قائمة الموقع

كاتب (إسرائيلي): حماس كشفت ضعف حكومة نتنياهو اليمينية

2023-05-06T15:33:00+03:00
القدس المحتلة- الرسالة نت

ذكر الكاتب في صحيفة معاريف العبرية ألون بن دافيد، أن غزة كانت، ولا تزال وعلى ما يبدو ستبقى إلى الأبد، حجر الرُحى، حائط الواقع القاسي، الذي تتحطم عليه الوعود الجوفاء للسياسيين ممن أقسموا بتغيير الواقع في الجنوب.

وأضاف بن دافيد في مقال له بالصحيفة العبرية، أن حماس الفقيرة والعنيدة والمتمردة تلقن كل حكومة في (إسرائيل) درساً في قيود القوة، رئيس وزراء العدو “بنيامين نتنياهو” هو خريج الكثير من مثل هذه الدروس، لكن الدرس هذه المرة أليم على نحو خاص، في غضون أربعة أشهر نجحت حماس في أن تكشف ضعف حكومة اليمين بالكامل، وكذلك حقيقة أن (إسرائيل) الممزقة مردوعة من مواجهة واسعة.

وأوضح أن حماس هي الأخرى غير معنية بمواجهة في غزة، في العام الماضي وقفت حماس جانباً في الوقت الذي خرج فيه جيش الاحتلال إلى عملية تلو الأخرى في الضفة الغربية، وكذا عندما هاجمت (إسرائيل) الجهاد الإسلامي في عملية ما يسمى بزوغ الفجر.

وأشار الكاتب بن دافيد أن حماس، مثلما هو حزب الله وإيران، يرون كيف تُفكك هذه الحكومة أساسات القوة (الإسرائيلية)، تمس بالسند الاستراتيجي الأمريكي وتقضي على الوحدة الداخلية، وهذا يدفعهم جميعاً لأن يتجرأوا على طعننا، انطلاقاً من الفرضية بأن (إسرائيل) في وضعها الحالي ستمتنع عن أي رد يؤدي إلى معركة واسعة.

وتابع "هم محقون: حكومة لا يهمها تعديلات قضائية تقضي على الجهاز القضائي وما تبقى من وحدة الصف، ستجد صعوبة في أن تقود المجتمع الإسرائيلي المنقسم إلى المعركة".

وأكمل "وعليه فخيراً فعل نتنياهو عندما اختار رداً محدوداً في هذا الوقت، ولم يقدنا إلى عملية أخرى عديمة الجدوى في غزة، يحتمل أننا لاحقاً سنجد الوقت والفرصة لأن نتخلص من زعيم آخر لحماس في الفترة القريبة القادمة، لكن هذا أيضاً لن يضمن الهدوء للجنوب".

وتابع "كما كان متوقعاً، فإن عصبة المهرجين من حزب عوتسماه يهوديت في الائتلاف، انطلقت بالصراخ على الرد المحدود، لكن من المؤسف أن نرى أنه انضم إليهم الكثيرين من زملائي، مطالبين بـرد أكثر قسوة، وكأنه فقط إذا ما أنزلنا على غزة عدة أطنان من القنابل فإن الواقع في الجنوب سيتغير".

ولفت إلى أن مقابر القطاع مليئة بنتائج الرد (الإسرائيلي) القاسي الذي لم ينجح في أن يحقق أي ردع، وأرض قطاع غزة الرملية مليئة بالخراب الذي خلفته هناك سلسلة حملات عسكرية عديمة الإنجازات الحقيقية.

وأضاف "نتنياهو يعرف هذا أفضل من الجميع: تحت قيادته خرج الجيش إلى ثلاث عمليات عديمة الجدوى في القطاع، قتلت العشرات من أفضل أبنائه ولم تنجح في أن تضمن الهدوء في الجنوب".

وأوضح أن غزة هي تحدِ أمني لـ (إسرائيل)، لكن مشاكلها الأساسية ليست عسكرية، ولا يمكن حلها بالقنابل والقذائف، قطاع إقليمي ضيق ومكتظ يقطن فيه 2.2 مليون نسمة مع نقص شديد بالمياه، الطاقة والعمل.

وتابع "خلال العامين الأخيرين غير الجيش خططه العملياتية تجاه غزة، واعد جملة متنوعة من الأعمال المركزة بأحجام مختلفة، عرفت كيف تجبي ثمناً أليماً من حماس دون الانجرار إلى بقاء طويل على الأرض، وتعريض القوات لإصابات كثيرة، لكن في الجيش يعرفون بأنه لا يمكن تغيير الواقع الأساسي في القطاع، وضمان هدوء طويلاً للجنوب بخطوة عسكرية".

ولفت بن دافيد إلى أنه منذ عامين و(إسرائيل) تتعاطى مع غزة كمشكلة تكتيكية، مثل مرض عضال يتفجر بين الحين والآخر، وتمتنع عن معالجة جذور هذا المرض.

هذا النهج يحتم على سكان الجنوب بالعيش بين جولة وأخرى مع ظل دائم من التهديد عليهم، لم تحاول أي حكومة في الـ 18 سنة الأخيرة حتى أن تصوغ استراتيجية تسعى إلى تغيير الواقع في غزة وفي الجنوب، والحكومة الحالية بالتأكيد غير قادرة على أن تجري مثل هذا النقاش.

حتى وقت مضى كان ممكناً إدارة التوتر مع غزة بشكل منفصل عن ساحات أخرى.

وبين أنه في الأشهر الأربعة الأخيرة تتوحد كل الساحات ضد (إسرائيل)، وتحولت غزة عرض من أعراض مشكلة أوسع بكثير وأمام الشرخ الداخلي وضعف قيادتنا، ينبغي الافتراض بأن جولات القتال التي شهدناها في الجنوب وفي الشمال ستتكرر، بل وستتعاظم.

وختم "ليس هناك أحد من الجهات التي حولنا معني بمواجهة واسعة، لكنهم جميعهم يتجرءون على أخذ مخاطر أكبر ويزيدون من احتمال التدهور إلى معركة، الحكومة الحالية لا تزال غارقة في جدول أعمال منقطع تماماً عن الواقع الإقليمي، إذا لم تصحُ وتبدأ بالاهتمام بالتحديات الحقيقية التي نقف أمامها فإن الواقع سيجبي منا أثماناً باهظة، أكثر بكثير من تلك التي عرفناها في العقود الأخيرة".

المصدر: ترجمة الهدهد

اخبار ذات صلة