تنذر أحداث المسجد الأقصى التي جرت الليلة الماضية من ضرب وقمع واعتقال للمعتكفين، بمزيد من انفجار الأوضاع وتنامى عمليات المقاومة في الأراضي الفلسطينية.
ووفق مختصون، فإن تمادي حكومة اليمين المتطرفة الصهيونية تُعني اشتعال الجبهات أكثر، وهو تؤكده حالة المقاومة المتنامية خلال الشهور الأخيرة.
وفي الوقت نفسه، حذّر المختصون من محاولات الاحتلال فرض وقائع جديدة على المسجد الأقصى، معتبرين أن أي تمرير لما يحدث في الأقصى دون ردة فعل يعني نجاح الاحتلال في مخططاته.
تنامي المقاومة
الباحث في الشأن (الإسرائيلي)، المقدسي محمد هلسه، أكد أن ما جرى الليلة الماضية في المسجد الأقصى هو نتيجة طبيعية لاعتلاء اليمين المتطرف سدة الحكم في (إسرائيل).
وقال هلسه في حديث لـ "الرسالة نت" إن الحكومة الحالية تعمل على قلب الصورة في القدس المحتلة، وتغيير الواقع والمشهد نحو مزيد من التهويد".
وأضاف: "لا شك أن الأوضاع الأمنية مرشحة لمزيد من التصاعد في الأراضي الفلسطينية
وهو ما دفع الوسطاء للتحرك ومنع تدهور الأوضاع".
ولفت إلى أنه لا يمكن منع عملية تنامي العمل المقاوم سواء كان الجماعي أو الفردي وخصوصا في الضفة المحتلة.
ودعا هلسه لضرورة العمل على استمرار وحدة الساحات التي رسختها "سيف القدس"، ومنع أي عملية تشرذم للساحات تعمل (إسرائيل) عليها منذ فترة.
وفي إجابته على موعد دخول المقاومة في غزة للمواجهة، أكد الباحث المقدسي أن مدى تطور الأحداث في المسجد الأقصى هو الذي سيحدد هل ستدخل غزة في المواجهة مع الاحتلال أم لا.
ويتفق الباحث في شؤون القدس، إسماعيل مسلماني، مع سابقه في أن هناك حالة تنامي للمقاومة في الضفة والقدس، زادت حدتها في ظل انتهاكات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية وخصوصا في المسجد الأقصى.
وقال مسلماني في حديث لـ "الرسالة نت" إن المؤسسة الأمنية (الإسرائيلية) تفاجأت بعدد المعتكفين والمصلين الذي جاؤوا من مختلف المدن الفلسطينية وزاد عددهم عن 80 ألف مصلٍ".
وأوضح أن تضاعف أعداد المعتكفين جاء لحماية الأقصى من الاقتحامات وعمليات "ذبح القرابين" المزمع تنفيذها، "وبالتالي استنفرت الشرطة (الإسرائيلية) ضد المعتكفين في وقت متأخر الليلة الماضية والتي كانت بمثابة شرارة ضد المقدسيين وتفجير للأوضاع في المسجد الأقصى".
ولفت إلى أن عدد كبير من القوات الخاصة (الإسرائيلية) شاركت في قمع واعتقال المعتكفين، وهو ما ينذر بتفجّر الأوضاع ضد الاحتلال وعلى عدة جبهات.
وشدد مسلماني على ضرورة الحشد والبقاء في الاعتكاف لمنع محاولات الاحتلال تغيير الكثير من الوقائع، مشيرا إلى أن الاحتلال يحاول بتطرفه إنجاح التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى.
في حين، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن ما يجري في المسجد الأقصى المبارك جريمة غير مسبوقة ولها ما بعدها.
وطالب هنية في تصريح صحفي، الجميع بتحمل المسؤولية فلسطينيا وعربيا وإسلاميا.
ودعا جماهير شعبنا في الضفة و48 للتوجه إلى المسجد الأقصى.
وتوالت ردود الفعل الغاضبة والمستنكرة لما حدث في الأقصى الليلة الماضية، في وقت خرجت مظاهرات غاضبة في جميع المحافظات الفلسطينية منادين بضرورة الرد على جرائم الاحتلال بحق المسرى.