قائد الطوفان قائد الطوفان

من لندن.. رساله إلى العالم: أمنحوا الفلسطيني الحق في الصلاة بالأقصى

معتز خليل – مدير مركز رصد للدراسات الفلسطينية- لندن


تابعت مع ساعات الفجر الأولى سفر العديد من المواطنين الفلسطينيين من أبناء القطاع للأقصى ، ليشدوا الرحال إلى أولى القبلتين الذي يحلم الملايين من المسلمين للصلاة في رحابه بعد سنوات من الحرمان بسبب سياسة الاحتلال.

 

ويتنافى منع الاحتلال الفلسطينيين الصلاة في مسجدهم المفضل والمقدس، مع المواثيق الدولية التي تكفل جميعها الصلاة للجميع سواء بالمساجد أو الكنائس أو المعابد ، وهو حق إنساني قبل أن يكون واجب ديني ، وحق طبيعي قبل أن يكون فرضا على الإنسان.

صراحه ما يثير انتباهي في قضية منع أبناء شعبنا الفلسطيني بقطاع غزة من الصلاة في القدس إنها بالفعل تكاد تعتبر قضية فريدة لعدة أسباب منها:

- إن الملايين في أنحاء العالم يتوافدون على الفاتيكان ، ولم نشاهد مثلا إيطاليا او دوله الفاتيكان تمنع مواطنين من الصلاة بسبب خلاف سياسي مع روما او مع الفاتيكان نفسها.

- يتوافد الآلاف مثلا للصلاة في الكنائس الكبرى في لندن والريف البريطاني أو في أيرلندا ، رغم أن البعض من هذه الكنائس مثلا شهد مناوشات بسبب مواقف سياسية تاريخية أخذتها وأعلنت عنها ، مثل رفض النظام الملكي أو انتقاد التعاطي البريطاني مع الأقليات أو انتقاد سلوك العائلة الملكية ، ومع هذا لم يمنع أحد أي بريطاني من الصلاة أو يوقفه بسبب موقف الكنيسة المتناقض مع الحكومة آو القصر الملكي.

- نفس الأمر ينطبق على المعابد اليهودية في دولنا العربية ، وشاهدت الكثير من اليهود يصلون بحرية في جزيرة جربة اليهودية آو بالمعابد المصرية ، ولم يطالب أحد بمنع سفرهم أو وصولهم إليها بسبب تعقد الأزمة السياسية أو الأمنية للدولة أو القطاع الذي يحتضن المصلي .

- الجميع يعرف مثلا ان الكنائس في جنوب إفريقيا كانت مركزا للنضال ضد الحكم العنصري في هذه الدولة ، ولكن وطوال تاريخ جنوب إفريقيا لم يمنع السود من الصلاة في أي كنيسة ، بل وكانت تفتح دوما بغض النظر عن الموقف السياسي للمصلي. 

ومن هنا آقول وعبر منبر الرسالة " يجب أن يعرف العالم الأضرار الناجمة عن منع الفلسطيني من الصلاة في الأقصى، وينتبه العالم آيضا لتضييقات الاحتلال.

يجب آن تفتح الطرق للآلاف من أبناء القطاع للسفر والصلاة في الأقصى ، وهو حق إنساني أصيل بعيدا عن أي تصريحات يحاول الاحتلال تسويقها.

إن الصلاة حق، والعالم كله يرفع شعارا جميعنا نؤمن به وهي أن الدين لله تعالى وحده بغض النظر عن الانتماءات آو السياسات ، وهو ما يطبقه العالم على أراضيه، وللأسف يحرم منه أبناء شعبنا الفلسطيني.

البث المباشر