وصفت أطر صحفية، انتخابات نقابة الصحفيين المزمع عقدها الشهر الجاري، بأنها مسرحية هزلية، وتم تفصيلها على مقاس السلطة ومن لفّ لفيفها من بعض القوى الصغيرة التي لا يملك بعضها أساسًا صحفيين يمثلونها في الانتخابات.
جاء ذلك في تصريحات خاصة بـ(الرسالة)، تعليقا على استمرار السلطة في الهيمنة والتفرد بنقابة الصحفيين، والاستيلاء عليها بدون وجه قانوني.
سعود أبو رمضان، رئيس المجلس الإداري بنقابة الصحفيين الفلسطينيين، أكدّ أنّ "ما يحدث في نقابة الصحفيين استكمال للمسرحية الهزلية التي بدأت بعقد المؤتمر الاستثنائي في الضفة وغزة قبل 3 أشهر".
وقال أبو رمضان لـ(الرسالة): "المؤتمر عقد وقتها لذر الرماد بالعيون، واستكمالا لهذه المسرحية تم الإعلان عن فتح باب الترشيح وإجراءات أخرى من قبيل الإعلان عن قائمة المرشحين والمرشحات دون إشراك الكتل الصحفية الأخرى؛ نتيجة اعتراضهم على المسوغات القانونية؛ لإجراء الانتخابات وهذا حقهم في الاعتراض ووقف هذه المسرحية".
وأوضح أبو رمضان أنّ هذا النوع من الانتخابات يعتمد في الأساس على مبدأ المحاصصة الحزبية، وحرمان عشرات الزميلات والزملاء في ممارسة حقهم في الترشح والانتخاب، خاصة جيل الشباب الذين يعملون في حقول الاعلام المختلفة، وتنطبق عليهم شروط العضوية ولم يتسنى لهم الانتساب لأسباب لا يريد البعض لهذه النقابة أن تخدم كافة قطاعات الإعلاميين والاعلاميات، تبعا لقوله.
وأضاف: "أتمنى على كل العقلاء من زملائنا أن يرفعوا صوتهم عاليا وأن يوقفوا هذه المهزلة".
ولفت أبو رمضان إلى أنه ومنذ عقد المؤتمر الاستثنائي، تم تعديل بعض النصوص لتتوائم مع رجوع وجوه قديمة من مجلس النقابة، عبر تشكيل قائمة تجمع فصائل منظمة التحرير الصغيرة والكبيرة، وفصائل أخرى لا وجود لها، بل بعضها لا يوجد لديه ممثل يعمل في مهنة الصحافة.
وبيّن أنه بفعل المحاصصة وضعت أسماء في القائمة، وكأنها كعكة كل جهة تريد الحصول على حصة منها.
ودعا أبو رمضان لضرورة العمل على وقف المهزلة بكل الطرق النقابية والقانونية المناسبة والدعوة لعقد لقاء عاجل، يجمع كافة ممثلي الكتل والأطر الصحفية والمستقلين والعمل على تشكيل أمانة عامة مؤقتة لفترة زمنية لا تتجاوز 3 أشهر، تمثل الكل الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية كافة.
وأشار إلى أنه يناط بهذه الأمانة غربلة العضويات الموجودة، ومنح الفرصة لجيل الشباب؛ لممارسة حقهم الطبيعي والاتفاق على موعد إجراء انتخابات حرة ونزيهة يشارك فيها الجميع تنتخب مجلس إداري ونقابة عامة تقود الصحفيين لبر الأمان.
نسخة مشوهة!
من جهته، أكدّ صالح المصري رئيس لجنة دعم الحريات في قطاع غزة، أن انتخابات نقابة الصحفيين الشهر الجاري لن تكون إلا نسخة مشوهة عن الجسم المتنفذ في النقابة الحالية، وهو معروف ذات لون سياسي واحد الذي لا يمثل المجموع الصحفي.
وقال المصري في تصريح خاص بـ(الرسالة) أن مطالب الحراك النقابي للصحفيين في غزة واضح وصريح، وهو إصلاح نقابة الصحفيين وملف العضوية وإجراء انتخابات بشكل مهني وقانوني ويشارك فيها كل الصحفيين الفلسطينيين دون استثناء.
وحذر أن إعادة الموجودين من الفئة المتنفذة في النقابة والمحاصصة الفصائلية العقيمة، هي وصفة للفشل، قائلاً "مسرحية الانتخابات نعتبرها عملية هزلية ترسخ الحزبية والهيمنة؛ للحفاظ على مصالح البعض".
وشددّ على ضرورة أن النقابة يجب أن تكون بيتا لكل الصحفيين، وليس للمتنفذين الآن في النقابة.
ودعا المصري كل المؤسسات الحقوقية التي استعدت للرقابة على هذه المهزلة، ألا تشارك في هذه المسرحية التي تديرها الأجهزة الأمنية في رام الله.
وطالب بإصلاح ملف نقابة الصحفيين وإجراء انتخابات بشكل مهني وقانوني يشارك فيه كل الصحفيين.
من جانبه، قال عماد زقوت رئيس كتلة الصحفي الفلسطيني "تُجري السلطة الانتخابات المقبلة التي سميناها بالمسرحية والمهزلة، والتي تسيء للبيت الصحفي الفلسطيني.
وأوضح أن الانتخابات ستكون على مقاس السلطة ووفق أهوائها، وكنا قد حذرنا ككتل صحفية من هذه الانتخابات بعد انقطاع عشر سنوات من العملية الانتخابية في نقابة الصحفيين.
وأكدّ زقوت في تصريح خاص بـ(الرسالة): أن "الانتخابات المقبلة ستكون على مقاس السلطة ومن لفّ لفيفها وهناك إقصاء لعدد كبير من الصحفيين والكتل الصحفية، وستعيد تكرار التجارب السابقة عبر انتخابات لن تفرز مجلس للكل الصحفي الفلسطيني".
ونبه إلى أنه بهذه الانتخابات، فلن تكون النقابة للصحفيين الفلسطينيين، وككتل صحفية نرفض هذه المهزلة، وقد أعلنا بشكل واضح وصريح مقاطعتنا للانتخابات.
وأكد وجود وقفات دعت لها الكتل الصحفية اليوم الأحد، رفضا لمسار هذه الانتخابات الهزلية.