هل تمهد مبادرة الشعبية للوصول إلى نقابة صحافيين ديمقراطية؟

غزة – مها شهوان

منذ سنوات طويلة يضع المتنفذين في السلطة نقابة الصحفيين في أزمة كبيرة، لاسيما كثير من الحاصلين على عضويتها هم من أجهزة الأمن أو بعيدين عن العمل الإعلامي، وفي المقابل تضع عراقيل لحصول صحفيين من تنظيمات لا تتبع حركة فتح على العضوية أو الاستفادة من الخدمات التي تقدمها.

محاولات ومبادرات كثيرة وضعتها الأجسام الصحفية المختلفة لتمهيد الطريق حتى الوصول إلى نقابة صحفية مستقلة تكون مظلة للكل الصحفي بمختلف الانتماءات السياسية، لكن ما يجري لا يمت للواقع بشيء.

مؤخرا، دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إلى حوار مسؤول بين الأجسام الصحفية كافة لبحث التباينات القائمة، وبما يقود لاتفاق على عقد مؤتمر خلال فترة يُتفق عليها دون إقصاء لأحد، ويعزز من مكانة ودور النقابة.

وأكدت الجبهة في هذا السياق حرصها على وحدة النقابات والاتحادات الشعبية، وعلى أن تعكس عضويتها تمثيلاً حقيقياً وشاملاً للفئات التي تمثلها، ودون أي إجحاف نتيجةً للانتماء السياسي.

واعتبرت أوساط صحفية، أن مبادرة الشعبية قد تحقق خطوات إيجابية ملموسة لاسيما وأنها جزء من منظومة النقابة الصحافية.

المبادرة ايجابية

يقول محمد ياسين مدير المنتدى الإعلامي في غزة:" ننظر بإيجابية لمبادرة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الداعية لحوار شامل بين الأجسام الصحفية، ونعتبر أن الحوار هو الأساس السليم للوصول بنقابة الصحفيين إلى بر الأمان وبما يضمن توحيد الجسم الصحفي الفلسطيني ويفضي لنقابة مهنية قوية يتلف حولها فرسان الإعلام الفلسطيني".

وأضاف ياسين لـ (الرسالة نت):" نتطلع أن تبادر الجبهة الشعبية لإطلاق مسيرة هذا الحوار ورعايته بأقرب فرصة، ونأمل ألا يتم إهدار فرصة جمع الصف الصحفي وتوحيده وألا يتم تغليب المصالح الشخصية والفئوية على حساب مصالح الصحفيين ووحدتهم".

ومن الضفة الغربية، يرى الصحفي محمد الأطرش أنه في ظل الاحتدام داخل نقابة الصحفيين من المتوقع أن تكون دعوة الجبهة الشعبية للحوار هي من مبادرات الإصلاح كونها جزء من الفصائل الموجودة في النقابة.

وذكر الأطرش لـ(الرسالة نت) أنه يمكن البناء على مبادرة الشعبية وأن تؤسس لمرحلة جديدة كون السابقة عنوانها "التطنيش" والمماطلة من المجلس النقابي الحالي.

وعن أهمية مبادرة الجبهة، أوضح أنها نابعة من تنظيم مهم داخل النقابة، متمنيا أن يلتمس وغيره من الصحافيين خطوات إيجابية من طرح المبادرة تنعكس على الصحفيين، لافتا إلى أن الإشكالية التي يواجهها الصحفيين مع النقابة الحالية ي فكرة الاستفراد والفئوية، لذا بات الصحفيون بحاجة إلى نقابة مهنية تضم الجميع رغم اختلافاتهم الحزبية.

والجدير ذكره أن مبادرة الشعبية شددت على ضرورة تعزيز ديمقراطية النقابات والاتحادات من خلال عقد مؤتمراتها الدورية، وانتخاب قياداتها على مختلف المستويات، وعلى رفض أي محاولات لتعميم الانقسام على النقابات والاتحادات الشعبية، والعمل على أن تكون ميداناً نقيضاً له، وعامل إسناد لجهود إنهائه.

وقالت الشعبية: " في الوقت الذي نؤكد فيه على شرعية نقابة الصحفيين، ندعو إلى حوار مسؤول بين الأجسام الصحفية كافة لبحث التباينات القائمة، وبما يقود لاتفاق على عقد مؤتمر خلال فترة يُتفق عليها دون إقصاء لأحد، ويعزز من مكانة ودور النقابة".

ورغم أن هناك أزمة كبيرة منذ سنوات طويلة في نقابة الصحفيين، إلا أن هناك حراك صحفي كبير في الضفة سيقاطع انتخابات النقابة حال وقوعها خلال أسابيع قليلة، وذلك لأن كواليسها معروفة ولا جديد فيها فقط إعادة إنتاج الموجودين من الفئة المتنفذة في النقابة، والمحاصصة الفصائلية العقيمة تحت شعار ديمقراطية كاذبة.

كما وتم الكشف عن أكثر من 60 شخصًا لا يعملون في الصحافة، بعضهم مفرغون في الأجهزة الأمنية، وآخرون يعملون داخل الخط الأخضر، لكنهم رغم ذلك حصلوا على عضوية في نقابة الصحفيين وأُدرجت أسماؤهم في السجل الانتخابي.

البث المباشر