قائمة الموقع

بين فلسطين ولبنان.. المقاومة توحد الجبهات

2023-04-07T11:19:00+03:00
الرسالة- محمد عطا الله

يعكس التصعيد الأخير حالة من وحدة الساحات وتعدد الجبهات ضد الاحتلال (الإسرائيلي) بعد تلقي الأخير صفعات غير محسوبة من صواريخ المقاومة التي زلزلت مستوطناته من جنوب فلسطين وحتى شماله.

وعزز توحد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ولبنان، تشتيت الاحتلال (الإسرائيلي) الذي اجتمعت قيادته لساعات طويلة فيما يسمى بـ"الكابينت" لبحث سُبل الرد على إطلاق المقاومة صواريخ من الجبهة الشمالية صوب مستوطنات الجليل الأعلى.

وبعد ظهر الخميس أُطلقت نحو 35 صاروخًا من لبنان نحو الكيان، وذلك عقب ساعات من إطلاق نحو 25 قذيفة وصاروخًا من قطاع غزة على المستوطنات المحاذية بشكل متقطع.

ويأتي ذلك في أعقاب رد المقاومة على الاعتداءات التي تشنها قوات الاحتلال ضد المعتكفين في المسجد الأقصى والاقتحامات اليومية وتأكيدا على أن سيف القدس ما زال مشرعا في ظل تمادي الاحتلال بحق شعبنا ومقدساته.

وتجسدت وحدة الساحات في تمدد جبهات المواجهة والاشتباك مع الاحتلال من ساحات المسجد الأقصى وحتى مناطق الضفة، وليس أخيرا باشتعال مدن الداخل المحتل وهو ما كان تخشاه وتحذر منه المؤسسة الأمنية (الإسرائيلية).

واندلعت مواجهات في قرية الرينة وأم الفحم وكفرمندا بين الفلسطينيين وشرطة الاحتلال التي شنت حملة اعتقالات في الناصرة، وأم الفحم، وباقة الغربية، عقب تظاهرات في المدن نصرةً للمسجد الأقصى.

ويمكن القول إن هذا التطور اللافت والتعدد السريع للجبهات شكّل صدمة للمؤسسة الصهيونية بأكملها التي عملت على مدار السنوات الأخيرة وفق مبدأ فصل الساحات في الصراع والاستفراد بجبهة دون أخرى، وفق مبدأ "فرّق تسُد".

وكانت وسائل إعلام عبرية حذرت من أنّ الأوضاع الآن كما كانت عليه قبل معركة (سيف القدس)، مضيفةً أنّ "حادثة في الأقصى يمكن أن تجر هذه المرة أيضاً إلى مواجهة واسعة".

وأوردت صحيفة هآرتس العبرية أنّه "ربما لا يكرر التاريخ نفسه بدقة، لكن أحياناً، يكرر نفسه. أحداث ليلة أول أمس، داخل المسجد الأقصى وفّرت نسخة شبه مطابقة للأحداث في الحرم القدسي في شهر رمضان قبل سنتين. حينها، في أيار/مايو 2021، التوتر في القدس انزلق إلى قطاع غزة ما أدّى لمعركة سيف القدس.

ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب أن صواريخ الشمال أربكت (إسرائيل) وجعلت كل الخيارات أمامها صعبة ومعقدة.

ويضيف الغريب في منشور له أن ما جرى تخطيط ذكي ومحكم، وهناك مؤشر قوي على أن محور المقاومة اتخذ قراراً بتغيير قواعد اللعبة مع (إسرائيل) والسماح بإطلاق هذا الكم من الصواريخ، أما عن الطريقة والتوقيت مع عنصر المباغتة المفاجئ فهي ضربة معلم، ودولة الاحتلال الآن في صورة كالذي بلع منجل. 

وأشار إلى أن الاحتلال يخشى خيار الانتقام المباشر على الجبهة الشمالية وفتح جبهة مواجهة مع حزب الله يعد خيارً صعباً نظراً لردة الفعل الكبيرة المتوقعة حال حدث رد (إسرائيلي) في هذا الاتجاه وعدم جهوزية الجبهة الداخلية (الإسرائيلية) لحرب كهذه، لذلك ذهب باتجاه استهداف غزة.

ورأي الكاتب والمحلل السياسي حسن عبده أن الاحتلال حاول من خلال عدوانه الأخير الإبقاء على مبدأه في فصل الجبهة الجنوبية عن الشمالية.

ويوضح عبده أن القدس هي إحدى الموحدات الكبرى للفلسطينيين والعرب والمسلمين، وخوض المعركة تحت هذا العنوان يعني أننا أمام الموجة الثانية لمعركة سيف القدس التي ستؤدي الى هبة شعبية قد تطال عواصم عدة في الدول العربية والاسلامية وليست الفلسطينيين فقط.

ويعتقد الكاتب والمختص في الشأن السياسي أيمن الرفاتي أن الاحتلال أساء مرة أخرى التقدير وظن أن المقاومة لن تفعل شيء، ما جرى في الأقصى تجاوز لكل الخطوط الحمراء، والمقاومة تدرك أن هناك مخطط يراد تمريره لتغيير الواقع في المسجد الأقصى ولهذا الأمور قد تذهب للتصاعد خلال الوقت القريب.

ولفت الرفاتي إلى أن الصواريخ التي أطلقت من غزة ولبنان هي رسائل محددة حول جدية المقاومة واستعدادها للمواجهة، الوقت القريب يحمل في طياته الكثير من الأحداث على مختلف ساحات وميادين المواجهة.

اخبار ذات صلة