تفاجأ الاحتلال من التكتيك الجديد للمقاومة الفلسطينية في إدارة المعركة الجارية حاليا، عبر استخدام أسلوب الصمت في بداية المعركة مرورا بالاستنزاف والقصف على فترات.
وأكدت المقاومة متمثلة بغرفة العمليات المشتركة، عبر هذه المعركة أنه لا خطوط حمراء بعد قصفها لتل أبيب والقدس المحتلتين.
وتدرك (إسرائيل) جيدا أنها تلقت صفعة قوية عبر فشلها في الاستفراد بتنظيم معين، وهو ما كانت تخطط له منذ البداية.
** التعامل بحكمة
بدوره، أكد الخبير في الشأن الأمني، محمد أبو هربيد، أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، يتطلع لتحقيق مكاسب داخلية للتفوق على معارضيه، "وهو ما دفعه لتوجيه ضربة لقطاع غزة".
وقال أبو هربيد في حديث لـ (الرسالة نت): "(إسرائيل) تدرك جيدا أن هناك تراجعا كبيرا فيما يتعلق بقوة الردع وهو ما يدفعها لفعل أي شيء من أجل ترميم صورة الردع عبر جولات تصعيد سريعة".
وأشار إلى أن الاحتلال يتطلع إلى الاستفراد بأحد الفصائل دون غيره، لإحداث شرخ بين مكونات الشعب، "ولكن غرفة العمليات المشتركة أدارت المعركة بحكمة".
وأضاف: "ما كان يحرص نتنياهو عليه هو عدم دخول كتائب القسام إلى ساحة المعركة، وبالتالي كان لا بد من الدخول بطريقة الخداع عبر الغرفة المشتركة".
ولفت إلى أن المقاومة اتخذت إجراءات غير متوقعة، أولها الهدوء دون رد فعل سريع وهو ما يحيّر (إسرائيل) التي أصبحت تتوسل الرد.
وبيّن أن الرد الذي جاء بعد 30 ساعة، كان صادما وضرب تل أبيب والقدس المحتلة، "مما دفع (بإسرائيل) لاستعجال وقف إطلاق النار وبالتالي يبدو أن الهدنة ستكون في الساعات القليلة المقبلة".
وأوضح أبو هربيد أن نتنياهو سيحاول عدم استفزاز الفلسطينيين في "مسيرة الأعلام" نهاية الأسبوع الجاري، "فلا يمكن (لإسرائيل) الدخول في جولة جديدة هذه الأيام".
وأوصى رئيس أركان جيش الاحتلال "هرتسي هليفي"، ورئيس "الشاباك" "رونين بار"، في تقييمهما للوضع مع رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو بالسعي لإنهاء العملية العسكرية في قطاع غزة، في ضوء حقيقة أنه تم استنفاد معظم أهدافها، وذلك بحسب القناة 12.
وكان رئيس جهاز "الشاباك" أكثر حزما، وأوصى نتنياهو بتجنب الهجمات الاستباقية باستثناء إحباط إطلاق الصواريخ على دولة الاحتلال، فيما وافق هذا المقترح رأي رئيس أركان العدو.
ويشار إلى أن العدوان على غزة يدخل يومه الخامس، حيث لا زالت مئات الصواريخ تسقط على مدن جنوب ووسط الكيان، في ظل تزايد جهود الوسطاء للتوصل لوقف إطلاق النار.
ويتفق الخبير في الشأن السياسي والأمني، محمود العجرمي، مع سابقه في أن المقاومة استثمرت قدراتها في التعامل مع الاحتلال، "وتعلمت من أخطاء الماضي واستخدمت تكتيكا جديدا مع الاحتلال".
وقال العجرمي في حديث لـ (الرسالة نت): "تكتيك المقاومة تمثل بالصمت ووحدة الموقف بين فصائل الغرفة المشتركة وهو ما وضع الاحتلال في مأزق وحرج بين مستوطنيه".
وأضاف: "حتى مع بدء الرد بعد قرابة يوم ونصف كانت المفاجأة بإطلاق الصواريخ إلى عمق الكيان، وهو ما زاد من تذمر المستوطنين الذين تساءلوا عن الفائدة من هذه الجولة التي لم تضمن الأمن لسكان تل أبيب والقدس وغيرها".
وأشار العجرمي إلى أن الاحتلال حاول الاستفراد بأحد الفصائل إلا أن الغرفة المشتركة عرفت كيف تتعامل بحكمة وروية دون الانجرار خلف حالة الاحتقان التي حاول الاحتلال استغلالها".