يعيش الفلسطينيون في النقب حتى الآن نكبة مستمرة متمثلة بمحاولات اقتلاعهم وتهجيرهم وترحيلهم من أراضيهم التي سَلبت منها "إسرائيل" ملايين الدونمات، حيث أبقت أقل من 3% فقط للعرب الفلسطينيين في النقب ليعيشوا عليها، في الوقت الذي كانت عشائر النقب الفلسطينية تسكن على نصف مساحة فلسطين.
وقال حسين رفايعة عضو المجلس الإقليمي (للقرى غير المعترف بها في النقب) "نحن نعاني منذ سنوات من عمليات هدم البيوت يوميا، والتي يتعرض لها سكان القرى مسلوبة الاعتراف تحديدًا، هذه جريمة بحد ذاتها، الإنسان له حق أساسي وهو حق المسكن والبيت، وكل شرائع وقوانين العالم تضمن له هذا الحق، إلا أن (إسرائيل) تعتدي على أقدس الحقوق للبشر".
ويتابع، "الاحتلال (الإسرائيلي) يهدم المنازل والبيوت لمضايقة السكان وتهجيرهم من أراضيهم وتركيزهم في مواقع يريدها الاحتلال، لحصر تواجدهم في أقل بقعة من الأرض".
ويضيف "الفلسطينيون كانوا يملكون ملايين الدونمات قبل قيام الكيان، ومنذ إقامته صودرت هذه الدونمات، ورُكز السكان في قرى أقامتها (إسرائيل) حديثًا بعد النكبة، وهي القرى التي نسمع عنها كرهط وكسيفة واللقية وعرعرة، وركز الاحتلال السكان فيها بأعداد كبيرة جدًا، مع أن هؤلاء السكان كانوا يعيشون في النقب الغربي الذي يقع بين مدينة بئر السبع وقطاع غزة، ولكن كل أراضيهم سُلبت منهم".
ويردف، "ما تبقى لنا يقع شرقي مدينة بئر السبع، وهناك تقع المعاناة الكبرى من هدم وملاحقة مواشي البدو ومصدر رزقهم، وعندما نتحدث عن الملاحقة، فهي ملاحقة في كل المجالات، وما تقوم به المؤسسة بحقنا جريمة".
ويوضح رفايعة أن "مساحة النقب وما تملكه عشائر فلسطين وهي 6 عشائر كبرى، 12 مليون و800 ألف دونم، أي ما كان يملكه الفلسطينيين في النقب قبل النكبة، هو نصف مساحة فلسطين، وكل الذين هُجروا، كانوا يسكنون في المنطقة الواقعة بين عراق السودان أي ’كريت جاد’ حاليًا، ومنطقة أم الرشراش، ولكن كل هذه المساحة تمت مصادرتها، وما تبقى للعرب الفلسطينيين 3%، وحكومات الاحتلال المتعاقبة تطاردنا على هذه النسبة التي تبقت في أيدينا، وتصادر وتهدم وتطارد أصحاب المواشي يوميًا، وتطارد الشبان في كل مكان".
ويختتم رفايعة حديثه بالقول، "المعركة مع أهل النقب من كل الجوانب، حيث لا توجد أماكن للعمل إلا في المجمعات اليهودية، عدا عن الخدمات السيئة في القرى غير المعترف بها، حيث لا يوجد مدارس ولا بنية تحتية ولا كهرباء ولا ماء، وكل هذه السياسات هدفها ترحيل النقباوي من أرضه ولكن في المقابل نحن نصّر على الصمود حتى نحصل على حقوقنا".
وبدوره، يقول مُركز المجلس الإقليمي "للقرى غير المعترف بها في النقب" معيقل الهواشلة، "هناك 37 قرية غير معترف بها حتى الآن في النقب، قصة تهجير سكان النقب، تعود إلى عام 1948، عندما هجّرت (إسرائيل) نحو 90% من سكان الجنوب، الذي كان عددهم حوالي 120 ألف نسمة، وتبقى منهم فقط من 10 إلى 12% أي حوالي 12 ألف نسمة".
ويتابع الهواشلة، "الاحتلال أقام منطقة السياج، وأرغم الفلسطيني النقباوي على السكن فيها، فكل أهالي النقب سكنوا في هذه المنطقة شرقي بئر السبع، والآن فلسطينيو النقب يحاولون الصمود والثبات على أرضهم وفي قراهم رغم عدم وجود خدمات، لأن هذه الخدمات مشروطة بالتفاوض على قضية الأرض، الأمر الذي يرفضه السكان".
ويضيف، "هناك مستوطنات كثيرة أقيمت على أرض النقب، فالنقب واسع جدًا، ومساحته تصل إلى 12 مليون و800 ألف دونم، ولكن الاحتلال يُفضل دائمًا إقامة المشاريع العامة لكي تمر من داخل القرى التي يسكنها أهالي النقب، كشارع 6 وسكك القطار أو محطات الكهرباء، وكل هذه الأمور تؤثر سلبًا".
ويردف الهواشلة أنه، "في الآونة الأخيرة دعت لجنة التخطيط والبناء لإقامة 12 مستوطنة (إسرائيلية) على أرض النقب، جزء منها يقع قرب شارع 25 وجزء على شارع 80 وجزء على شارع 31، وكل هذه المستوطنات ستقام على أراضي فلسطينية في الجنوب".
ويضيف الهواشلة، إنه، "رغم هذه التضييقات إلا أن الفلسطيني في النقب ثابت صامد على أرضه ولن يُفرط بها رغم التضييق ومحاولات التهجير والترحيل".
المصدر: الجرمق