قائد الطوفان قائد الطوفان

الأغنية الشعبية الفلسطينية.. تحتضن يوم الأرض منذ 47 عاما..

الرسالة نت - وكالات

على جبهة الكلمة والغناء الشعبي والوطني المقاوم، يناضل أصحاب الحناجر الفلسطينية الذهبية في كل أماكن تواجدهم في الداخل والشتات للحفاظ على الأرض، الثابت الذي لم تتخلى عنه أغاني الكل الفلسطيني على مر سنوات الاحتلال، ليكون الغناء الشعبي أحد الأسلحة التي تقاوم بطريقتها الخاصة، بشحذ الهمم والتذكير بالأرض الفلسطينية كاملة دون نقصان.

ويعج الفلكلور الشعبي الفلسطيني بكم هائل من الإبداعات الشعرية والغنائية التي ساهمت في كثير من الأحيان بإشعال الميادين وإلهام المقاومين، وترسيخ حب الأرض لدى الأجيال المتعاقبة.

وكان ليوم الأرض الذي يصادف الثلاثين من آذار/ مارس من كل عام، حظًا وفيرًا من التغني والسرد في قصائد وأغاني الفنانين والشعراء الفلسطينيين.

ودشّنت حنجرة شاعر الثورة الفلسطينية إبراهيم محمد صالح، الشهير بـ "أبو عرب"، بداية احتضان الأغنية الفلسطينية في الغربة والشتات لذكرى يوم الأرض، لترسخ كلمات أغانيه المرتبطة بهذه الذكرى في أذهان وقلوب الفلسطينيين وتصدح في تجمعاتهم في الداخل والخارج، خلال إحيائهم لها كل عام.

وبحنجرته التي غنّت "كرمالك يا يوم الأرض.. جينا نعلي رايتنا"، رسّخ "أبو عرب" إلى جانب كوكبة من حناجر الفن الشعبي الفلسطيني في الداخل والشتات، معاني ذكرى يوم الأرض، لتكون الأغنية الفلسطينية معلمًا وهويته وثقافة تؤكد على التمسك بالأرض وحق العودة مهما طال زمن الاحتلال.

وتمر اليوم الخميس الذكرى السابعة والأربعين ليوم الأرض، الذي تعود حكايته إلى هبّة الفلسطينيين في سخنين ودير حنّا وعرابة بالداخل المحتل في وجه الاحتلال الإسرائيلي حين أراد مصادرة الأرض، وامتدت الأحداث لاحقًا إلى مناطق الجليل، ما أسفر عن استشهاد ستة، وإصابة واعتقال العشرات.

الفنان الفلسطيني المقيم في العاصمة الأردنية عمان خليل عابد، يرصّع أغانيه التي تجاوزت 1500 مقطوعة مغناة، بألحان تعانق يوم الأرض فيقول: "كل ما بترجع يا آذار.. بيزهر حنون الأرض".

"عابد"، الذي تعود جذوره لقرية بيت دراس المهجرة قرب غزة، يقول، إن أغانيه التي يستلهمها من حب الأرض وعشق ترابها، لا تنفك عن الحث على التمسك بها، وجاء ذلك في ألبومه الفني حب الوطن، ويدندن خلال حديثه: "عبرنا الجسر يا ليل، وعيني على حدودي".

"الأرض مش للبيع"..

الفنان الفلسطيني محمد حنون الذي ارتبط اسمه بالأغنية المشهورة "هالأرض مش للبيع.. أبدا مش للسمسرة، هالأرض ما بتضيع، بزنود رجال مزنرة، كل حبة رمل بالمسك، من دم الشهيد معطرة"، يفتح قلبه  قائلًا: "الأرض ويومها وذكرياتها حاضرة بكل قوة في الأناشيد والأغاني، تعبيرا عن التمسك بها والأمل بالعودة والتحرير".

ويضيف: "دائما ما شكّلت الأرض محركا للمشاعر تجاه الوطن السليب للأجيال على مر سنوات الاحتلال السابقة والحالية واللاحقة، فالفن رسالة وفكرة، ويفقد قيمته في حال انفصاله عن الأرض".

حلم العودة..

وإلى فنان آخر في الأردن أيضًا، كان للفنان والمنتج محمد الغرابلي بصمة أخرى في الأغاني الشعبية التي تحمل همّ الأرض والإصرار على رفض الاحتلال والحفاظ على الهوية الوطنية وتأكيدا لعروبيتها في مئات الأغاني والأعمال الفنية .

وعن ذلك يحدثنا: "الغناء ليوم الأرض مع نجوم الفن الفلسطيني والغناء الملتزم، مرتبط بأحلام العودة التي تكبر يوما بعد يوم، وتقرب من زوال الاحتلال وإقامة الوطن الحر المستقل" .

ويضيف الغرابلي: "بين ثنايا الكلمات والألحان تتوالى معاني رفض الاحتلال وتهويد الأرض والمقدسات، كون الذكرى عنوان ومحطة مهمة من محطات صراع البقاء، وأن دماء شهداء يوم الأرض لم تجف، فكلاهما توأمان لا ينفصمان" .

في حين، يشير الفنان أيمن رمضان من قلب العاصمة الأردنية، إلى أن فرقا فنية عريقة كاليرموك والروابي وسلسلة مميزة من شخصيات فنية فلسطينية تعيش في الغربة والشتات، تزيّن أغانيهم ذكرى يوم الأرض وتفاصيلها الدموية" .

ويستطرد رمضان في حديثه: "إن الفنانين عبد الفتاح عوينات وخيري حاتم وعامر الأشقر، لا يتوانون عن الغناء للأرض والتأكيد على هويتها العروبية والإسلامية (..) إنهم يقاتلون على جبهة الكلمة واللحن؛ للحفاظ على الهوية والتحصين من الاندثار في السياقات الفنية بتجلياتها ومحاورها التي تحتاج للتوثيق والأرشفة والاهتمام، مع تقدم التكنولوجيا وسيطرة منصات التواصل الاجتماعي".

الحفاظ على الأمجاد..

من جانبه، يشير الفنان في فرقة الغرباء النابلسية فراس طه، إلى ما جادت به قريحة الشاعر النصراوي توفيق زياد في العام 1966، قبل مجزرة يوم الأرض بعشر سنوات، وظلّت تتردد على ألسنة الفنانين والمواطنين على حد سواء بكلماتها: "أناديكم، أشد على أياديكم، وأبوس الأرض تحت نعالكم، وأقول أفديكم" .

ويعلّق الفنان "طه" صاحب الصوت الجبلي والمخملي آمالا على غنى اللغة الفنية الفلسطينية وتنوع الحناجر والجغرافيا بمحاربة النسيان للمجزرة، التي كانت محطتها الأولى في بلدة سخنين الجليلية.

ويؤكد أنّ "الفن وسيلة الحفاظ على الأمجاد والمعاناة من الذوبان، والاحتلال ورموزه وأدوات تزويره إلى زوال".

وكالة سند للأنباء

البث المباشر