خلال عيد الفصح

الاعتكاف يرعب المستوطنين ويقلص أعداد المقتحمين للنصف

الرسالة نت-رشا فرحات

كان التراجع واضحا في أعداد المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى المبارك فيما يسمى عيد الفصح اليهودي. وتبددت أوهام المستوطنين باقتحام كبير للمسجد الأقصى في ظل اعتكاف المئات من المصلين، ومساندة أربع جبهات، وتفاعل شعبي كبير.                                                                                            نائب المدير العام لدائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس ناجح بكيرات، أكد أن اعتكاف المرابطين في باحات الأقصى كان ولا يزال صمام الأمان الحقيقي للحرم القدسي طوال أيام رمضان، لافتا إلى أهمية استمرار الرباط في العشر الآواخر من رمضان.

ولفت بكيرات في تصريح صحفي إلى أنَّ تراجع أعداد المقتحمين المتطرفين في أيام عيد الفصح اليهودي، يعود لوجود المعتكفين في باحات المسجد وثباتهم، رغم اعتداءات الاحتلال وقمعه المتكرّر لهم.

ولفت إلى أن فتح الجبهات الداخلية لم يكن متوقعاً للاحتلال، وهو سبب مهم في دفع الجماعات الاستيطانية، للتراجع عن الاقتحامات المقرَّرة للمسجد الأقصى.

وذكر أنه لولا حماية شرطة الاحتلال لما تجرَّأ المستوطنون على الاقتحامات، منوّهاً إلى أن الخلاف الداخلي في منظومة الاحتلال، ساهم في تقليل أعداد المقتحمين للأقصى.

بدوره يؤكد الخبير في شؤون القدس جمال عمرو أنه يجب التفريق بين اقتحام الأقصى الذي يقوم به متطرفون، وبين اقتحام حائط البراق الذي يقوم به متدينون يهود، لافتا إلى أن عدد المتطرفين المصلين عند حائط البراق بمناسبة ما يسمى عيد الفصح قد قل للنصف فعليا.

وأرجع عمرو في مقابلة خاصة ب(الرسالة) أسباب التراجع إلى الخوف من زحف المعتكفين والعمليات الداخلية التي أرعبتهم.

وأوضح أن المقتحمين للأقصى لم يكونوا يوما من المتدينين، بل هم مجموعات منظمة يعمل أفرادها كموظفين ينفذون الأوامر التي تصدر، مبينا أن المجموعات لها ميزانية ورواتب تدفع لكل مقتحم.

 وقال عمرو: "لديهم أموال كثيرة جدا حيث تتدفق عليهم من منظمات إرهابية صهيونية عالمية وبها يقتحمون الأقصى، ولم يكن يوما دافعهم دينيا.

هذا التراجع الواضح لاقتحامات من يقولون عن أنفسهم أنهم متدينون وهدفهم الصعود إلى ما يسمونه جبل الهيكل سببه الخوف كما يرى عمرو، موضحا أن عيد الفصح احتفالية دينية لا تتم إلا عندما يشعرون بأعلى درجات الطمأنينة، وهذا يدل على أنهم لم يعودوا يشعرون بها.

وأضاف: "مع أن المصلين مُنعوا من الزحف وأغلقت كل المداخل في وجه المصلين والمعتكفين القادمين من الضفة والداخل، وقد صلوا عند الأبواب إلا أنهم شكلوا رعبا للمستوطنين".

وبدوره يقول المباحث زياد ابحيص: كان سقف جماعات الهيكل الذي طلبته من بن جفير أن يمنع المسلمين من دخول المسجد الأقصى في "عيد الفصح" العبري، وكان سقف حكومة الاحتلال وشرطتها أن تمنع الاعتكاف وتخلي ساحة الأقصى للمقتحمين بأي ثمن وأن لا يسمح بأي حضور إسلامي في وجودهم.

وأضاف: "كل هذا تبدد اليوم، بفرض الاعتكاف رغم أنف المحتل بمعادلة من الرباط الشعبي الذي تسنده أربع جبهات مقاومة وتفاعل شعبي عبر الأمة العربية والإسلامية."

وذكر ابحيص أن جماعات الهيكل ستلجأ للعبة العدد لتقول إنها حققت إنجازاً ما، مبينا أنها تبالغ في الأعداد من خلال تكرار اقتحام المجموعات ذاتها، لكن حتى هذا الوهم يمكن تبديده إذا ما تعزز الرباط والاعتكاف.

وأكد أن الحشد قادر إذا ما تعزز على أن يكسر استفراد المقتحمين بالجهة الشرقية من الأقصى، بل وأن يمنع الاقتحام وليس فقط أن ينغصه.

البث المباشر