قائد الطوفان قائد الطوفان

قصفها أسهل من شربة ماء

(تل أبيب).. سيادة مفقودة وردع مفضوح أمام ضربات المقاومة

الرسالة نت-غزة

قبل الرابع عشر من نوفمبر عام 2012، كان ضربا من الخيال أو الجنون أن تُقصف "تل أبيب" العاصمة السياسية للكيان الصهيوني الغاصب، والتي طالما نسج العدو حولها أساطير السيادة والقوة الوهمية لكيانه المزعوم.

صورة نمطية شكلتها الدعاية الصهيونية في الأذهان العربية التي رأت في "تل أبيب" القوة التي لا تُقهر، لكن هذه الصورة لم تبقَ أسيرة إلا لدى رعاة مشاريع التطبيع مع الاحتلال وتدجينه في المنطقة؛ فأسقطتها المقاومة الفلسطينية في معركة حجارة السجيل في نوفمبر 2012، حينما قصفت "تل أبيب" لأول مرة في تاريخ الصراع مع الاحتلال الصهيوني.

وخلال معركة سيف القدس في مايو 2021م والتي توافق اليوم ذكراها الثانية، جعلت كتائب القسام "تل أبيب" كمستوطنات غلاف غزة وأدخلتها تحت وطأة صواريخها، ونسفت ما تبقى من أسطورة مزعومة وسيادة شكلية للاحتلال على "تل أبيب".

كما جعلت المقاومة الفلسطينية خلال معركة سيف القدس من "تل أبيب" أول الخيارات في الرد على أي جريمة، فبعد استهداف أول برج سكني في غزة خلال المعركة قصفت كتائب القسام "تل أبيب" بـ 130 صاروخاً وهي أكبر رشقة صاروخية تتعرض لها "تل أبيب" في تاريخها.

قواعد اشتباك جديدة

نجحت المقاومة في فرض معادلاتها على الاحتلال الصهيوني، ففي معركة حجارة السجيل لم يمض سوى ساعات على اغتيال العدو الصهيوني قائد أركان المقاومة الشهيد أحمد الجعبري في الرابع عشر من نوفمبر 2012، حتى دكت المقاومة "تل أبيب" بصواريخها.

شكل قصف "تل أبيب" نقطة تحول في المواجهة والمعركة المفتوحة مع الاحتلال الصهيوني، وتمكنت المقاومة من تغيير قواعد الاشتباك وفرض معادلات جديدة لا يسمح للعدو بتجاوزها.

سقطت مظاهر الردع والرعب أمام صمود وقوة المقاومة والشعب الفلسطيني، وانتقلت مظاهر الرعب والردع إلى داخل المجتمع الصهيوني عندما ضربت المقاومة عمق الكيان الصهيوني.

وخلال المعركة، كشفت كتائب القسام عن تطويرها صاروخًا محليَّ الصنع، أطلقت عليه M75، و"M" ترمز إلى الشهيد القائد إبراهيم المقادمة، "75" ترمز إلى مدى الصاروخ، والذي قصفت به "تل أبيب" والقدس المحتلة.

فشل الاحتلال في توقع رد المقاومة الفلسطينية على اغتيال الجعبري، ومعرفة مدى تطور قدراتها الصاروخية لتصبح "تل أبيب" في مرمى نيران المقاومة.

فرض المعادلات

وبعد قصف "تل أبيب"، ومع كل معركة تخوضها المقاومة الفلسطينية أصبحت "تل أبيب" عاصمة السيادة المزعومة للكيان الصهيوني تحت وطأة صواريخ المقاومة، وخلال معركة العصف المأكول 2014، كانت "تل أبيب" من جديد في دائرة الاستهداف، إذ أعلنت كتائب القسام عن قصفها بصواريخ من طراز J80 "محلية الصنع" الذي أسمته تيمنا بالشهيد القائد أحمد الجعبري، وتحدت العدو من اعتراض هذا الجيل من الصواريخ.

وفي فرض معادلة جديدة، حيث حددت كتائب القسام الساعة التاسعة مساءً موعداً لقصف "تل أبيب" وتحدت الاحتلال من اعتراض صواريخها، ودعت في الوقت ذاته وسائل الإعلام إلى رصد صواريخها في سماء "تل أبيب".

وعند الساعة التاسعة مساءً انهمرت صواريخ القسام على "تل أبيب" أمام بث شاشات التلفاز دون أن تتمكن منظومات الاحتلال من اعتراضها، لتتضح حجم المعادلة التي سطرتها المقاومة والفشل الكبير الذي مُني بها الاحتلال.

مراكمة القوة

عملت المقاومة بعد معركة العصف المأكول على مراكمة قوتها وتطوير قدارتها القتالية التي شهدت قفزة نوعية في الأداء متقدمة خطوة إضافية في الصراع مع العدو عبر تثبيت قواعد اشتباك جديدة على طريق التحرير والعودة.

وخلال جولات المواجهة مع العدو عام 2019، أكدت القسام معادلتها بأن مدن العمق الصهيوني ستبقى تحت نيرانها ما دام الاحتلال يواصل جرائمه وانتهاكاته ضد شعبنا، فقصفت مدينة "هشارون" شمال "تل أبيب" بعدة صواريخ.

وفي مايو 2021 وخلال معركة سيف القدس التي خاضتها المقاومة انتصاراً للقدس والمسجد الأقصى المبارك، كان "لتل أبيب" النصيب الأكبر من الضربات، فبعد أقل من ساعتين من استهداف أول برج سكني في غزة وجهت كتائب القسام أكبر ضربة صاروخية ثقيلة تتعرض لها تل أبيب في تاريخ الصراع، فقصفت المدينة وضواحيها بـ 130 صاروخا.

وخلال هذ الاستهداف، الذي سبقه تحذير المقاومة للاحتلال بأن أي استهداف للأبراج سيكون الرد قصف "تل أبيب"، ثبتت كتائب القسام معادلة جديدة وهي القصف بالقصف، وتوعدت بالرد باستهداف تل أبيب على ارتكاب الاحتلال أي حماقة أو استهداف أي منزل سكني في غزة.

وخلال معركة ثأر الأحرار والتي خاضتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة رداً على اغتيال قادة سرايا القدس طارق عز الدين وخليل البهتيني وجهاد غنام، كانت تل أبيب فاتحة رد المقاومة على اغتيال القادة الأبطال.

ففي العاشر من مايو 2023 قصف الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة تل أبيب بعشرات الصواريخ الثقيلة جزء من ردها على اغتيال الاحتلال لقادة سرايا القدس وعدوانه على شعبنا.

ضربت المقاومة الفلسطينية المنظومة الأمنية الصهيونية في مقتل، فلم يعد الاحتلال في مأمن في مدن العمق ذات الأهمية السياسية والاقتصادية الكبيرة بالنسبة للاحتلال.

وخلال معركة سيف القدس أثبتت مجددا كتائب القسام قدرتها على إذلال "تل أبيب" وقادة الاحتلال حين أعلنت وبأمر من القائد العام محمد الضيف فرض حظر التجوال على سكان تل أبيب، وجعلتهم يقفون على رجل واحدة بانتظار رد القسام المزلزل.

أثبتت المقاومة أنها ند للاحتلال، وقادرة على طرده من أرضنا عبر فرضها للكثير من المعادلات الصعبة، فالتاريخ سجل ولأول مرة في صراعنا مع العدو الصهيوني وفي ثلاث معارك مختلفة تمكن المقاومة من قصف "تل أبيب" وتدمير نظرية أمن العمق الصهيوني التي طالما تغنى بها الاحتلال، ليصبح قرار قصف "تل أبيب" أسهل على المقاومة من شربة الماء.

 

المصدر: حركة حماس

البث المباشر