باب العامود.. محطة صمود شباب القدس في وجه الاحتلال

غزة – مها شهوان

في شهر رمضان تتجه الأنظار نحو باب العامود بمدينة القدس؛ فهو ككل عام يشهد حالة من الغليان في القدس ومواجهات مع جنود الاحتلال الذين يلاحقون المصلين في الأقصى بالقنابل الصوتية والرصاص المطاطي، بينما يرد الشباب المقدسي بأدواتهم التي تستفز الجنود أكثر من الرصاص.

حينما يفرغ الشباب المقدسي من صلاة التراويح يتجهون للتجمع أمام باب العامود، وهناك تبدأ الفعاليات حيث تعلو حناجرهم بالهتافات الوطنية الحماسية التي تثير غضب الجنود، بالإضافة إلى الأغاني الثورية التي تتوعد بزوال الاحتلال، والشعارات التي تتردد عند اشتعال الأوضاع "حط السيف قبال السيف احنا رجال محمد ضيف".

هذه المرة اتفق الشباب المقدسي على أن تكون احتفالاتهم مبهجة؛ لكن بحذر، دون السماح للاحتلال بتصدير مشاكله الداخلية – المظاهرات في تل أبيب ضد الحكومة- للقدس وفرض حالة من التنغيص عليهم.

على مدرجات باب العامود يجلس العشرات من الشباب ينشدون "قمر سيدنا النبي..."، ويحاول الجنود تصيدهم لكنهم حتى اليوم فشلوا في تمزيق شمل الشباب.

يقول "عدي" وهو ناشط مقدسي ويحرص على الصلاة في الأقصى: "كنت في حبس منزلي لمدة 15 يوما، وانتهى في اليوم الثاني من رمضان، تمكنت وقتها من اللحاق بالشباب المقدسي والمشاركة في الفعاليات التي تقام قرب باب العامود".

سألته (الرسالة نت): "ما هي فعاليتكم؟"، فرد: "بعد صلاة التراويح مباشرة نبدأ بالأناشيد الإسلامية والمديح النبوي إلى أن يتجمهر أكبر عدد ممكن من المشاركين ونبدأ بالهتافات والأغاني الوطنية، وطيلة الوقت يراقبنا الجنود يريدون منا أي "حركة" ليطلقوا الرصاص المطاطي صوبنا".

ويشير إلى أنه والشباب يصرون على التواجد في باب العامود منذ 2015 وتحديدا بعد عمليات الطعن وفرض كاميرات المراقبة وتسجيلات الصوت؛ وذلك من أجل كسر شوكة المحتل والقول له: "لا نخشى كاميراتكم، سنفعل ما نريد".

ويحكي أن شباب القدس اجتمعوا قبل شهر رمضان وقرروا عدم استفزاز جنود الاحتلال بشكل مباشر مثل أن يقوم أحد الشباب برمي جندي بحبة بندورة أو زجاجة ماء.

وأشار "عدي" إلى أن جنود الاحتلال يتربصون بالشباب ويراقبون أفعالهم للاشتباك معهم، مؤكدا أنهم حتى اللحظة مسيطرون على الوضع ولن يسمحوا للاحتلال بتصدير مشاكله الداخلية إلى باب العامود كما يحدث دوما.

وذكر أن كل يوم خميس خلال شهر رمضان هناك أمسية رمضانية تصدح فيها حناجر الشباب بالأغاني الثورية التي تؤكد أحقيتنا بالقدس.

ومنذ بداية شهر رمضان ينشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي احتفالات الشباب المقدسي عند باب العامود وهم بالقرب من جنود الاحتلال يغيظونهم بطريقتهم، وكأنهم وبنادقهم سراب.

وفي ذات السياق، يقول الناشط المقدسي أسامة برهم: إن ما يفعله الشباب اليوم في باب العامود هو محاولة لسرقة جزء جميل من الوقت في باحات المسجد الأقصى وأبوابه، كونهم يدركون أن هناك أياما قاسية ستأتي وقت "عيد الفصح اليهودي" وستندلع الأحداث.

ولفت برهم لـ(لرسالة نت)، إلى أن الاحتلال منذ بداية شهر رمضان يحاول شيطنة الشهر الكريم والترويج لذلك عبر منصات التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن شباب القدس باحتفالهم يوميا في باب العامود يرسلون رسالة مفادها "بلغوا زوار المدينة أن بيوت القدس ومساجدها مفتوحة لهم وألا يترددوا في المجيء والصلاة في الأقصى".

ولايزال يتوافد شباب القدس إلى الأقصى لتناول الإفطار في باحاته وتأدية الصلوات، وحين يفرغون يتوجهون أفواجا إلى باب العامود للرباط هناك وترديد الهتافات الثورية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

البث المباشر