قائد الطوفان قائد الطوفان

بقصف المنازل.. الاحتلال يحاول الضغط على المقاومة لإنهاء التصعيد

الرسالة نت-محمد عطا الله

من الواضح أن جيش الاحتلال (الإسرائيلي) وقيادته المرتبكة تحاول الضغط على قوى المقاومة ‏في قطاع غزة من أجل إنهاء التصعيد بأقرب وقت ممكن بعد جريمة استهداف قادة المقاومة في ‏عدوان جديد على القطاع. ‏

وبعد مرور ما يزيد عن 72 ساعة من العدوان واعتقاد الاحتلال بأنه حقق أهدافه من التصعيد، ‏واستمرار الاتصالات من الوسطاء الدوليين والأمميين من أجل استعادة الهدوء، ذهب الاحتلال ‏وقيادته إلى سياسة قصف المنازل. ‏

ويأتي ذلك عقب تمسك المقاومة بشروطها في ضرورة إلزام الاحتلال بعدم العودة لسياسة ‏الاغتيالات مجددا وتقديم ضمانات لذلك، فيما تحاول قيادة الاحتلال كعادتها المراوغة والتهرب من ‏أي التزام يمكن أن تفرضه المقاومة عليها. ‏

وفي وقت سابق، من ليلة أمس الأربعاء قصفت الطائرات الحربية (الإسرائيلية) منزلًا في مدينة ‏خانيونس، وآخر في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، دون الإبلاغ عن وقوع إصابات. ‏

وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن طائرات الاحتلال استهدفت منزلًا يعود لعائلة الآغا في مدينة ‏خانيونس، ومنزلا لعائلة المصري، كما استهدفت منزلا مهجورا جنوب القطاع، بالإضافة إلى شقة ‏سكنية في مدينة حمد بخان يونس واغتيال القيادي في سرايا القدس على غالي.

وكانت حركة الجهاد الإسلامي حذّرت، في بيان لها، الاحتلال (الإسرائيلي) وقيادته من سياسة ‏قصف المنازل في قطاع غزة. ‏

وقالت الحركة إنه في حال واصل الاحتلال قصف المنازل في غزة "فسيتم مقابلها تكثيف قصف ‏تل أبيب والعمق (الإسرائيلي)".‏

ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي الدكتور أيمن الرفاتي أن استهداف المنازل أسلوب قديم استخدمه ‏الاحتلال مع حركة حماس في حرب 2014 وقد فشل في جعل الحركة ترضخ له. ‏

ويضيف الرفاتي في حديثه لـ(الرسالة) أن الاحتلال استخدم هذه السياسة أيضا في معركة سيف ‏القدس عبر قصف الأبراج، فقابلته المقاومة بمعادلة قصف (تل أبيب) بمئات الصواريخ مقابل كل ‏برج وهو ما دفعه لوقفها في منتصف المعركة. ‏

ويوضح أن دولة الاحتلال تعتبر قصف المنازل أحد أوراق الضغط ضد الفصائل الفلسطينية عبر ‏المساس بالحاضنة الشعبية لها، وجعل ثمن المواجهة مكلفة عليها، حيث تهدف هذه السياسة ‏لتشريد المدنيين بما يشكل ضغطاً على الفصائل خلال المعركة وبعدها لإعادة بناء المنازل ‏المهمة. ‏

ويشير الرفاتي إلى أن جيش الاحتلال يسعى لكي الوعي لدى الحاضنة الشعبية، عبر المساس ‏بها وبأهم مكونات الاستقرار لديهم، كي لا تقدم المساعدة مستقبلاً لعناصر المقاومة. ‏

ويشدد على أن الأهم في الموضوع أن ذهاب نتنياهو لسياسة قصف المنازل والضغط على ‏المقاومة بهذه الوسيلة يأتي نتيجة استعجاله لإنهاء الجولة وخشيته من تأثيرات القصف على مدن ‏المركز ومساسها بالجبهة الداخلية. ‏

ويتفق الكاتب والمختص في الشأن (الإسرائيلي) علاء الريماوي مع سابقه، مبينا أن العودة لهذه ‏السياسة يعكس فشل الاحتلال وذهابه للضغط على المواطنين المدنيين من أجل إحراج المقاومة ‏ودفعها لوقف التصعيد. ‏

ويضيف الريماوي أن الاحتلال عندما يفلس يذهب باتجاه استهداف منازل المواطنين كما جرى ‏على مدار المعارك السابقة، وهي صورة باتت مقترنة بالاحتلال وهو ما يعكس فشله في تحقيق ‏أهداف العملية العسكرية وفقدانه القدرة على وقفها.  ‏

في نهاية المطاف يمكن القول إن هذه السياسة العقيمة التي يلجأ لها الاحتلال لا يمكن أن تثني ‏شعبنا الفلسطيني ومقاومته عن مواصلة الطريق أو تجبره على الاستجابة لإملاءات قيادة ‏الاحتلال.‏

البث المباشر