تحظى انتخابات مجالس الطلبة في الجامعات اهتماما خاصاً في جميع دول العالم، حيث انها تشكل عينة مهمة في المجتمع، تأتي أهميتها في تحديد توجه الطبقة المثقفة في المجتمعات، وتكتسب أهمية أكبر في المجتمع الفلسطيني لوجود الانقسام وغياب الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وتعتبر هذه الانتخابات مؤشر عام على مدى رضا الشارع الفلسطيني عن برنامج التيارات المتنافسة على الساحة الفلسطينية، ولخصوصية الشأن الفلسطيني وتداخل الملف السياسي بالحياة العامة اصبح البرنامج الانتخابي للأطر الطلابية المتنافسة على مجلس الطلبة يغلب عليه الملف السياسي في المناظرات التي تسبق يوم الانتخابات.
حصلت جامعة بيرزيت المقامة في رام الله على المرتبة الثانية بعد جامعة النجاح في التصنيف السنوي للجامعات الفلسطينية، وهي تعتبر منارة للعلم والسياسة، عام 1977 قبلت كأول جامعة فلسطينية في الاتحاد العالمي للجامعات، يشرف على الجامعة مجلس أمناء مستقل، تضم الجامعة 9 كليات و61 نخصص بكالوريوس، اجمالي عدد الطلبة الملتحقين في الجامعة لعام 2023 يصل ل 14,743، تخرج من الجامعة عدد من القيادات الفلسطينية السياسية والعسكرية والتي كان لها دور بارز في الكفاح الفلسطيني في الضفة الغربية مثل الأسير مروان البرغوثي والمهندس الشهيد يحيى عياش.
يتم كل عام انتخاب مجلس الطلبة في جامعة بير زيت، ويتنافس على ال 51 مقعد عدد من الأطر الطلابية أبرزها كتلة الوفاء الإسلامية " الذراع الطلابي لحركة حماس" وكتلة الشهيد ياسر عرفات "الذراع الطلابي لحركة فتح"، والقطب الطلابي الديمقراطي التقدمي "الذراع الطلابي للجبهة الشعبية"، وكانت قد حصدت كتلة الوفاء الإسلامية على أغلبية المقاعد دورة 2022/2023، بينما أعلنت كتلة الوفاء الإسلامية المعتقل السياسي في سجون الأجهزة الأمنية الفلسطينية مصعب اشتية رئيسا فخريا لدورة 2023/2024، كعنوان واضح لبرنامجها الانتخابي "رفض الاعتقال السياسي الذي تمارسه الأجهزة الأمنية للسلطة في الضفة الغربية ضمن مسلسل التنسيق الأمني مع دولة الاحتلال.
أعلنت جامعة بيرزيت مساء يوم الأربعاء الموافق 24/5، نتائج انتخابات مؤتمر مجلس الطلبة للعام 2023-2024، حيث حصلت كتلة الوفاء الإسلامية "الذراع الطلابي لحركة حماس" على25 مقعداً بمجموع 4481صوتاً، فيما حصلت كتلة الشهيد ياسر عرفات "الذراع الطلابي لحركة فتح" على 20 مقعداً بمجموع 3539صوتاً، وحصل القطب الطلابي الديمقراطي التقدمي "الذراع الطلابي للجبهة الشعبية" على المرتبة الثالثة حاصلاً على 6 مقاعد بمجموع 1076 صوتاً فيما لم يحصل اليسار الموحد على أية مقاعد، في مؤشرات ودلالات واضحة كالتالي:
1-لا زال شعبنا يتمسك بخيار المقاومة رغم كل التحديات التي تواجهه في الضفة الغربية.
2-انضمام محافظة رام الله بطريقتها الخاصة لمحافظات جنين ونابلس وطولكرم وأريحا والتي أصبحت أيقونة العمل المقاوم ضمن تشكيلات عرين الأسود وكتيبة جنين وغيرها من التشكيلات.
3-رفض الاعتقالات السياسية التي تمارسها الأجهزة الأمنية ضد من يقاوم دولة الاحتلال ويدافع عن شعبنا، وللتنسيق الأمني المسلط كالسيف على رقاب أبناء شعبنا.
إن هذه الانتخابات هي رسالة واضحة للاحتلال أولا، بأن شعبنا لا يمكن أن يتنازل عن خيار المقاومة والبندقية رغم إسرافه في القتل والاعتقال والجريمة اليومية بحق شعبنا وبرغم كل المغريات التي تقدم، وهي رسالة للسلطة الفلسطينية أن الرهان على غير المقاومة هو رهان خاسر، ولا يمكن أن يقبل به شعبنا، وهي دعوة لتغيير النهج واللجوء لحضن الشعب واحتضان المقاومة للانطلاق نحو التحرير والحفاظ على دماء الشهداء والمقدسات الإسلامية، وأن الرهان على قبول الشعب بالمفاوضات العبثية ذهب ادراج الرياح.
مقال: محافظة رام الله تعبر عن توجهها بطريقتها الخاصة
أ.فادي رمضان