تتسابق مجموعة من الشباب والشابات الضفاويين في تسيير رحلات للصلاة في المسجد الأقصى، مواجهين بذلك الإغلاقات والتضييق والمنع الذي يفرضه الاحتلال على الضفة.
ويمنع الاحتلال من هم دون 45 عامًا من الوصول للمسجد الأقصى المبارك أو الصلاة فيه في شهر رمضان، فيما يُمنع طيلة العام أي فلسطيني الوصول للمسجد دون الحصول على تصريح بالدخول.
أن تدعو للصلاة في المسجد الأقصى وتساعد المصلين في شدّ الرحال إليه، جريمة تعتقل بموجبها لدى سلطات الاحتلال وتجري محاكمتك عليها، كما يؤكد الناشط الصحفي عبد الله شتات.
شتات يقول لـ(الرسالة نت) إنّ عددا من المعتقلين الذين قابلهم في سجون الاحتلال، خلال فترة اعتقاله، كانت يهمهم تسيير رحلات للصلاة في المسجد الأقصى.
وردا على اعتداءات الاحتلال أطلقت مجموعة من النشطاء الشباب حملة (مسير الأقصى)، وتركزت بشكل أساسي على تسيير الرحلات للاعتكاف في المسجد الـأقصى.
النسخة الأولى من الحملة، بحسب شتات، بدأت العام الماضي، إذ جرى الاستعداد لها قبل أسبوع من حلول الشهر الفضيل، ونجحت في استقطاب عدد كبير من المصلين من مختلف محافظات الضفة.
ويضيف: "تقريبا جرى تسيير من 20-30 حافلة خلال الحملة، في ظل تفاعل شعبي كبير، رغم محدودية الإمكانات".
وبيّن أن الهدف من الحملة تمثل في تعزيز الاعتكاف بالمسجد الأقصى، وتشجيع الفئات المختلفة للصلاة فيه، خاصة الفئات التي لا يمكنها الوصول للمسجد، ككبار السن والنساء.
ومع انتهاء العام المنصرم، بدأت المساعي الحثيثة من التجمعات الشبابية لتكرار التجربة في هذا العام بنسخة أفضل.
تفاعل شعبي
من جهته، يؤكد الناشط الإعلامي ثامر سباعنة، أن الحملة انطلقت بمشاركة شبابية من كل مدن الضفة.
وقال سباعنة لـ(الرسالة نت) إنّ العام الحالي هو الثاني للحملة، وهناك تكثيف لتسيير الحافلات من كل مدن الضفة للقدس، خلال أيام الأسبوع، والتواجد في الأقصى والاعتكاف فيه.
وبيّن أن 60 متطوعا شاركوا في الفريق لهذا العام، زيادة عن العام الماضي الذي شارك فيه 45 متطوعا.
وأكد سباعنة أنّ العمل جار ليصل عدد الحافات إلى مئة خلال الشهر الفضيل، من 40 مدينة وقرية بالضفة المحتلة.
وتقف الظروف المالية وتعقيدات الاحتلال على صعيد فرض إجراءات الإغلاق، حائلا دون توسيع الحملة.
وللعام الثاني على التوالي يتقاطع عيد الفصح العبري مع شهر رمضان إذ اشتعلت الأحداث في المسجد الأقصى في رمضان الماضي بعد اقتحام آلاف المستوطنين باحات المسجد، مع محاولات حثيثة لذبح "القربان" داخله تم مواجهته بالاعتكاف والإرباك الصوتي.
واعتدت قوات الاحتلال على المعتكفين في المسجد الأقصى، في محاولة لمنعهم من الصلاة في باحات المسجد الأقصى.
وأصيبّ المئات من المرابطين، واعتقل مثلهم بعد إشباعهم ضربا بالهراوات وأعقاب البنادق واستهدافهم بالقنابل الغازية والصوتية والرصاص المطاطي داخل المصلى القبلي.