوضاع في السجون فإن حالة من الذعر تصيب عائلات الأسرى؛ لأن أبناءهم مقيدون في المعتقلات، وليس بيدهم شيء يقدمونه لهذا الوجع الممتد لعشرة آلاف أسير أعلنوا العصيان ويحذرون من تزايد الأوضاع خلال شهر رمضان.

أغلب المعتقلين الإداريين يقبعون في سجون "النقب" و"عوفر" و"مجدو"، وكلهم خاضوا تجربة الاعتقال سابقا، وكلهم يشكلون خوفا وهاجسا للسجان، لذلك يقرر تجديد اعتقالهم دون تهمة أو حكم.

وفي كثير من المرات يخوض الأسرى الإداريون الإضراب عن الطعام لأجل هذه الحياة المعلقة التي لا بداية ولا نهاية محددة لها، حتى وصل عدد مرات الإضراب لأكثر من 400 إضراب فرديّ، كان جلّها ضد الاعتقال الإداريّ، ومن بينهم نحو (60) خلال العام 2021.

وتتعمد سلطات الاحتلال أن تستخدم سجنها الإداري الذي لا حكم فيه لتكسر من خلاله نفس الأسير وعائلته التي تنتظره خلف باب الزنزانة، فتصدر حكم الاعتقال الإداري قبل الإفراج بساعات، كما فعلت مع الأسير نجم لتعذب بذلك الأسير ووالديه، وهنا تقلب حياة الأسير وعائلته لأيام طويلة من انتظار المجهول.

 أما في داخل الزنزانة، فهناك شكل جماعي من كسرة النفس، حيث يحتفل الأسرى معا بالفرج الذي سيكون غدا أو بعد غد، ويحضرون للأسير أغراضه ويزفونه ويحلمون معه بتحقيق الحرية التي تنتظره في بيت العائلة، زوجة وأطفال، أو أخ عريس أجّل عرسه انتظارا لشقيقه كما فعل شقيق نجم؛ فتعم الفرحة الزنازين لأن هناك أسيرا سيستنشق الحرية بعد لحظات، فيأتي السجان بحكمه الجديد ويسلب منهم الفرحة، وهذا عذاب آخر.

 

البث المباشر