قائد الطوفان قائد الطوفان

شهيد و100 معتقل ... هكذا احتفلت أريحا بالعيد

الرسالة نت- رشا فرحات

دخلوا في تمام الثالثة والربع فجرا، أطلقوا النار بكثافة، قبل أن تخرج العائلة لتكتشف أن ابنها ورفاقه غير موجودين في مكان سهرتهم، كانوا يحتفلون بالعيد، لا شيء باق منهم سوى آثار الدماء، أصيب سليمان عايش ورفاقه.

"هكذا قالوا لنا، وأنا شعرت بالارتياح، وأخذت أحدث نفسي: "ابني مصاب فقط وقد اعتقله الجنود مصابا، لم يمت" ولكن الارتباط هاتفنا بعدها بساعتين، أخبرني أنه استشهد، ضناي هدا، بدي حدا يكلمني يرجعلي ابني، ربيته عشرين سنة كان مبارح بيساعد الناس على الحاجز ويوزع عليهم الماء".

هكذا ظهرت حسرة أب في رابع أيام العيد، حيث العيد في عقبة جبر يختلف عن غيره، مخيم أريحا الثائر الذي لم يهدأ منذ بداية العام.

يصف الأب وجعه في جملة واحدة: "صحينا على صوت إطلاق النار" ينحشر الصوت بين الحنجرة ومخارج الكلمات، فلا تخرج الكلمة إلا مخلوطة بدموع الأب، أب جديد من عشرات الآباء الذين يفارقون أبناءهم كل يوم في جنين ونابلس ومخيم عقبة جبر والقدس، دون أن يعملوا حسابا للغد، هل سيأتي بحياة جديدة أم موت جديد؟

اقتحم الجنود منزل أيمن فرح جار العائلة في المخيم حيث كان الشهيد ورفاقه يقضون سهرتهم، وأطلقوا النار مباشرة على الشبان الجالسين ليلا الساهرين دون أي فعل سوى الاحتفال بالعيد، استشهد سليمان عايش، أصيب كل من إبراهيم حبش وحسين أيمن فرح بالإضافة إلى إصابة خفيفة بشظايا.

أعلن محافظ أريحا والأغوار جهاد أبو العسل، عن استشهاد شاب، وإصابة 3 آخرين، فجر الإثنين، خلال اقتحام قوات الاحتلال (الإسرائيلي) لمخيم عقبة جبر بمدينة أريحا، مؤكدا أن الشؤون المدنية أبلغته باستشهاد الشاب سليمان عايش حسين عويض (20 عاما) من المخيم، متأثرا بإصابته بالرصاص الحي.

احتجز الاحتلال جثمان الشهيد وهو ما أكده أيضا مدير مستشفى أريحا الحكومي ناصر عناني، فيما عم الإضراب المخيم حدادا على روح الشهيد.

ويبدو أن مخيم عقبة جبر يصعد بالمدينة إلى مواجهة أكبر حتى غدت أريحا محاصرة منذ بداية العيد، ليعطل الحصار كل مناحي الحياة، التي تحولت إلى وقوف عبر الحواجز لساعات طويلة، لأجل الدخول أو الخروج إلى مدينة القمر، في أهم مواسم العام، حيث موسم الأعياد الأكثر رواجا والأكثر جذبا للسياح من جميع مناطق الضفة والداخل.

الصحافي عادل أبو نعيمة أكد في مقابلة مع (الرسالة) أن الاحتلال عطل موسم السياحة بهذا الحصار، الذي أثر على المزارعين فكبدهم خسائر كبيرة، كما شدد الاحتلال إجراءاته العسكرية على مداخل مدينة أريحا الرئيسية، وفي أطراف المدينة.

 ولفت أبو نعيمة إلى أن الجنود يواصلون تفتيش المركبات وتدقيق البطاقات لساعات طويلة على الحواجز، ما أدى لحدوث أزمات سير، لافتا إلى أن قوات الاحتلال وضعت اليوم مكعبات إسمنتية على مداخل المدينة الرئيسية، لتقييد حركة المواطنين.

واستقبلت أريحا العيد بحصار شديد، ومنذ بداية العام وهي تقدم الشهيد تلو الآخر، ولموقعها الاستراتيجي أصبحت هاجسا مخيفا للاحتلال، فلو تمدد المقاومون في عقبة جبر، سيزيد اشتعال نيرانهم في المنطقة، وهذا ما يجعل الاحتلال يكثف من عمليات الاعتقال منذ بداية العام.

 ووصل عدد المعتقلين في أريحا وحدها إلى مائة أسير بينهم عشرة أطفال، في صورة رسمت ملامح العيد في أريحا، وتحديدا في عقبة جبر.

البث المباشر