قائد الطوفان قائد الطوفان

تسريبات البنتاغون تفضح الوظيفة الحقيقية لسلطة عباس

الرسالة نت-غزة

لم يعد هناك شك لدى المراقب لأداء سلطة محمود عباس، أنها تمارس مهمة وظيفية محددة، تتلخص في التعاون الأمني مع الاحتلال الصهيوني، لضمان ملاحقة أية حالة مقاومة والقضاء عليها.

هذا ما أكدته الوثائق المسربة من البنتاغون الأمريكي، التي كشفت أن اجتماعًا عقد في الخارجية الأردنية قبل يوم من اجتماع العقبة الأمني، بحث ضرورة تدخل الأردن لمنع انهيار السلطة الفلسطينية، بحسب ما نقلت صحيفة "جوردن نيوز".

وجاء في الوثيقة، أن الاحتلال (الإسرائيلي) سعى أيضًا إلى تجنب انهيار السلطة، والذي سيؤثر سلبا على مواجهة حالة الثورة والمقاومة المتنامية في الضفة.

وذكرت إحدى الوثائق المسربة أن لقاء عقد بين وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي وأمين عام وزارة الخارجية لينا الحديد، حيث بحثا المؤتمر (الإسرائيلي) الفلسطيني في العقبة، والذي كان مقررا في اليوم التالي في ذلك الوقت.

وبحسب الوثيقة، قال الصفدي للحديد إن الحكومة الأردنية تحملت الكثير محلياً من أجل ترتيب قمة العقبة وسط العمليات العسكرية (الإسرائيلية) في الضفة الغربية، لكن الأردن ليس لديه خيار آخر لمنع المزيد من التصعيد والانهيار المحتمل للسلطة الفلسطينية.

وكشفت الوثيقة أيضا أن التدخل الأردني كان يجب أن يحدث قبل حلول شهر رمضان، وأن الاحتلال (الإسرائيلي) سعى إلى تجنب انهيار السلطة.

الوثائق الأمريكية الأمنيّة التي سرّبت عبر مواقع التواصل خلال الأيام الماضية، التي أعلنت وزارتا الدفاع (البنتاغون) والعدل الأميركيتين فتح تحقيق داخلي بشأنها، كشفت أن السلطة الفلسطينية حافظت على التعاون الأمني مع الاحتلال خلال الفترة التي أعلنت فيها وقفه.

ووفقًا لموقع الصحافة الاستقصائية Bellingcat ، تم تسريب صور عشرات من وثائق المخابرات الأمريكية حول أوروبا وآسيا والشرق الأوسط الشهر الماضي إلى موقع Discord ، وهو موقع شهير لعشاق ألعاب الفيديو.

وتضمّنت إحدى الوثائق الأميركية قراءة أمنية للوضع في الضفة الغربية بعد قمة العقبة، والتي رافقتها عملية استشهادية في حوّارة، ثم هجمة ليليّة للمستوطنين بالأسلحة النارية والعصي والعبوات الحارقة.

وتنصّ الوثيقة بشكل واضح على أن "العمليات (الإسرائيلية) والفلسطينية لتحديد مكان المقاومين الفلسطينيين لا تزال مستمرّة"، على عكس ما ظلّ يؤكده مسؤولون في السلطة حتى ذلك الحين".

وتتوقّع الوثيقة الأمنية الأميركية أن "تتفاقم الاضطرابات في الضفة"، وأن تستمرّ العمليات الفلسطينية وهجمات المستوطنين، "ومن شأن ذلك أن يدفع (إسرائيل) للتخلي عن اتفاق العقبة"، مع ملاحظة أن التقرير الاستخباري الأميركي يعرّف (إسرائيل) ضمنًا باسم "القدس"، وهو اصطلاح غير مألوف في اللغة الدبلوماسية الرسمية، رغم أن إدارة الرئيس جو بايدن لم تغيّر موقفها من القدس عمّا انتهت إليه إدارة سلفه دونالد ترامب.

وقبل نحو شهر من ذلك التاريخ، كانت السلطة قد أعلنت وقف التعاون الأمني مع الاحتلال، عقب المجزرة التي اقترفها في 26 يناير/كانون الثاني في جنين وأسفرت عن استشهاد 10 فلسطينيين؛ ولم تعلن عن عودة الاتصالات في هذا الاتجاه.

وكان تقرير لصحيفة "هآرتس" قد أكد، في وقت قريب من ذلك التاريخ، أن التعاون الأمني بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية وسلطات الاحتلال ما زال متواصلًا، وأشار إلى أن محمود عباس اتخذ قراره "لأنه لم يبق أمامه خيار آخر سوى خطوته الاعتيادية بالإعلان عن وقف التنسيق الأمني".

البث المباشر