انتصار جديد سجله الأسرى في سجون الاحتلال على السجان المجرم وحكومته الفاشية، يضاف هذا الانتصار لسلسلة نجاحات أسرانا في كسر إرادة الاحتلال ومقاومة إجراءاته العدوانية بحقهم؛ وتجربتهم في ذلك طويلة ممتدة لم تتوقف فيها مقاومتهم سواء في خارج السجون أو داخلها، فطريق الحرية لا يمر إلا عبر التحدي والصمود والمقاومة.
لقد استهل وزير الأمن الداخلي لكيان الاحتلال "بن غفير" مهام عمله وزيرا للأمن الداخلي بفرض مجموعة من الإجراءات العقابية على الأسرى في السجون، والتي تمثلت بسحب إنجازات حصلوا عليها على مدار مسيرة نضالية طويلة من الإضرابات والمواجهات، حتى انتزعوها على الرغم من أنف السجان، وقد فرض الوزير الفاشي المزيد من الإجراءات العقابية عليهم، منها ما هو متعلق بزيارات الأهل والتنقلات العقابية، متوعدا بإقرار قانون إعدام الأسرى.
ونتيجة ذلك تداعت قيادة الحركة الأسيرة معلنة عن برنامج نضالي وطني متصاعد وصولا للاضراب الكبير في أول أيام شهر رمضان المبارك، ومع تجهز أكثر من 2000 أسير للدخول في الإضراب أذعن الاحتلال لشروط قيادة الحركة الأسيرة وتراجع صاغراً عن كل الإجراءات العقابية، في إنتصار مهم للإرادة الفلسطينية على السجان الفاشي.
يدرك الاحتلال المأزوم أن شعبنا الفلسطيني المنتفض لا يمكن أن يترك أسراه فريسة للضباع الصهيونية، وبأنه وأسراه سيكونون في خندق القتال جنباً إلى جنب، دفاعاً عن حريتهم وكرامتهم، لذلك وعندما أدرك الاحتلال أن لا بديل عن المواجهة اضطر للتراجع صاغراً وضارباً بعرض الحائط كل جعجعة وزير الأمن الداخلي "بن غفير" وقراراته.
إنتصار الأسرى يظهر أهمية الوحدة والمقاومة وقدرتهما على تحقيق الانتصار، مهما أظهر العدو المحتل من العدوان، فما أحوجنا اليوم كشعب فلسطيني للتوحد سوياً على قاعدة مقاومة الاحتلال كما توحد الأسرى، وأن نعيد الإعتبار لقضيتنا الوطنية التي ألحق بها المفاوضون الضرر والأذى بفعل تفريطهم ومراهناتهم الفاشلة، وأن نتوجه لتصعيد المواجهة مع الاحتلال المعتدي، فهي الكفيلة برد العدوان واستعادة الحقوق الوطنية
خاصة في ظل ما يعيشه الاحتلال وكيانه من أزمات سياسية واجتماعية عاصفة أثرت على كل نواحي الحياة فيه، فعدونا أضعف من أي وقت مضى وهو عاجز عن مواجهة شعبنا التواق للحرية والعودة لوطنه المسلوب، إن قضية الأسرى ستبقى جرح غائر في قلوبنا جميعا لن يشفى الا بتحررهم من سجون الظلم الصهيونية، ولن يتحرر الأسرى إلا بالمقاومة؛ فانتصارهم على الرغم من قلة حيلتهم يجب أن يدفعنا نحو المزيد من السعي والعمل الجاد لتحريرهم من السجون ولتكن قضيتهم دوماً في سلم الأولويات، فهم الذين التحقوا بالمقاومة دفاعاً عنا جميعاً وكان نصيبهم الأسر لا الشهادة