اقتحم جنود الاحتلال مع متطرفين بحماية شرطية مساء أمس السبت المسجد القبلي وباحات الأقصى حيث أجبروا المعتكفين في الساحات على الخروج بالقوة، فيما اعتقل عدد منهم.
وبالتزامن مع ذلك دفع الاحتلال بقوات أخرى على مشارف البلدة القديمة وعلى أبواب المسجد الأقصى، لمنع المصلين من الدخول إلى المسجد الأقصى، مجبرة المعتكفين على الخروج من باب السلسلة، واستولت على هواتفهم الخليوية.
ويهدف الاحتلال من إخراج المعتكفين من المسجد الأقصى لتفريغه تمهيدا لاقتحامات المستوطنين.
وجاء هذا التصعيد بالتنسيق مع دائرة الأوقاف من أجل إخراج المعتكفين من المكان، وحينما لم يستسلم المعتكفون للأوامر، اقتحمت الشرطة المسجد وأخرجت المصلين بالقوة.
وأظهر تسجيل لأحد الموظفين في الأوقاف مطالباته للمصلين بالخروج من المسجد والذهاب للصلاة في المساجد المجاورة.
ويعلق الباحث في الشأن المقدسي زياد ابحيص على هذا الموقف غير الجديد للأوقاف قائلا عبر صفحته على فيس بوك: "هذا الموقف المتجدد يثير تساؤلات مركزية حول دور الأوقاف الأردنية في الأقصى"
وأضاف: "هل الأوقاف تتولى إدارة المسجد الأقصى كمقدس إسلامي نيابة عن الأمة بما يحفظ مكانته وقدسيته؛ أم تمكن الاحتلال من جرها لموقع الوسيط؟ وهل ينقلب الاعتكاف إلى "تهلكة" حين لا ترضى عنه شرطة الاحتلال؟!
ويلفت ابحيص إلى أن هذا الموقف ليس معزولاً؛ فقد سبقه في العام الماضي إعلان الأوقاف إغلاق باب الاعتكاف حتى 20 رمضان وذلك ليلة الأحد 10-4-2022 ومطالبتها المعتكفين بالتوجه لمسجد الشيخ لولو ومسجد المئذنة الحمراء في البلدة القديمة؛ وهي نفس فحوى كلام الحارس الليلة.
ويؤكد ابحيص أنه وفي الساعة ١١:١٥ ليلاً؛ وقبل اقتحام شرطة الاحتلال للأقصى بساعة وربع تواترت أخبار من عدة مصادر في القدس بأن الأوقاف أصدرت توجيهاً بفتح مساجد البلدة القديمة. وتساءل: "لماذا تستطيع الأوقاف أن تقرر فتح مساجد البلدة القديمة ولا تقرر فتح المسجد الأقصى وهو المذكور في القرآن والمأمور بشد الرحال إليه في حديث النبي صلى الله عليه وسلم؟
ويشير ابحيص إلى أن هناك مراسلات عديدة وجهت للأوقاف من مؤسسات أهلية ومن هيئات علمائية ومن داخل البرلمان الأردني لتعلن فتح باب الاعتكاف؛ ومع ذلك لم تعلن موقفها منه حتى الآن؛ فلماذا الإصرار على البقاء في المساحة الرمادية وهي المؤتمنة على هذا المكان المقدس؟!
يذكر أن مؤسسة القدس الدولية، ناشدت وزير الأوقاف الأردني محمد الخلايلة، فتح باب الاعتكاف في المسجد الأقصى، بدءًا من الليلة الأولى حتى نهاية شهر رمضان متسائلة "لماذا يُفرد المسجد الأقصى بالإغلاق طوال أيام السنة، ويقتصر الاعتكاف فيه على العشر الأواخر من رمضان؟".
وقد أصدرت شرطة الاحتلال بيانا تكشف فيه عن اتفاق مجدد مع الأوقاف على إخلاء المسجد الأٌقصى وفتح المساجد المجاورة له.
وقال الباحث المختص بالشأن المقدسي عبد الله معروف معلقا على بيان شرطة الاحتلال: "أصدرت الشرطة بياناً خطيراً حول اقتحام عناصرها المسجد الأقصى المبارك الليلة وإخراج المعتكفين منه بالقوة.
ويضيف: "تدعي ادعاءً خطيراً في بيانها بوجود تنسيقٍ مع السلطات الإسلامية في القدس واتفاقٍ على منع مبيت المعتكفين في الأقصى، وفتحِ المساجد الأخرى للمبيت بدلاً منه.
ويرى معروف أن هذا البيان الخطير يحمل اتهامات مباشرة، ولذلك يجب على المسؤولين إصدار موقف رسمي بهذا الخصوص، وأن يعلنوا بوضوح الموقف من الاعتكاف في الأقصى، خاصةً بعد انتشار فيديوهات ومقاطع صوتية لبعض الحراس يحاولون إقناع المعتكفين بمغادرة المسجد والمبيت في مساجد أخرى في البلدة القديمة… وهو أمر غير مقبول.
ويذكر أن نحو 100 ألف مصل أدوا صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان المبارك في المسجد الأقصى، وذلك رغم القيود التي فرضها الاحتلال على وصول المصلين من الضفة الغربية المحتلة.