"من يسيطر على جبل الهيكل يسيطر على القدس، ومن يسيطر على القدس يسيطر على أرض (إسرائيل)" هذا ما قاله رئيس الكنيست (الإسرائيلي) عماير يوحنا خلال اجتماع عقد قبل أيام في الأنفاق المجاورة للمسجد الأقصى المبارك.
ويعتبر الاجتماع الأول من نوعه في تاريخ جماعات الهيكل وحضره 8 وزراء من حكومة بنيامين نتنياهو، و5 من أعضاء الكنيست، وأعضاء مجلس إدارة اتحاد منظمات الهيكل برئاسة الحاخام شمشون إلباوم رئيس الاتحاد.
العديد من القرارات والميزانيات صدرت عن الاجتماع لتهويد البلدة القديمة والقدس، من بينها تخصيص 17 مليون دولار لتطوير الأنفاق وتهويد محيط المسجد الأقصى المبارك.
وبحسب مؤسسة القدس الدولية، فقد حضر الاجتماع كذلك رئيس المنظمة الصهيونية العالمية يعقوب هاجيل، ورئيس حركة بيتار العالمية يغال براند. وحركة بيتار هي الحركة الشبابية الأولى لتيار اليمين القومي في حكومة الاحتلال، وحضورها يشير إلى محاولة لتوحيد جهود الحركة الصهيونية باعتبارها كيانا وحركة عالمية في استهداف المسجد الأقصى المبارك.
ويعلق زياد ابحيص الباحث الأردني المختص بقضايا الأقصى قائلا: "لعل أهم ما في هذا الاجتماع إلى جانب موازنة دعم الحفريات وتهويد جوار المسجد الأقصى هو التركيز على الجانب الرمزي، وعلى انعقاده في الأنفاق المجاورة للمسجد الأقصى، وعلى حضور الحكومة بكامل طاقمها تقريباً والحرص على أخذ صورة تذكارية بعده".
ويرى أن في ذلك إشارة رمزية وتعبيرا عن مدى تعلق حكومة الصهيونية الدينية الحالية بمشروع تهويد القدس، معتبرا أن قدرتها على ذلك مسألة أخرى لا تؤيدها موازين القوى الدولية أو الإقليمية أو حتى داخل فلسطين المحتلة.
ويلفت إلى أن الاجتماع قد جرى في قاعة تسمى "خلف جدارنا" وتقع تحت كنيس "خيمة إسحاق" المقام على أوقاف حمام العين المملوكي إلى الغرب من باب القطانين، والقاعة تقع تحديداً بجوار سور الأقصى ما بين بابي القطانين والمطهرة.
ويقول: "ورغم أن أبرز المخرجات التي ركز عليها الاجتماع هي "تمويل الحفريات بـ17 مليون دولار" إلا أن القاعة المملوكية التي اجتمعوا فيها جرى تنظيفها وتدعيمها وتأهيلها على مدى 10 سنوات ما بين 2005 و2015 بتمويل من الملياردير اليهودي الأوكراني زفي هيرش وهو يحمل الجنسية البريطانية ويعرف باسمه الأوكراني جينادي بوغوليوبوف".
وبين أن معظم الحفريات والأبنية التهويدية في محيط الأقصى ما تزال تمول بمساهمات خاصة من أثرياء الصهاينة عبر العالم بمبالغ أكبر بكثير مما تخصصه حكومة الاحتلال، وهذا ما يجب التنبه إلى ملاحقته وإفشاله بجهود منظمة يمكن لها أن تضرب مشروع التهويد بشكل حقيقي على حد رؤيته.
ويتابع: بالنظر إلى الخط التاريخي لمشاريع التهويد، ومحطاته الحديثة، فإن التطور الصهيوني في تهويد المدينة ما يزال بطيئاً ومتعثراً وإن حقق تقدماً على الأرض، وهو ما ينبغي أن يدفعنا لخوض معركة القدس بجدية وثقة أكبر، لأنها معركة ما تزال مرشحة للانتصار رغم كل شيء، شرط أن نخوضها كما يجب وأن نكرس لها الطاقات والإمكانات.
ولم يكن رأي زياد ابحيص بعيدا عن رأي زياد الحاموري المحلل المقدسي حيث يرى أن الاحتلال رغم محاولاته وتفوقه الجغرافي في المدينة المقدسة إلا أنه لم ينجح بفرض معادلاته، فهو يسير إلى الأقصى في مسيرة الأعلام تحت حراسة شرطية مشددة ولو حقق شيئا من أهدافه التهويدية لسار المستوطنون إلى الأقصى دون حراسة.
ويذكر الحاموري أن هناك مدينة متكاملة أسفل الأقصى وحفريات على مدار الساعة وقد أقامت حكومة الاحتلال عددا من الاجتماعات والاحتفالات هناك، وهذه ليست المرة الأولى.
ويلفت إلى أن اجتماع منظمات الهيكل ليس الأول لكن الجديد أنهم أعلنوا عنه وهو مجرد استعراض لتخويف المقدسيين ويحمل رسالة تهديد لأن مشكلة الاحتلال الأولى التي يسعى لتحقيقها حتى يضمن تحقق هدفه وهو إزالة المقدسيين من طريقه وهذا أمر مستحيل على حد قول الحاموري.
ويذكر أن الاحتلال بدأ حفرياته أسفل القدس رسميا عام 1968 بعد احتلال القدس مباشرة، ويبلغ عدد الحفريات في البلدة القديمة داخل أسوارها وخارجها وفي محيط المسجد الأقصى 64 حفرية، تشمل 15 نفقا بدأ حفرها منذ عام 1967، وغالبيتها تخترق البلدة القديمة في محيط المسجد الأقصى.