قائد الطوفان قائد الطوفان

في رمضان.. الصراع ينزلق إلى حرب دينية في الأقصى

في رمضان.. الصراع ينزلق إلى حرب دينية في الأقصى
في رمضان.. الصراع ينزلق إلى حرب دينية في الأقصى

غزة – مها شهوان

منصور: تطرف حكومة الاحتلال واندماج أحزاب القومية الدينية فيها بخطابها التوراتي الخلاصي المتطرف يبرز العامل الديني الصراع ينزلق إلى حرب دينية.

بدر: الاحتلال يعمل في الأقصى ويدنس المقدسات لأنه يدرك أن الصراع ديني

لشهر رمضان في فلسطين نكهته الخاصة ليس بعادات وطقوس السكان، بل بترقب الأحداث الساخنة التي تندلع بين الشباب وجنود الاحتلال في المسجد الأقصى ومدينة القدس لتمتد الشرارة إلى مختلف مدن الضفة المحتلة وغزة والداخل المحتل.

وفي كل مرة يبتكر الشباب الفلسطيني أدوات وأساليب جديدة للرد على المحتل الذي يتعمد استفزازهم وقت صلاة التراويح وبعدها، حين يسمح للمستوطنين بالمرور من أمامهم لتأدية بعض الطقوس التلمودية والتلفظ بعبارات تحرض على الكراهية ضد العرب.

وما يزعج الاحتلال الذي يتعمد شن حرب دينية بشكل مستمر هو الجيل الفلسطيني الثائر الذي لا يخشى أسلحة الجنود، بل يستفزهم ويمشي من بينهم دون اكتراث لتهديداتهم بالقنص والقتل، ومع كل حدث يثور الشباب أكثر ويتصدى للمحتل.

ويرى عصمت منصور المختص في الشأن (الإسرائيلي) أن المعركة على القدس لها بعدها الديني لكنها معركة وطنية قومية بالأساس.

ويقول منصور (للرسالة نت) إن التركيز على الاقصى وتطرف الحكومات (الإسرائيلية) واندماج أحزاب القومية الدينية فيها بخطابها التوراتي الخلاصي المتطرف يبرز العامل الديني لما له من قدرة على التعبئة وحشد الناس، مؤكدا أن الصراع ينزلق إلى حرب دينية.

ويؤكد أن الحروب الدينية خطيرة لأنها تستند إلى القداسة ولا تبقي مكان للحلول الوسط والتسويات ولا تعترف بمرجعيات أخرى مثل القانون الدولي وغيره.

أما عن اشتعال الأحداث في شهر رمضان وتعمد الاحتلال فعل ذلك، يرجع منصور ذلك إلى قدسية الشهر الكريم والصلاة في المسجد الأقصى، مما يجعله موضوع ساخن ونقطة احتكاك بسبب توافد مئات الآلاف وتأجج المشاعر الدينية التي تتصادم مع القيود والعنجهية (الإسرائيلية).

وفي ذات الوقت يشير إلى أن جرائم الاحتلال اليومية وطبيعة الحكومة (الإسرائيلية) الجديدة وانعدام الأفق السياسي وضعف السلطة كلها عوامل تهدد بتفجير الأوضاع.

وفي السياق ذاته يفسر أشرف بدر المحلل السياسي معنى الحرب الدينية بأنها ضد أي دين غير دين المحتل، وظهر المصطلح وقت الحروب في أوروبا ليتغير بعدها إلى حرب قومية، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الاحتلال (الإسرائيلي) رسميا لم يستخدم هذا المصطلح ولا يسعى لذلك.

ويوضح أن الاحتلال يحاول حصر الصراع على أساس أنه بينه وبين الإرهابيين، مبينا أنه لو أعلن أنها حربا دينية فستكون مع الدول العربية التي سارعت (إسرائيل) بالتطبيع معها حديثا وقديما.

ويؤكد بدر أن الصراع مع الاحتلال ديني وهم يعلمون وفق ذلك الأساس ، لذا يتعمدون تدنيس المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية.

وعن اشتعال الأحداث في شهر رمضان، ذكر أنها بسبب تزامن الأعياد اليهودية مع شهر رمضان بشكل دائم، فيحاول المستوطنون الدخول للأقصى بشعائرهم وصلواتهم التلمودية، فيحتكون بالمسلمين وهنا تشتعل الأحداث وتبدأ المواجهات كما حدث في السنوات الأخيرة.

ومع اقتراب شهر رمضان المبارك يخطط الاحتلال (الإسرائيلي) لتنفيذ سلسلة من الإجراءات الأمنية، نتيجة تصاعد الأحداث والعمليات الفدائية منذ بداية العام الحالي، بحجة منع وقوع عمليات فلسطينية ضد (لإسرائيليين).

وفي تصريح صحافي ذكر محمد حمادة الناطق باسم حركة حماس عن مدينة القدس، أن الاحتلال يدفع نحو حرب دينية ضد المسجد الأقصى والقدس.

وقال حمادة:" إن الاحتلال يخشى شهر رمضان بكل تفاصيله، وشعبنا لن يسمح للاحتلال بالاعتداء على المسجد الأقصى المبارك"، مضيفا: الاحتلال يحول مدينة القدس إلى ثكنة عسكرية للسيطرة عليها في شهر رمضان المبارك.

وشدد أن العدوان على المسجد الأقصى صاعق تفجير قد ينفجر بأي لحظة، ويتحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن العدوان الهمجي ضد المسجد الأقصى.

وتجدر الإشارة إلى أن رمضان 2023 سيأتي على المدينة المقدسة، في ظل حالة من الاستنفار الأمني (الإسرائيلي) والتضيق والممارسات العنصرية والاعتقال والقتل بحق الفلسطينيين، فيما سيتزامن مع أعياد يهودية سيعمل الاحتلال خلالها على اقتحام الأقصى.

 

البث المباشر