قائد الطوفان قائد الطوفان

اشتباكات بالأيدي ومشادات كلامية

رقعة الخلافات في المجتمع (الإسرائيلي) تصل نقطة اللاعودة

الرسالة نت-أحمد أبو قمر

يبدو أن المجتمع (الإسرائيلي) وصل نقطة اللاعودة في الخلافات بين التحالفات والمعسكرات المختلفة، والتي بلغت حد الاشتباك بالأيدي والمشادات الكلامية خلال مراسم إحياء ذكرى الجنود القتلى.

ولعلها المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك في دولة الاحتلال، وهو ما يؤكد على عمق الأزمة التي وصل إليها الكيان.

ووفق مختصين، فإن الفجوة التي خلقتها حكومة اليمين المتطرف عبر قراراتها وجملة من الأحداث السابقة، جعلت المجتمع (الإسرائيلي) أكثر تفككا وخلافا.

**تحديات داخلية وخارجية

المختص في شؤون القدس، إسماعيل المسلماني، أكد أن التشريعات القضائية وما تبعها من مظاهرات في الشوارع يؤكد أن هناك مشاكل عميقة في دولة الكيان.

وقال المسلماني في حديث لـ (الرسالة نت) إن الانقسام بات فكريا واجتماعيا والاحتلال دخل مرحلة من الصعب الرجوع عنها.

وبيّن أن المؤسسة الأمنية والسياسية تتعرض لعملية تآكل على المستوى الداخلي، ولم تتوقف المشكلة عند التحديات الخارجية فقط.

وأضاف: "يبدو أن الحكومة اليمينية المتطرفة رسّخت حالة اللاعودة في الكثير من القضايا التي أبرزت حالة الكراهية والانقسامات بين المعسكرات في دولة الاحتلال.

وأشار المسلماني إلى أنه وللمرة الأولى، "نشاهد في مراسم مهرجانات قتال وشجار بين المستوطنين وهو ما يدلل على الحالة المتردية التي أوصل ايتمار بن غفير الاحتلال إليها".

ولفت إلى أن القادم في المجتمع الصهيوني ينذر بمزيد من الأحداث والمشاكل التي تؤكد عمق الفجوة والخلاف.

وشهدت المقابر العسكرية (الإسرائيلية) توترا بين مؤيدي الحكومة ومعارضيها خلال إحياء ما يسمى ذكرى الجنود القتلى، على خلفية خطة (التعديل القضائي) لإضعاف جهاز القضاء.

وطالب معارضو الحكومة، وخاصة عائلات الجنود القتلى بينهم، بعدم حضور الوزراء وأعضاء الكنيست من الائتلاف إلى المقابر وعدم إلقاء خطابات خلال إحياء الذكرى.

وجرى فرض حراسة أمنية مشددة وغير مألوفة في المقبرة العسكرية في بئر السبع، بسبب حضور وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، إلى المراسم وإلقائه خطابا أثناءها.

وجرت مشادات وتدافع بالأيدي بين مشاركين في المراسم في بئر السبع.

في حين، أكد المختص في الشأن (الإسرائيلي)، أنس أبو عرقوب، أن الجميع يدرك جيدا أن الخلافات والانشقاقات التي وصلت إليها دولة الاحتلال لم يسبقها مثيل.

وقال أبو عرقوب في حديث لـ "الرسالة نت": "الخلاف بين قيادة المشروع الصهيوني حول الرؤية السائدة ومحاولة اليمين المتطرف تحويل الأمور لمصالح شخصية بحتة فجّر هذا الصراع".

وأضاف: "كما أن حالة العنصرية التي يعاني منها اليهود الشرقيون والاستبعاد الذي يعيشونه زاد من هذه المشاكل".

وأشار إلى أن ما حدث يوم أمس من اشتباكات بالأيدي ومشادات كلامية خلال مراسم إحياء ذكرى الجنود القتلى في المقابر العسكرية يجسد مدى تفكك النسيج الاجتماعي لدى الكيان وتمدد رقعة الخلافات ووصولها إلى نقطة اللاعودة.

ولفت أبو عرقوب إلى أن هذا التفكك يتزامن مع ترسيخ وتفعيل معادلة وحدة الساحات التي باتت تشكل كابوسا لدى العدو تقيد حركته وتضعه أمام تعقيدات لا يستهان بها.

البث المباشر