قائد الطوفان قائد الطوفان

عرب المليحات في دائرة نار المستوطنين

الرسالة نت-مها شهوان

بعد مضايقات المستوطنين وإخطارات الهدم والترحيل، رحل قبل أيام سكان (عين سامية) الواقعة على السهول الشرقية لقرية كفر مالك، فتوجه جزء منهم للسكن شرق قرية المغير شمال شرق رام الله والجزء الآخر توجه ليقطن بجوار عرب الكعابنة في المعرجات.

البقاء في عرب الكعابنة لم يدم طويلا، بفعل سياسة التهجير والترحيل والإخطارات التي تتبعها (إسرائيل) ضد التجمعات البدوية خاصة (المليحات) بهدف اقتلاعهم وإحلال المستوطنين مكان السكان الأصليين، وهي سياسة تجسد معاني التطهير العرقي الذي يمارسه الاحتلال ضد الفلسطينيين.

وتعد عشيرة المليحات (الكعابنة) واحدة من أصل 48 عائلة تنتمي للكعابنة ويمارس الاحتلال ضغوطا على ساكنيها من أجل ترحيلهم عن المكان، والذي يبلغ تعدادهم 1200 نسمة ويسكنون شمال غرب أريحا.

ماذا يجري في المليحات؟

بداية تسكن عشيرة عرب المليحات (الكعابنة) في منطقة الأغوار الفلسطينية منذ العام 1967 وهي تقع في شمال غرب مدينة أريحا على بعد حوالي (6) كلم، وتقودك إليها طريق المعرجات الموجودة في سفح الجبل وهي طريق صخرية مليئة بالانحدارات والانعطافات، والمخاطر كما هي حكاية الساكنين أسفل سفح الجبل.

و تفتقد المنطقة لكل مقومات البنية التحتية والخدماتية، حيث يسكن الناس في بيوت من الصفيح أو الزينكو دون ماء ولا كهرباء ولا خدمات، ويسكنها حوالي (1200) مواطن، يعتاش غالبيتهم على تربية المواشي والأغنام، وتوجد فيها مدرسة أساسية تدرس الطلاب حتى الصف التاسع.

فالسكان هناك يعيشون في ظروف حياتية صعبة وقاسية جداً، يعاندون قانون الطبيعة وبذات الوقت يقاومون الاحتلال والتقدم الاستيطاني.

وعلى طول الفترة الممتدة لسكنهم في تلك المنطقة تعرض عرب المليحات لموجات متتالية من الترحيل والهدم نفذتها سلطات الاحتلال (الإسرائيلي)، فقد هدمت بيوتهم البسيطة لمرات عديدة لدفعهم على ترك وتفريغ المنطقة، إلّا أنهم رفضوا وقاوموا كل مخططات الاحتلال.

رغم سياسة الاحتلال التي تتمثل بالهدم والترحيل القسري والتطهير العرقي، ورغم مضايقات المستوطنين لهم، الذي يسرقون مواشيهم وحرق زرعهم، وبيوتهم التي يسكنون فيها، وفي مواجهة ذلك شكل السكان لجنة لحراسة المنطقة طول ساعات الليل لحمايتهم من قطعان المستوطنين.

منذ فترة ليست قليلة زادت وتيرة الاعتداء عليهم، حيث يعانون من اعتداءات المستوطنين المسلحين بالأسلحة الرشاشة، حين يقتحمون التجمع البدوي ويطلقون الرصاص الحي تجاه السكان، بالإضافة إلى استفزاز المواطنين.

كما يقتحم المستوطنون التجمع وهم يتنكرون بزي عسكري، في محاولة لتفتيش المنازل واستجواب ساكنيها، قبل أن يتصدى لهم الأهالي ويجبرونهم على الفرار.

لماذا يستهدف الاحتلال بدو المليحات؟

يقول الحقوقي حسن مليحات والمشرف العام لمنظمة البيدر لحماية حقوق البدو، إن الاحتلال يستهدف عرب المليحات (الكعابنة) لأنهم يسكنون في مناطق مفتوحة وحيوية ومغرية للاستيطان.

وذكر مليحات (للرسالة نت) أن البدو في تلك المناطق يشكلون عائقا حقيقيا أمام التمدد الاستيطاني بحكم انتشارهم في المنطقة.

ويرجع ارتفاع وتيرة ملاحقة البدو وطردهم من أراضيهم إلى أن الاحتلال يسعى للقضاء على الهوية الفلسطينية في المناطق (ج)، وذلك من خلال هندسة الوجود الفلسطيني في تلك المناطق وخلق واقع ديمغرافي جديد يتفوق فيه عدد اليهود على الفلسطينيين من خلال سياسة التطهير العرقي وإحلال المستوطنين مكانهم وللسيطرة على الثروات الطبيعية.

ويرى الحقوقي أن الحل للحد من الانتهاكات ضد بدو فلسطين وملاحقتهم هو انخراط الشعب بكل فئاته مع البدو في معركتهم ضد الاحتلال وذلك عبر تفعيل العمل الجماهيري المقاوم والتواجد معهم دائما.

ولفت إلى ضرورة توفير دعم مالي وسياسي ضمن خطة شاملة تستهدف ترسيخ صمود البدو

 وتدويل ملفهم عبر نقله للمؤسسات الدولية، بالإضافة إلى رفع شكاوى ضد الاحتلال في المحكمة الجنائية الدولية باعتبار دولة الاحتلال ترتكب جرائم حرب ضدهم.

ودعا إلى إطلاق حملة إعلامية واسعة النطاق للتعريف بالدور الوطني الذي يقوم به البدو وهو حراسة الأرض التي هي محور الصراع مع المحتل.

البث المباشر