قائمة الموقع

لماذا الردُ الموحدُ حتميٌ؟

2023-05-10T13:32:00+03:00
م. طارق وليد النجار.jpg
   طارق وليد النجار

نجحَ الاحتلالُ بتصويرِ غزةَ على أنها بقعة من الأرض تسيطر عليها فصائل متشددة ومسلحة بل ومتنازعة أحيانا، وتسعى جميعها لإزالتها من الوجود؛ فأضحت غزة توسم بهذه الصورة في مقابل "إسرائيل" الديمقراطية ذات المبادئ المشتركة مع الغرب؛ وعلاوة على ذلك تجتهد "إسرائيل" في دق الأسافين في قيادة التنظيمات في غزة بين الحين والأخر؛ وكذلك محاولة ابعاد غزة عن باقي الساحات الفلسطينية.

كَسَرَ الشعبُ الفلسطيني هذه الصورة من خلال معركة سيف القدس في 18 مايو/أيار 2021، فقد قام الفلسطينيون في سائر المدن والقرى في الداخل المحتل والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة بإغلاق مكاتبهم ومتاجرهم ومطاعمهم ومدارسهم وهجروا مواقع الإنشاءات، ورفضوا الذهاب إلى أعمالهم طوال اليوم، وتحدُّوا واقع تجزئة الأراضي والعزل.

غَيَّرَتْ هذه المعركة صورة غزة المرسومة سلفا لها؛ وباتت من يومها الجزء المهم من الوطن الذي ينتصر للقدس والمقدسات وهي مع كل فئات الشعب الفلسطيني بجميع أماكن تواجده؛ فحاولت "إسرائيل" أكثر من مرة بإعادة غزة إلى قمقمها وإعادة صورتها الأولى للأذهان الفلسطينية والعربية والدولية؛ عبر سيل من التهديدات لقادة غزة وإبعادهم عن أحداث الضفة الغربية؛ وكذلك بالتصريحات المتتابعة التي تحذر حماس من الاشتراك في الرد على اغتيال قادة الجهاد الإسلامي الثلاثة؛ فـ"إسرائيل" تريد غزة معزولة عن فلسطين ومقسمة داخليا.

هناك حالة فلسطينية عامة تطالب المقاومة بالرد؛ وهذا مطلب مشروع؛ ولكن طبيعة الرد يجب أن تحافظ على مكتسبات معركة سيف القدس ولا تبددها؛ بحيث يشترك في الرد كل فئات الشعب الفلسطيني في داخل فلسطين وخارجها؛ وهذه مهمة ليست سهلة مقارنة بضرب عشرات الصواريخ من غزة؛ خاصة وأن أمام المقاومة سبعة أيام قبل "مسيرة الأعلام" التي كانت سببا في معركة سيف القدس؛ وهي أيام لن يستطيع المحتل تمريرها ومستوطنيه في الملاجئ ينتظرون الرد.

خلاصة ما سبق أننا أمام أيام عصيبة تحتاج فيها المقاومة إلى تثبيت الخطوط العريضة لهذا الصراع؛ بأنَّ فلسطين وحدة واحدة؛ وشعبها موحد خلف المقاومة المبصرة؛ وأن القدس مفجرة الصراع؛ ودماء القادة ترسم الطريق وتؤكد خطوطه العريضة.

اخبار ذات صلة