قائمة الموقع

مقال: وحدة الساحات بنمطها الجديد

2023-04-08T23:45:00+03:00
بقلم/ ا. فادي رمضان

شكلت معركة سيف القدس مايو 2021 علامة فارقة في تاريخ الصراع الفلسطيني الصهيوني من حيث فرض معادلات جديدة، كان أبرزها وحدت الساحات الفلسطينية غزة والضفة والقدس حين امتدت يد العدو الصهيوني على حي الشيخ جراح فكان لا بد من قطعها، وهي معادلة كان تحقيقها يعتبر من رابع المستحيلات عند كبير المتفائلين، وما كانت لتحدث لولا وجود مقاومة بقيادة القائد العام محمد الضيف آمنت بالله ثم بقدراتها ولا تعرف للمستحيل سبيلا.

حاولت دولة الاحتلال خلال عامين مضوا من تغيير هذه المعادلة، وفرض وقائع جديدة على الصراع تارة بالتهديد باستخدام القوة المفرطة، وتارة بإيصال رسائل قوية من خلال الوسطاء باغتيال قادة المقاومة، أو من خلال قصف لبعض المواقع ردا على المقذوفات الصاروخية التي تنطلق بين الفينة والأخرى، وغيرها من الأساليب للاستفراد بساحة دون غيرها من خلال الاجتياحات المتكررة للضفة الغربية للقضاء على عناصر المقاومة، أو الاستفراد بالقدس من خلال اقتحامات المستوطنين وشرطة الاحتلال للمسجد الأقصى والتضييق على المواطنين لطمس الشعائر الإسلامية في المدينة.

وقد أصبحت الخيبة صفة ملازمة لقيادة دولة الاحتلال في التعامل مع ملف المقاومة الفلسطينية التي باتت تقرأ المشهد المحلي والإقليمي والدولي بشكل جيد، واستثماره بالشكل الامثل في خلق وقائع تقوض وجود الكيان يوما بعد اليوم، من حيث الانفتاح على بعض الدول في الاقليم والارتباط بشكل أقوى مع محور المقاومة، والتأثير الكبير والتوجيه للمقاومة في الضفة الغربية حتى أصبح القائد العام أبو خالد الضيف ايقونة وبوصلة لهتافات المقاومين وما تحمله هذه المعاني من دلالات.

وما أشبه اليوم بالأمس مع بعض الفروقات البسيطة في مظهرها الكبيرة في جوهرها ومضمونها، حيث ان وحدت الساحات باتت خط أحمر لا يمكن التهاون او الرجوع عنه، فهي معادلة ترسخت في اذهان الكل الفلسطيني، لكن ما يميز اليوم عن الأمس بأن:

1-وحدت الساحات الداخلية أخذت شكلا جديدا حيث ان جميع الجبهات مشتعلة في آن واحد، الضفة وعملياتها اليومية ضد المستوطنين وجنود الاحتلال، والقدس ومرابطيها وخط الدفاع الاول بوجه الاقتحامات الصهيونية وعمليات الدهس والطعن، وأخيرا عملية تل ابيب التي نفذها ابن كفر قاسم المجاهد يوسف أبو جابر، وغزة وصواريخها على مستوطنات الغلاف.

2-العمل النوعي في دخول ساحة الشمال (جنوب لبنان) على خط المواجهة واطلاق عدد كبير من الصواريخ ظهر الخميس السادس من أبريل في صدمة لم يكن يتخيلها او يستوعبها المستوى السياسي ولا الأمني لدولة الاحتلال في هذه الأوقات بالذات، تزامنا مع وجود رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في لبنان.

3-كتائب القسام تفاجئنا كل يوم بكل جديد من تقدمها العسكري وقد أدخلت سلاح مضاد الطيران بشكل رسمي للمواجهة مما يوضح أن كتائب القسام لديها مخزون جاهز لأي مواجهة قادمة، وأن في جعبتها من السلاح النوعي ما لم تظهره بعد.

4-فتح اكثر من جبهة في نفس الوقت يفقد العدو قدرته على الاستفراد بجبهة دون اخرى، وخير دليل وبعد ان كان الاجتياح اليومي لمناطق الضفة لم نسمع بذلك منذ أيام.

وما أود الاشارة إليه إضافة لما سبق ان استمرار الحفاظ على اشتعال جذوة المقاومة في الضفة والقدس بتشكيلاتها ومسمياتها كعرين الاسود وكتيبة جنين وغيرها يقربنا اكثر وأكثر من وعد الله بالنصر، وهذا لن يتم الا من خلال:

أ-اشغال المنظومة السياسية والامنية والعسكرية للاحتلال بشكل دائم والذي يؤدي الى اضعافها من خلال المشاغبة والاستنزاف والتشتيت للمنظومة الامنية من غزة وجنوب لبنان.

ب-البقاء على حالة المقاومة الدائمة والتجرؤ على مقاومة العدو يفتح الأفق لجبهات جديدة للدخول للمعركة سواءا على المستوى السياسي أو العسكري.

ت-التوجيه المستمر على جميع الأصعدة من قيادة المقاومة في غزة لمقاومي الضفة.

ث-عدم انتظار المعركة التي يريدها العدو في الوقت والمكان الذي يحدده هو، وهذا يحتاج لقراءة المشهد بشكل دائم ومتقن كما حدث في معركة سيف القدس وما بعدها.

من خلال التصعيد الأخير صبيحة الجمعة السابع من ابريل بات المشهد واضحا ان دولة الكيان في ازمة كبيرة، تعتقد انها ممكن ان تتخلص منها من خلال توجيه ضربة قوية لجبهة من الجبهات، فهذا الكيان الذي حقق العديد من الانجازات من وجهة نظره على المستوى السياسي من خلال التطبيع او العسكري لقصف بعض المنشآت في سوريا او الامني لعدد من الاغتيالات على الساحة الايرانية والدولية، لن يستوعب ما يمر به من انتكاسات، فلذلك فالحذر واجب في كل حين، وسيعلم قادة العدو بما أعدته المقاومة من تجهيزات للمعركة القادمة عندما يشاهد حجم الخسائر الذي تنتظر جنوده ومستوطنيه.

اخبار ذات صلة