حرصت حركة فتح في احتفالات الدعاية الانتخابية في جامعتي النجاح وبير زيت تحديدا، على استضافة عوائل من شهداء نابلس وجنين، في محاولة لرد شبهة التنسيق الأمني عن السلطة التي تديرها الحركة.
استضافة فتح لعوائل الشهداء، جاءت في سياق التراجع الرهيب في شعبيتها، ومحاولة لفصل نفسها عن أخطاء السلطة وخطاياها واللعب على وتر الشهداء الذين ارتقوا من أبناء الحركة، متجاهلة اعتقالهم لدى أجهزتها الأمنية وتعرض عدد منهم لمضايقاتها.
ولجأت لدعوة عدد محصور من عوائل الشهداء، ولم تجرؤ على دعوة عوائل أخرى تحديدا ممن نفذوا العمليات الفدائية ضد الاحتلال، فهي التي وجهت دعوات لعدد من أمهات شهداء عرين الأسود، لم توجه ذات الدعوة لعائلة الشهيد عبد الفتاح خروشة منفذ العملية الفدائية في حوّارة.
ورغم محاولة فتح وإعلامها التوظيف والاستغلال لحضور بعض عوائل الشهداء، إلّا أنها لم تنطلي على عدد منهم الذين أوصدوا الباب في وجهها ولم يلبوا دعواتها، كما أنها لم تساعدهم للفوز في جامعة النجاح.
وكشفت مصادر لـ"الرسالة نت" أن فتح حاولت التواصل بكل جهدها لاستضافة عدد من رموز عوائل الشهداء تحديدا من جنين، للمشاركة في مهرجانات جامعة بير زيت، وكانت الإجابة بشكل واضح "لسنا دعاية انتخابية"، رغم محاولتها اظهار عكس ذلك عبر تسليط الضوء على بعض عوائل الشهداء الذين استجابوا لدعوتها.
بدورها، أكدّت أم عبد الرحمن زوجة الشهيد القائد خضر عدنان، أن إرث الشهيد ليس دعاية انتخابية، والكرامة التي أكرمها الله لعوائل الشهداء، تفرض عليهم الترفع عن محاولة توظيفهم كدعاية.
وقالت عدنان في تصريح خاص بـ"الرسالة نت"، "لسنا علاقة تعلق عليها يافطة الحزب، والأصل أن كل فصيل يتباهى بما يقوم به من مقاومة".
وتابع: "دماء الشهداء التي توحدت في الميدان، هي توحدّ ولا تفرقّ، وعوائلهم أكبر من أن يزجوا في أتون دعاية انتخابية تزرع الفرقة والخلاف".
وختمت بالقول: "من يريد المزايدة فعليه أن يدعم المقاومة، ولا يزايد في الدعاية الانتخابية".
من جهتها، قالت والدة الشهيد محمد الجنيدي أحد أبطال عرين الأسود، إنها رفضت تلبية دعوة حضور احتفالات الدعاية الانتخابية، مضيفة: "شعرنا أن هناك حالة استعراض عبر استغلال حضور أمهات الشهداء".
وأضافت الجنيدي لـ"الرسالة نت": "رفضت الدعوة ولم أذهب واعتذرت، وأكدّت أننا لن نكون جدارًا يعلق عليه أحد يافطاته".
وتابعت: "أمهات الشهداء لا يقبلن أن يزج بهن في أتون خلافات وطنية، أو أن يتم استغلالهم كدعاية وإعلان، ولهذا وبكل وضوح رفضت المشاركة".
من جانبه، أكدّ والد الشهيد رائد الدخيل، أنه رفض المشاركة ولم يذهب، قائلا: "ليكن واضحا أن مشاركة بعض عوائل الشهداء لحركة فتح فهم يشاركونها كتنظيم، ولكن قطعا لا يشاركونها كسلطة و(..) وأنا شخصيا لم أحضر ولم أشارك".
وحول نشر الشبيبة الفتحاوية لمقطع مشاركة أـمهات من أبطال كتيبة جنين من سرايا القدس، أكدّ القيادي في حركة الجهاد الإسلامي ماهر الأخرس، رفض حركته بالمطلق استغلال شهداء سرايا القدس أو الحركة في سياق الانتخابات.
وقال الأخرس لـ"الرسالة نت" إن هذه المشاركة لا تعبر عن الموقف الرسمي للحركة، وهي تعود لأشخاص نعتقد عدم حكمة مشاركتهم، وهي غير لائقة.
وشددّ على أن الاختبار الحقيقي لدعم عوائل الشهداء، يكمن في السير على طريقهم وتبني نهجهم وانهاء العلاقة مع الاحتلال وللأبد.
وفازت الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح فوزا وصفه عضو اللجنة المركزية لحركة فتح توفيق الطيراوي بالساحق، كما بدأت، مساء اليوم، الدعاية الانتخابية في جامعة بير زيت.