قائد الطوفان قائد الطوفان

علاء قيسية.. الشهيد العريس

الرسالة نت- رشا فرحات

هو الشهيد الثالث من أبناء مدينة الظاهرية الواقعة جنوب الخليل، والتي تدفع يوما بعد يوم ضريبة الاستيطان من دماء أبنائها، بعد مصادرة أراضيهم الزراعية لصالح التوسعة الاستيطانية.

بالأمس أعلن عن استشهاد الشاب العشريني علاء قيسية وقد سبقه شهيدان منذ بداية العام، الشهيد سند السمامرة وشريف رباع.

 أطلق الاحتلال النار على علاء قيسية بدم بارد في وضح النار مدعيا أنه تسلل إلى مستوطنة "تينا عومريم" المقامة بالقرب من مدينة الظاهرية، وعند اقترابه من كنيس يهودي تم إطلاق الرصاص عليه وقتله بدعوى أنه كان يحمل سكينًا وينوي تنفيذ عملية.

لقد كان من المفروض أن يزف علاء بعد أشهر قليلة إلى عروسه لكن يوم العرس لم يأت، وبقيت العائلة تحسب أفراحها المسروقة برحيله، وكأن أرواح كل قريب من الاستيطان، هي أرواح تنتظر الموت لتصبح رقما في لعبة الاستيطان، لأن أراضي مدينة الظاهرية في معظمها أراض مسلوبية.

"هي عائلة مكلومة" هكذا قال عم الشهيد، مضيفا: "شقيقه مراد أسير في سجون الاحتلال ومعتقل لعشرين عاما، وابن عمه الشهيد سعيد قيسية استشهد بنفس الطريقة، سائرا بالقرب من مستوطنة سلبت أرضه، وأطلق الجنود عليه نيرانهم وهو الأعزل الذي لا يملك من قوته سوى الحق، وهكذا يسقط الشهداء في الظاهرية".

تعيش عشيرة السمامرة التي ينتمي لها الشهيد مأساة حقيقية لأن الاحتلال فرض عليها حياة بجوار الاستيطان، يتسلى على القتل كما يتسلى على سرقة الأرض، قبل شهر أطلق النار على المزارعين وهم يحصدون في أراضيهم وقتل المزارع الأعزل سند سمامرة.

تجلس أم الشهيد اليوم على مقعد تستقبل الناس وهي تنظر بعين إلى مستقبل أبناء يضيع تدريجيا على يد الاستيطان.

إبعاد الشباب والناس عن أراضيهم من خلال ترهيبهم بالقتل، هو الهاجس الذي تعيشه المدينة، فالطريق الذي يربط المدينة بالمناطق الشمالية والجنوبية مغلق منذ سنوات لأن الاستيطان أراد فصل المدينة عن الجوار.

نشر الاحتلال مقطع فيديو يظهر دخول الشاب قيسية إلى أراضي المستوطنة، ثم ادعى أنه كان يمسك سكينا، وينوي طعن مستوطنين كانوا يؤدون صلواتهم في كنيس يهودي داخل المستوطنة، وهذا ما لا تظهره الصورة، ولكنها ادعاءات الاحتلال التي يبرر فيها إجرامه أمام العالم.

ويقمع الاحتلال شهريا وقفات التحدي والصمود التي يشارك فيها عشرات المواطنين بالتعاون مع لجان الحماية والصمود، والمؤسسات الأهلية.

وينظم نشطاء ضد الاستيطان فاعلية أسبوعية في المناطق المهددة بالاستيلاء في بلدة الظاهرية خاصة القريبة من المستوطنات، بهدف مساندة أصحاب الأراضي في حماية أراضيهم وتعزيز صمودهم.

ووفقا لمعطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، بلغ عدد المستوطنين في مستوطنات الضفة الغربية بما فيها القدس 726 ألفا و427 مستوطنا؛ موزعين على 176 مستوطنة و186 بؤرة استيطانية (غير مرخصة) منها 86 بؤرة رعوية زراعية حتى بداية 2023.

وفي تصريحات لها، نعت الفصائل الفلسطينية الشهيد علاء قيسية من بلدة الظاهرية مؤكدة أن تصعيد جرائم الاحتلال يزيد من إصرار الفلسطينيين وتمسكهم بالمقاومة لهزيمة الاحتلال، ومواصلة طريق المقاومة والثورة حتى تحرير الأرض والمقدسات الإسلامية والمسيحية.

البث المباشر