قال مراسل الجزيرة في السودان إن معارك محتدمة تجري في محيط القصر الرئاسي ومقر القيادة العامة وسط العاصمة السودانية، وذلك بعد تجدد الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع التي تدخل يومها السادس.
وأضاف المراسل أن قوات الدعم السريع تكثف انتشارها بمدينة الخرطوم بحري وفي منطقة حلة حمد المطلة على القصر الرئاسي، في حين تحاول قوات الدعم السريع التصدي لمقاتلات تنفذ طلعات في أجواء مدينة الخرطوم بحري.
وكان المراسل أفاد في وقت سابق باندلاع اشتباكات بين قوات الجيش والدعم السريع في مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان جنوبي السودان.
وقال إن طائرات حربية تحلق في أجواء ولاية الخرطوم مع سماع أصوات إطلاق نار متقطع وسط العاصمة السودانية.
كما أشار المراسل إلى وجود معارك محتدمة في محيط القصر الرئاسي ومقر القيادة العامة وسط العاصمة الخرطوم.
وقطعت الاشتباكات هدنة جديدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، كان الطرفان قد أعلنا موافقتهما عليها لمدة 24 ساعة بدأت منذ السادسة من مساء أمس الأربعاء بالتوقيت المحلي، وذلك وسط دعوات دولية لوقف إطلاق النار وبدء حوار، في وقت تتزايد فيه المخاوف من انهيار النظام الصحي بالسودان.
وقبيل الإعلان عن الهدنة الجديدة، تبادل الطرفان الاتهامات بخرق الهدنة الأولى التي بدأ العمل بها مساء أول أمس الثلاثاء.
وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) تحدثا في وقت سابق اليوم إلى صحيفة "فايننشال تايمز" (Financial Times) حيث قال البرهان إن استئناف عملية الانتقال الديمقراطي في البلاد ممكنة بمجرد هزيمة قوات حميدتي، في حين أكد الأخير أن لدى قواته استعدادات كاملة وساحة المعركة ستحدد كل شيء.
وحمّل البرهان قوات الدعم السريع مسؤولية ما وصفها بـ"أعمال نهب واسعة النطاق في الخرطوم ومنطقة دارفور"، كما قال إن قوات الدعم السريع قتلت موظفين من برنامج الغذاء العالمي وهاجمت قافلة تابعة للسفارة الأميركية.
وقال إن حميدتي كان يسعى للاستيلاء على السلطة، مؤكدا أن جزءا كبيرا من قوات الدعم السريع خرج عن السيطرة.
أما حميدتي فقال للصحيفة من جهته إنه لم يعارض من حيث المبدأ ضم قوات الدعم السريع إلى القوات المسلحة النظامية، مؤكدا أنهم مستعدون لوقف القتال، لكن البرهان غير مستعد لذلك، على حد تعبيره.
كما قال حميدتي إن "قوات البرهان" تتمتع بميزة القوة الجوية بالإضافة إلى المدفعية الثقيلة، لكن قوات الجيش والدعم السريع متساويتان في ساحة المعركة، معتبرا أن البرهان هو المسؤول "عن نشر الخوف بين المواطنين والضيوف والدبلوماسيين في السودان".