تصادف هذه الأيام الذكرى الثانية لهبة الكرامة التي اندلعت في شهر مايو/ أيار من عام 2021، واعتقلت السلطات (الإسرائيلية) خلالها آلاف الشبان والقاصرين، وأصدرت بحق معظمهم لوائح اتهام، بعضهم حكم بسنوات سجن طويلة، وبعضهم لا يزال ينتظر الحكم حتى الآن.
ومن بين المعتقلين الشاب مصطفى مصري من مدينة عكا، الذي لا يزال يقبع في السجون (الإسرائيلية) دون حكم، حيث أصدرت النيابة العامة (الإسرائيلية) بحقه لائحة اتهام، ولم تصدر المحكمة حكمها حتى الآن.
وتشير والدة الشاب مصري في حديثٍ خاص مع الجرمق إلى أن مصطفى أتم العامين في الاعتقال قبل يومين، مضيفةً، "مصطفى وضعه محزن، شارك في التظاهرات وأصيب ودخل المستشفى واعتقلوه، أطلقوا النار عليه وأخذوه إلى المستشفى، خسر كليته بسبب تلك الرصاصة التي أطلقوها عليه".
وتتابع، "اعتقلوا مصطفى من المستشفى، أخذوه من المستشفى إلى سجن مجدو، تمكنت من زيارته وهو في المستشفى وكان وضعه صعب جدًا، وعندما علمت أنهم قاموا باعتقاله على الفور، قلقت عليه جدًا لأن وضعه الصحي لم يكن جيدا".
وتردف "اليوم وضعه الصحي جيد، وضعه في مجيدو لأشهر، كنت أزوره كل أسبوعين مرة، لكنهم قاموا بنقله إلى سجن ريمون وأبعدوه عني، الزيارات صعبة وبعيدة جدًا، وهو في ريمون أحتاج لـ 4 ساعات في السيارة لأصله، وأنا أعاني من الديسك في ظهري وهذه مسافة طويلة علي".
وتضيف، "أخرج على الـ 2:30 بعد منتصف الليل، حتى أتمكن من زيارته، لكن ما يخفف علي هو أن هناك شاب مع مصطفى من عكا وأذهب مع عائلته لزيارة مصطفى، ولولا ذلك كيف سأذهب إلى مصطفى!".
وتوضح والدة مصطفى أنها لن تجد أحد ليأخذها لزيارة مصطفى لو أن تلك العائلة ليس لديها ابن في السجن مع ابنها، مشيرةً إلى أن الزيارة مرهقة عليها من كل النواحي، النفسية والصحية.
وتقول والدة مصطفى إنها تعيش ألم وحسرة فقدان نجلها الأكبر من مصطفى، ولا تريد أن يعيش مصطفى بعيد عنها أيضًا.
وتردف، "لدي ابن قتل في جريمة وعمره 16 عامًا في عكا، أتذكر التاريخ، 23/10/2010 وكانت الساعة 10:59 دقيقة مساءًا".
وتقول والدة مصطفى إن نجلها يبلغ من العمر 28 عامًا، مشيرةً إلى أنه شاب ككل الشبان في عمره، يطمح للاستقرار وبناء مستقبله، وإتقان عمله، وأنه كان يحلم بالارتباط.
وتردف، "مصطفى لم يكن يحلم أن يخسر كليته ويبقى في السجن، ويحاكم، ابني خسر كليته، خسر جزء من جسده للأسف".
وتضيف، "ما حدث معه أخر عليه أحلامه، لكنني دائمًا أقول كما يقول الكثيرون بأن باب السجن لا يقفل على أحد، وفي النهاية مصطفى سيخرج من السجن وسيحقق أحلامه".
وتوضح والدة مصطفى أن نجلها لم يحكم بعد وأنه لا يزال ينتظر إصدار المحكمة (الإسرائيلية) للحكم، مضيفةً، "هناك محكمة الشهر القادم له، بحسب ما فهمت سيحكم فيها، لا زلنا ننتظر، نحن نخشى من الأحكام العالية".
وتتابع، "حكم أدهم بشير لـ 15 عامًا هو ما يخيفني، في البداية كنت أقول إن الأحكام ستكون خفيفة، لكن بعد إصدار الحكم بحق أدهم بشير، أصبحت أخشى من الحكم على مصطفى".
وتضيف، "أنا فخورة بمصطفى، وبالسبب الذي اعتقل على خلفيته، اعتقل لأنه يدافع عن أرضه وشعبه وقضيته، لم يعتقل على تهمة مخدرات أو قتل أو غيرها".
وتشير والدة مصطفى في حديثها مع الجرمق إلى أن الأحداث التي وقعت في هبة الكرامة كانت متتابعة وسريعة جدًا، وتصف سرعة وقوع الأحداث يقولها: "طبطبت علينا الأحداث، في يوم وليلة وقع كل شيء".
الجرمق