"هاي ضريبة الشريف بهذا الوطن"، قالها رفيق الشهيد أمير أبو خديجة في الأول من رمضان وهو يودعه ويكب رأسه على جسده الملفوف بالدماء الحمراء، حيث سيلقى الله قبل انتهاء يومه صائما .
في مثل هذه اللحظة من العام الماضي استشهد قائد كتيبة طولكرم سيف أبو لبدة، كرفيقه أيضا في اليوم الأول من رمضان، وفي هذا العام استشهد قائد كتيبة طولكرم أبو خديجة .
بدأ أهالي طولكرم يوم صيامهم في تمام الثامنة وخمس وعشرين دقيقة حينما اقتحمت عناصر معززة بوحدة اليمام منطقة عزبة شوفة جنوب شرق طولكم.
حاصرت أبو خديجة لساعات، ثم بدأت بإطلاق النار، وحينما لم يقبل البطل الاستسلام أطلقت القذائف بشكل مباشر، وظل أبو خديجة رافضا تسليم نفسه.
أصيب القيادي بالرأس إصابة بالغة فاستشهد فورا، بالإضافة إلى إصابات أخرى في أنحاء جسده، قبل أن تصل طواقم الإسعاف وتنتشله من المنزل وتعلن بعدها بساعة خبر استشهاده.
وصل الشهيد إلى المسجد الجديد في عزبة شوفة قبل الظهر محمولا على الأكتاف، وهو الشهيد رقم 90 منذ بداية العام.
اعتقل أبو خديجة عدة مرات، ولوحق لعدة أشهر، وهو مطارد منذ العام الماضي، حتى تمكن منه الاحتلال اليوم.
وأعلنت طولكم حدادها وأوقفت كل طقوس الفرح باستقبال الشهر الفضيل، حينما عم الحزن حواريها وهتف أبطالها وهم يحملون على أكتافهم أميرهم الشهيد.
"لم تعد هذه البلاد تتسع للجميع، فهي إما لنا وإما لنا وأنتم منها بإذن الله مخرجون"
هذه كلمة أخيرة يكتبها الشهيد عبر صفحته كوصية مناسبة لمن اختار الاحتلال له موتة مشرفة في اليوم الأول لرمضان، وقد سبق أن سجل كلمات في 16 مايو 2021 إبان معركة سيف القدس، أكد فيها أن قائد المقاومة محمد الضيف سيقود شعبنا ومقاومته لهزيمة الاحتلال.
ونعت كتيبة طولكرم في بيان لها الشهيد أبو خديجة وقالت فيه: "إننا على الدرب سائرون، لن نستكين ولن نتراجع، إما النصر وإما الشهادة، وثأر أميرنا سندركه قريباً بإذن الله".
وكانت "كتيبة طولكرم" قد أعلنت في 26 فبراير/شباط الماضي، في بيان مصوّر عن تشكيل "مجموعات الرد السريع"، رداً على مجزرة الاحتلال (الإسرائيلي) بنابلس في 22 فبراير/شباط الجاري، التي استشهد فيها 11 فلسطينياً، وقبلها مجزرتا أريحا وجنين.
وسميت الكتيبة بـ"الرد السريع"؛ تيمناً بالشهيد رائد الكرمي قائد "كتائب شهداء الأقصى".