وثقت نشرة “مرصاد” الصادرة عن شبكة معراج المقدسية، هجمة (إسرائيلية) شرسة استهدفت مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك خلال شهر أبريل/ نيسان 2023.
ويحسب "مرصاد" فإن الاحتلال بدأ هذا الشهر بالاعتقالات والإبعادت والأحكام الجائرة بحق المقدسيين، وزاد في غيه من خلال الاعتداء على المعتكفين في المسجد الأقصى، ومحاولة إخراجهم منه بالقوة لتسهيل اقتحامات المستوطنين للمسجد خلال ما يسمى عيد الفصح العبري.. ومن ثم الاعتداء على المسيحيين المحتفلين بـ "سبت النور".
وعمد الاحتلال (الإسرائيلي) خلال شهر أبريل إلى تكثيف انتهاكاته في المسجد الأقصى المبارك لا سيما مع حلول عيد الفصح العبري، حيث أن (5054) مستوطنًا متطرفًا اقتحموا باحات الأقصى، وأدوا طقوسهم التلمودية فيه.
في المقابل، شهد المسجد الأقصى حشود غير مسبوقة من المصلين لا سيما خلال أيام الجمع والفجر العظيم وصلوات التراويح، وذلك رغم العراقيل التي فرضها الاحتلال، وهذا يشير إلى التمسك القوي للمقدسيين بمقدساتهم. كما تصاعدت الدعوات المقدسية لحماية المسجد من اقتحامات المستوطنين والدفاع عنه.
وفي 24 أبريل/ نيسان 2023 استشهد الفدائي المقدسي حاتم أسعد أبو نجمة (39 عاما) من بلدة بيت صفافا جنوب القدس المحتلة، وذلك بعد تنفيذه عملية دهس في شارع يافا بالقدس المحتلة، ما أدى إلى إصابة 8 مستوطنين بجراح متفاوتة الخطورة. فيما بلغت عدد الإصابات نحو 208 إصابات في المدينة المقدسة.
وبحسب "مرصاد"، فإن الاحتلال نفذ (700) حالة اعتقال من القدس، وأصدر (517) قرار أبعاد ومنع سفر.
ورصدت (30) اعتداءً نفذه قطعان المستوطنين بحق أهالي مدينة القدس، بالإضافة إلى (6) مشاريع استيطانية جديدة في مدينة القدس أبريل، لجلب أعداد كبيرة من المستوطنين لإسكانهم فيها.
وخلال نوفمبر، كانت المحاكم جزءا لا يتجزأ من منظومة الاحتلال، من خلال إطلاق عشرات الأحكام الظالمة والغرامات المالية بحقهم، وفرضت محاكم الاحتلال عديد الأحكام الجائرة على المقدسيين، منها (12) حكمًا بالسجن الفعلي، و(74) حكما بدفع غرامات مالية، و(51) حكمًا بالحبس المنزلي، و(7) أحكام بالسجن الإداري.
ووثقت "مرصاد" (66) عملية اقتحام لقرى وبلدات وأحياء مدينة القدس خلال الشهر المنصرم، تخلل معظمها مواجهات بين قوات الاحتلال والشبان المقدسيين.
ورغم أن جرافات الاحتلال لم تنفذ أي عملية هدم في مدينة القدس خلال شهر أبريل/ نيسان 2023؛ إلا أن هناك مخاوف من اشتداد الهجمة خلال الفترة القادمة، لا سيما في ظل توزيع المئات من إخطارات الهدم، خاصة في حي البستان في بلدة سلوان الذي وزع فيه الاحتلال عشرات إنذارات الهدم بحجة البناء دون ترخيص، بالإضافة لاستدعاءات لمقابلة وحدة التحقيق في بلدية الاحتلال بالقدس.
ولم تسلم المسيرة التعليمية في القدس من انتهاكات الاحتلال، إذ لم يتوقف الاحتلال الإسرائيلي عن سياسة استهداف قطاع التعليم في مدينة القدس، بفرض إجراءات عنصرية، وصلت إلى التفتيش في حقائب الطلبة بحثا عن المنهاج الفلسطيني.
وسجلت (115) عملية مقاومة ونقطة مواجهة في القدس، منها (6) عمليات إطلاق نار و(4) عمليات إلقاء زجاجات حارقة و(5) عمليات تصدى للمستوطنين و(76) نقطة مواجهة و(18) عملية إلقاء مفرقعات نارية و(4) عمليات إلقاء عبوات ناسفة، و(2) عملية دهس، وأسفرت هذه العمليات عن إصابة (14) صهيونيا بجراح متفاوتة.
وعلى الرغم من هذه الانتهاكات التي تهدف إلى إشعال الجرب الدينية في القدس، إلا أن مخططات الاحتلال أفشلها صمود المرابطين في أقصاهم، وزحوف الفلسطينيين إليه من كل حدب وصوب، بالإضافة إلى رد المقاومة الذي لم يتوقعه الاحتلال.. حيث أجُبر الاحتلال على التراجع عن مخططاته، ومنع قطعان مستوطنيه من اقتحام المسجد خلال العشر الأواخر من شهر رمضان الفضيل.